رئيس التحرير
خالد مهران

من «هوج بول» لـ«أوميجا برو».. تفاصيل أحدث عمليات النصب على المصريين

تطبيق هوج بول وأوميجا
تطبيق هوج بول وأوميجا برو

على طريقة «هوج بول».. أثار تطبيق «أوميجا برو» جدلا واسعا بين المصريين خلال الساعات القليلة الماضية، خاصة بعدما تردد أن القائمين على هذا التطبيق استولوا على ملايين الجنيهات من المواطنين قبل أن تضبطهم أجهزة وزارة الداخلية، وهو ما خلف العديد من الضحايا بعدما فوجئوا بإغلاق التطبيق.

أحدث عملية نصب على المصريين من خلال التطبيقات الإلكترونية

وتستعرض «النبأ الوطني» في هذا التقرير تفاصيل أحدث عملية نصب على المصريين من خلال التطبيقات الإلكترونية، بعدما نجحت أجهزة وزارة الداخلية في ضربة عاصفة من ضبط القائمين على الشبكة الإجرامية تطبيق «أوميجا برو» لقيامهم بأعمال النصب والاحتيال على المواطنين، والاستيلاء على أموالهم بزعم استثمارها لهم من خلال تطبيق إلكترونى عبر شبكة الإنترنت.

جاء ذلك فى إطار جهود أجهزة وزارة الداخلية لكشف ملابسات ما تبلغ من عدد من المواطنين بتضررهم من القائمين على إدارة تطبيق «أوميجا برو» على شبكة الإنترنت لقيامهم بالنصب والاحتيال عليهم والاستيلاء على أموالهم عن طريق إيهامهم باستثمار أموالهم لتحقيق أرباح متفق عليها فيما بينهم، باستخدام التطبيق المشار إليه إلا أنهم فوجئوا بغلق التطبيق عقب الاستيلاء على أموالهم التى بلغت ملايين الجنيهات.

وتوصلت الأجهزة الأمنية من خلال التحريات وجمع المعلومات والتعامل الفنى إلى تحديد ورصد عناصر تلك الشبكة الإجرامية القائمين على إدارة تطبيق «أوميجا برو» المشار إليه، وتبيّن قيام (6 أشخاص "3 منهم خارج البلاد") بتلقي مبالغ مالية من عدد من المواطنين بلغت (3 ملايين جنيه) عن طريق محافظ إلكترونية بزعم توظيفها واستثمارها لهم فى مجال التجارة الإلكترونية فيما يعرف بنظام «الفوركس» مقابل أرباح متفق عليها فيما بينهم، وعقب ذلك تم إغلاق التطبيق وتوقفوا عن سداد الأرباح المتفق عليها والاستيلاء على أصول المبالغ المالية.

وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافهم وأمكن ضبط (3) من المتهمين، وبمواجهتهم اعترفوا بنشاطهم الإجرامى على النحو المشار إليه؛ بارتكابهم الواقعة بالاشتراك مع باقى المتهمين الهاربين بالخارج "جار اتخاذ الإجراءات اللازمة لضبطهم".

ما هو تطبيق أوميجا برو؟

التطبيق الاحتيالي الذي جمع خلاله المتهمون المبلغ المالي، اسمه «OmegaPro»، وهي منصة معتمدة تابعة لشركة تأمين قامت بتغطية جميع أموال المستثمرين لديها ضد أي خسارة مالية أو إفلاس.

يعتمد تطبيق الشركة أوميجا برو، على تطوير نظام يضمن «الدخل السلبي»، حيث تمنح نسبة ربح قياسية للمستخدمين، حيث تحصل الشركة على أموال من إدارة العقارات وبدعم من البنك الدولي للتمويل.

تستخدم المنصة «أدوات احترافية ومتقدمة غير متاحة للمستخدمين العاديين» حسب زعمها، وعادة ما يتم إرجاع الوديعة المستثمرة بعد 24 ساعة، كما يمكن إلغاء الإيداع وسحبه في أي وقت.

طريقة الربح من أوميجا برو

تنقسم الخطط الاستثمارية بتطبيق أوميجا برو إلى 4 مستويات كالآتي:

1- المستوى الأول نسبة الربح فيه 4%، بحد أدنى للإيداع 100 دولار، و999 دولارًا كحد أقصى.

2- المستوى الثاني نسبة الربح فيه 6%، بحد أدنى للإيداع 1000 دولار، و4999 كحد أقصى.

3. المستوى الثالث نسبة الربح فيه 8%، بحد أدنى للإيداع 5000 دولار، و14999 كحد أقصى.

4. المستوى الرابع والأخير أطلق التطبيق عليه اسم «خطة كبار الشخصيات»، حيث يبلغ الربح في هذا المستوى 12%، بحد أدنى للإيداع 15000 دولار، وبحد أقصى غير محدود.

«أوميجا برو» ليس الأول من نوعه

لم يكن تطبيق «أوميجا برو» الذي استولى على ملايين الجنيهات من العديد من المواطنين بزعم استثمارها لهم فى مجال التجارة الإلكترونية فيما يعرف بنظام «الفوركس» مقابل أرباح متفق عليها فيما بينهم، هو عملية النصب الإلكتروني الأولى من نوعها.

ويعيد «أوميجا برو» إلى الأذهان قصة النصب الشهيرة التي تعرض لها المصريين خلال الشهور الماضية؛ عن طريق تطبيق «هوج بول»، حيث أوهمت إدارته آلاف المصريين بالحصول على أرباح بالدولار من خلاله، وأعلنت عن أرقام خيالية تداعب أحلام البسطاء، بعرض مكسب قيمته أربعة دولارات يوميًا، مقابل إيداع مبلغ مالي قدره 1600 جنيه؛ ليتسابق على الاشتراك آلاف المصريين، من أجل الحصول على الأموال دون عناء، وتمكن خلال 6 أشهر فقط من الاستيلاء على 6 مليارات جنيه من المواطنين، قبل أن تضبطهم أجهزة وزارة الداخلية في شهر مارس الماضي من العام الجاري.


لم يمر على عملية النصب الإلكتروني التي تعرض لها المصريين من خلال تطبيق «هوج بول» سوى 10 أشهر؛ ليظهر على الساحة تطبيق جديد تحت مسمى «أوميجا برو» لينفذ عمليات نصب إلكترونية جديدة مكتملة الأركان، ويستقطب ضحاياه للنصب والاحتيال عليهم والاستيلاء على أموالهم بزعم استثمارها لهم لتحقيق أرباح متفق عليها فيما بينهم باستخدام التطبيق المشار إليه إلا أنهم فوجئوا بغلق التطبيق عقب الاستيلاء على أموالهم، بنفس طريقة التطبيق السابق.

ومن تطبيق «هوج بول» إلى «أوميجا برو» نسترجع بالذاكره أول عملية نصب واحتيال ضخمة في العصر الحديث والتي دارت أحداثها فب عام 1920 وتمثلت في مخطط «بونزي» للاحتيال، وهو واحد من أكثر عمليات الاحتيال وٍأقدمها في التاريخ، والتي بدأت على يد تشارلز بونزي عام 1920، بعدما أوهم ضحاياه بتحقيق عوائد على الأموال التي سيتثمرونها بنسبة 50% خلال 45 يوما، أو الإبقاء على الأموال لمدة تصل إلى 90 يوما مقابل نسبة أرباح تصل إلى 100 %.

ونجح «بونزي» في استغلال كل من حوله، وصغار المستثمرين والراغبين في تحقيق المال السريع، إذ عمد إلى حيلة مختلفة – أنذاك – كان يعتمد على منح المستثمرين القدامى أرباحهم من المستثمرين الجدد، وبلغ إجمالي ما جمعه من مخططه الاحتيالي قرابة الـ 15 مليون دولار في عام 1920، ليسجل أول عملية نصب واحتيال ضخمة في العصر الحديث.

وفي النهاية.. يبقى السؤال: هل يتعلم المصريون من أخطاء الماضي حتى لا تتكرر مآساة الواقع من تعرضهم لعمليات نصب واحتيال؛ أم سيظل الصراع دائم ما بين طماع ونصاب؟.