رئيس التحرير
خالد مهران

هشام زكي يكتب: الكسكس.. الطعمية.. الكبسة

الكاتب هشام زكي
الكاتب هشام زكي

في هذا الوقت العصيب الذي تعيشه الشعوب العربية، وفي ظل الأوضاع المعقدة بما تحمله من أخطار وجودية ليس لشعبنا العربي في فلسطين فقط، بل للأمة العربية التي تعيش على هامش الحياة عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا وغير ذلك من مجالات. 

وفي الوقت الذي يتطلب منا جميعا ساسه وشعوبًا جمع كلمتنا على كلمة واحدة، وقلوبنا على قلب رجل واحد لمقاومة حالات الطمس التي تتعرض لها الأمة العربية تأتي مباراة كرة قدم لتفرق بين شعبين توصف العلاقة بينهما بإنها علاقة دم، وروابط يصعب حصرها في مقال أو اثنين أو ثلاثة، لتتسع الهوة بين الشعوب العربية ويزداد التعصب الأعمى الذي لا يؤدي إلا إلى من العزلة بين أبناء العالم العربي.


ولإننا شعوب لا تقرأ التاريخ ولا تريد التعلم من عبره وأحداثه يتكرر المشهد ذاته بعدما كادت مباراة في كرة القدم بين مصر والجزائر القضاء على علاقة شعبين ربطت بينهما منذ سنين طويلة من الكفاح والنضال ضد أشكال الاستعمار كافه. 

 

وهكذا نحن لا نمتلك ساسه ولا شعوبًا الرؤية الواضحة والاستراتيجيات التي تستغل الطاقة البشرية التي نملكها فيما يدعم  الروابط العربية والإسلامية التي تعلي من شأن الاندماج العربي العربي في المجالات كافة اقتضاءا بأعدائنا، ولا نملك كذلك الرؤية الواضحة لتربية شعوب لها ثقافة ووعي بالاخطار التي تحيط بنا، الأمر جعل الأمم تسيطر علينا وعلى عقول أبنائنا، وزرع الفتن بين شبابنا وإلهائهم بأمور لا تسمن ولا تغني من جوع، بل إلى قطع صلات الدم والرحم، والتناحر  الذي يصب في بوتقة اعداءنا ليستمروا في بث السموم في العقول بأساليبهم القذرة ووسائل إعلامهم المأجورة، مدعومة ببعض وسائل الإعلام الحكومية، ووسائل الهدم الاجتماعي بما تملك من أدوات إنسانية جاهلة ومريضة، تدعم الفرقه والتشرذم، وتنفخ في النار لتزداد اشتعالًا، مؤججه مشاعر الشخصانية التي تصل إلى حد الشفونية والعنجهية والتعصب الاعمى للقومية، ليصل الأمر بنا في النهاية للتحزب والحط من شأن بعضنا بعضا، وليكون المتنبي الذي عاش في العصر العباسي أكثر منا بلاغة، وأبعد منا نظرا عندما أنشد قائلًا: (يا أمة ضحكت من جهلها الأمم).