سحق الجثث بالجرافات.. قصص مروعة من غزة
نبش للقبور، وسحق للجثث بالجرافات، وإطلاق كلب على رجل مقعد، وإطلاق النار على أطباء"، هذه جزء من مشاهد مروعة شهدها مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة، ونشرتها شبكة "CNN" الإخبارية الأمريكية.
وأشار التقرير الذي استند إلى شهادات لموظفين ومرضى من مستشفى كمال عدوان شمالي غزة، إلى أن الجنود الإسرائيليين جرفوا جثث القتلى، وسمحوا لكلب تابع للجيش بالهجوم على رجل على كرسي متحرك، وأطلقوا النار على العديد من الأطباء حتى بعد التأكد من عدم ارتباطهم بحركة حماس.
كما تحدثت الشبكة الأمريكية مع اثنين من كبار الطاقم الطبي، وطبيب آخر ومريض في المستشفى، الذين قدموا شهادات متطابقة لما حدث، وأشارت CNN إلى أنها راجعت أدلة الفيديو لبعض الشهادات.
ومن بين أخطر الادعاءات المتعلقة بعمليات الجيش الإسرائيلي في مستشفى كمال عدوان، هو أنه "بينما كانت القوات تغادر مجمع المستشفى، استخدمت الجرافات لاستخراج الجثث التي تم دفنها مؤخرا في مقابر مؤقتة في فناء المستشفى".
من جانبه، قال رئيس خدمات الأطفال بالمستشفى حسام أبو صفية في مقابلة عبر الهاتف، إن "الجنود حفروا القبور هذا الصباح وسحبوا الجثث ثم سحقوها بالجرافات. لم يسبق لي أن رأيت مثل هذا الشيء من قبل".
وتظهر مقاطع الفيديو والصور التي شاركها مع "CNN"، بقايا بشرية متحللة متناثرة في أنحاء المستشفى. وأيد هذا الحديث رئيس قسم التمريض بالمستشفى عيد صباح، وممرضة أخرى هي أسماء طنطيش.
وقالت طنطيش لشبكة "CNN": "تم حرث الجثث في الفناء أمام أعيننا. طوال الوقت، كنا نصرخ ونصرخ لكن صرخاتنا وجدت آذانا صماء".
واستمرت عملية الجيش الإسرائيلي في مستشفى كمال عدوان 8 أيام، ويزعم الجيش الإسرائيلي أنه كان يستخدم كمركز للقيادة والسيطرة من قبل حماس، وهو ما تنفيه الحركة.
وتظهر صور القمر الصناعي الملتقطة في 15 ديسمبر، قبل انسحاب الجيش الإسرائيلي مباشرة من منطقة المستشفى، أراضي مدمرة خارج مجمع المستشفى.
كما روى طبيب فلسطيني تفاصيل المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في مستشفى كمال عدوان الواقع في بيت لاهيا، شمال غزة.
وقال حسام أبو صفية رئيس قسم الأطفال في مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة، إن حوالي 65 مصابا ومريضا، بالإضافة إلى 12 طفلا مصابا، نقلوا إلى مجمع الشفاء الطبي بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى، حسب وكالة أنباء "العالم العربي".
وأضاف أبو صفية: "غالبية النازحين كذلك خرجوا من المستشفى وبقينا نحن وبعض النازحين الذين لا مأوى لهم داخل المستشفى. المدارس ومراكز الإيواء أصبحت مكتظة ولا يوجد مكان آمن لنتوجه إليه".
وتحدث الطبيب عن تفاصيل الأحداث التي شهدتها الأيام القليلة الماضية، عندما حاصر الجيش الإسرائيلي المستشفى قبل أن يقتحمه في نهاية المطاف.
وقال أبو صفية: "أطبق الجيش الحصار على المستشفى من جميع الجهات لما يقرب من أسبوع، ومنذ 4 أيام اقتحمه بشكل مفاجئ".
وأضاف: "طلبوا تسليم أي نوع سلاح إذا ما كان لدينا أسلحة، كان هناك بعض الأسلحة الخفيفة التي يستخدمها أمن المستشفى، خرجنا لساحة المستشفى وأبلغناهم بأن الأسلحة خاصة بعناصر الأمن، وبعد ذلك أجبروا كل من أقل من 65 عاما على الخروج إلى ساحة المستشفى".
وتابع: "كنا حوالي 3 آلاف، أجبروا بعض الشبان على خلع ملابسهم وحمل الأسلحة، وقاموا بتصويرهم على أنهم مسلحون لتبرير جرائمهم بحق القطاع الصحي".
وواصل الطبيب شهادته: "بعد ذلك اعتقلوا عددا كبيرا من النازحين، ومن أخلوا سبيله بعد ذلك أطلقوا عليه النار. وصلت إلينا 5 حالات من الذين أطلق الجيش الإسرائيلي النار عليهم من النازحين، أما الكوادر الطبية فاعتقلوا منهم 70، وطلبنا إعادتهم لنتمكن من تقديم الخدمة، لكن لم يتم إطلاق سراحهم، ولا نعلم مكانهم".
وقال: "دمروا الصيدلية التابعة للمستشفى، وحرقوا مستودع الأدوية بشكل كامل لكي لا نتمكن من تقديم أي خدمات للمرضى والجرحى، كما هدموا مبنى الإدارة، وحطموا جميع مركبات الكادر الطبي في ساحة المستشفى".
وتطرق الطبيب الفلسطيني أبو صفية إلى التفاصيل الأكثر بشاعة في الانتهاكات الإسرائيلية، وهي المتصلة بانتهاك حرمة الموتى.
وواصل: "نبشوا القبور وأخرجوا الجثامين وفحصوها وأخذوها لمكان لا نعلمه، وصعدوا فوق بعض الجثامين بالجرافات".
وقال الطبيب إن الجيش الإسرائيلي دمر خيام النازحين بالجرافات، وعلق: "لحسن الحظ كان النازحون داخل المستشفى بسبب القصف في الخارج، ولو كانوا داخل الخيام لقتل الآلاف، لأن الجرافات هدمت كل شيء".
وفي محاولته لصياغة الكارثة في كلمات، لخص المشهد: "مستشفى كمال عدوان تحول إلى منطقة لا معالم لها. كل شيء تم تحطيمه، حتى محطة الأكسجين وخزانات المياه، لا يمكننا تقديم أي خدمات صحية الآن".