محللون صينيون يقللون من تأثير القوة الدولية لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر
قال محللون صينيون إن الخطوة التي أعلنها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في وقت مبكر اليوم الثلاثاء عن تشكيل قوة متعددة الجنسيات لحماية التجارة بالبحر الأحمر خطوة سطحية لن تلعب دورا كبيرا في تهدئة الوضع، مؤكدين أن الولايات المتحدة مطالبة بأن تفعل المزيد من أجل حل الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي بدلا من هذه التحرك.
وقال أوستن في بيان خلال زيارته البحرين التي تضم مقر الأسطول الأميركي الخامس إن الدول المشاركة في القوة هي بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا ستنفذ دوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن ضمن ما أطلق عليها عملية حارس الازدهار لمواجهة تهديد جماعية الحزثيين اليمنية للسفن في البحر الأحمر.
وجاء الإعلان عن القوة م بعد ساعات من إعلان الحوثيين استهداف المزيد من السفن في البحر الأحمر وباب المندب، كما تأتي بعد تهديدات أمريكية وإسرائيلية بالرد عسكريا على هجمات جماعية الحوثي.
وقال المحللون الصينيون إن واشنطن تهدف من خلال ذلك إلى إجبار حلفائها الإقليميين على المشاركة بشكل أكبر في الحد من امتداد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الحالي، لكنهم توقعوا أن تلعب هذه الخطوة دورا محدودا في تهدئة الوضع.
وقالوا إنه يتعين على واشنطن أن تفعل المزيد من أجل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بدلا من القيام بتحركات سطحية، مشيرين إلى أن النفاق الأمريكي في الدعوة إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفلسطين، لكنها في الواقع تعرقل قرارات الأمم المتحدة بشأن المطالبة بوقف إطلاق النار وبالتالي دعم إسرائيل على مواصلة العمليات العسكرية.
وكان وزير الدفاع الأمريكي قد دعا بعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران إلى الكف عن دعم هجمات الحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر. وأعلن أنه سيلتقي اليوم الثلاثاء وزراء دفاع عدد من دول المنطقة لبحث كيفية التعامل مع التهديد الذي يفرضه الحوثيون على الملاحة في البحر الأحمر، قائلا إنه يتطلع لتشكيل تحالف دولي لضمان أمن الملاحة البحرية.
ولم يتضح على الفور أي تفاصيل حول الدول العربية التي من المتوقع أن تنضم.
وذكر ليو تشونغ مين، الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية، لصحيفة جلوبال تايمز يوم الاثنين، إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الحالي كان له تأثير كبير على الاقتصاد العالمي، مضيفا أن هجمات جماعة الحوثي المتمردة خلقت معضلة للولايات المتحدة.
ودفعت الهجمات، التي استهدفت طريق الملاحة بين الشرق والغرب باستخدام قناة السويس لتوفير الوقت ونفقات الإبحار حول إفريقيا بعض شركات الشحن إلى إعادة توجيه سفنها لتجنب المنطقة. وقالت مجموعة الشحن الفرنسية سي أم ايه يوم السبت إنها أوقفت مؤقتا جميع شحنات الحاويات عبر البحر الأحمر بعد هجوم على إحدى سفن الحاويات التابعة لها قبل يوم واحد.
وقال ليو إن الولايات المتحدة تأمل في أن يصبح الحلفاء الإقليميون أكثر مشاركة في الحد من التأثير غير المباشر للصراع الحالي من خلال قوة الحماية المقترحة، والتي لن يكون لها في الواقع إلا تأثير محدود.
وأشار الخبراء إلى أن الحل الأساسي هو الاستمرار في الدعوة إلى وقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة، في حين أن الرد على العنف بالعنف لن يؤدي إلا إلى تأجيج الصراع الحالي.
وانضمت فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا – بعض من أقرب حلفاء إسرائيل – إلى الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار خلال عطلة نهاية الأسبوع، وطالب متظاهرون إسرائيليون الحكومة بإعادة إطلاق المحادثات مع حركة حماس بشأن إطلاق سراح المزيد من الرهائن بعد مقتل ثلاثة عن طريق الخطأ على يد القوات الإسرائيلية.
وردا على ذلك، أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل ستواصل القتال حتى تزيل حماس من السلطة، وتسحق قدراتها العسكرية وتعيد الرهائن.
وأشار ليو إلى أن الضغوط الدولية والمحلية المتزايدة ليست كافية لدفع إسرائيل غلى تغيير عملياتها العسكرية في غزة لأن هذه الضغوط في الغالب سطحية. علاوة على ذلك، فإن الولايات المتحدة تدعو علنا إلى وقف إطلاق النار، لكنها تعطي إسرائيل الضوء الأخضر في الأمم المتحدة بمعارضتها قرارات الأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار.