واشنطن تنتقم..خريطة بالضربات الأمريكية على سوريا والعراق
شنت الولايات المتحدة هجمات على أهداف في غرب العراق وشرق سوريا حيث تنتشر ميليشيات موالية لإيران تورطت في هجوم الأردن.
واستهدافت الطائرات الأمريكية أكثر من 85 هدفًا في غرب العراق لا سيما في القائم، ومحافظة دير الزور في الشرق السوري، حيث تنتشر عدة فصائل مسلحة موالية لإيران، وذلك ردًا على استهداف طائرة مسيرة الأسبوع الماضي قاعدة أمريكية في الأردن وأدت إلى مقتل 3 جنود أمريكيين.
ونفذت واشنطن ضربات جوية استهدفت فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وفصائل مسلحة متحالفة معه مستخدمة قاذفات عسكرية شنت ضربات دقيقة شملت مراكز قيادة وتحكم وتجسس ومواقع تخزين صواريخ وطائرات مسيرة، ردًا على الهجوم الذي طال الأسبوع الماضي قاعدة "البرج 22" على حدود الأردن وأدى إلى مقتل 3 جنود أميركيين، وإصابة أكثر من 40.
واستهدفت الغارات التي تمت عبر 125 قذيفة ونفذتها قاذفات B-1، خمسة وثمانين هدفًا في البلدين تستخدمها الميليشيات الإيرانية، من ضمنها سبع منشآت تابعة لميليشيات مرتبطة بهجوم الأردن، أي كتائب حزب الله العراقية كما يرجح.
وشملت تلك المنشآت مواقع لعمليات قيادة ومراكز مخابرات وتخزين صواريخ وقذائف وطائرات دون طيار، تابعة لفصائل مسلحة مدعومة من طهران ولفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
في العراق، فركزت الغارات على المناطق الحدودية لا سيما القائم حيث تنتشر الفصائل المسلحة والميليشيات الإيرانية، فضلا عن العكاشات في الأنبار حيث تقع بعض مراكز الحشد الشعبي.
كما استهدفت ضربة ثانية مركز قيادة للعمليات تابعا للحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلّحة باتت منضوية ضمن القوات الرسمية العراقية، في منطقة العكاشات الواقعة إلى الجنوب والقريبة من الحدود.
وأكّد مسؤول في الحشد لفرانس برس، تحدّث أيضا شريطة عدم كشف هويته، حصول الضربتين، الأولى في منطقة القائم واستهدفت حسب قوله موقعا لكتائب حزب الله، في حين أن الضربة الثانية في العكاشات أسفرت عن "سقوط جرحى".
أوضح مسؤول في وزارة الداخلية العراقية لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته عن "استهداف أحد مقار الفصائل المسلحة ضمن منطقة القائم"، لافتا إلى أن المستهدف في الضربة هو "مخزن للسلاح الخفيف حسب معلومات أولية". وأفاد المسؤول بإصابة "ثمانية " في هذه المنطقة.
وفي أول رد فعل على الضربات الأمريكية، أكدت دمشق رفضها للوجود الأميركي على أراضيها.
وأعلنت وزارة الدفاع السورية في بيان نشرته على حسابها في فيسبوك، أن الهجمات الأمريكية بشرق البلاد استهدفت منطقة يحارب فيها الجيش بقايا تنظيم داعش، معتبرة أن "هذا يؤكد أن الولايات المتحدة وقواتها العسكرية متورطة ومتحالفة مع هذا التنظيم، وتعمل لإعادة إحيائه ذراعًا ميدانية لها سواء في سوريا أو العراق بكل الوسائل".
كما وصفت سيطرة القوات الأمريكية على أجزاء من الأراضي السورية "احتلال لا يمكن أن يستمر".
وقالت إن الجيش السوري عازم على "تحرير كامل الأراضي السورية من كل إرهاب واحتلال".
إلى ذلك، أشارت إلى أن الضربات الجوية الأمريكية أدت إلى مقتل عدد من المدنيين والعسكريين وإصابة آخرين بجروح وإلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة.
ورأت أن هذه الغارات التي وصفتها بالعدوان "ليس لها مبرر سوى محاولة إضعاف قدرة الجيش السوري وحلفائه في مجال محاربة الإرهاب".
قاذفات B1
كشف مدير العمليات المشتركة دوغلاس سيمز، أن قاذفات B-1 هي التي شاركت في ضربات الليلة الماضية، حيث انطلقت "في رحلة دون توقف" من الولايات المتحدة.
وأوضح أن قاذفات القنابل التابعة للقوات الجوية من طراز B-1 كانت من بين الطائرات الأميركية التي نفذت الضربات، مشيرًا إلى أنها أقلعت من الولايات المتحدة وتمكنت من الوصول في رحلة واحدة دون توقف.
كذلك أكد على دقة ضرباتها، مضيفًا أن "المؤشرات الأولية تشير إلى أننا ضربنا بالضبط ما أردنا ضربه، مع عدد من الانفجارات الثانوية المرتبطة بالذخيرة والمواقع اللوجستية" التي استهدفتها الولايات المتحدة،وفق ما نقلت شبكة "سي إن إن"
وقال سيمز إن الولايات المتحدة توقعت سقوط ضحايا عندما اختارت أهدافها.
أكد مدير العمليات المشتركة الأميركي على دقة الأهداف عازيًا الفضل في ذلك إلى قاذفات B1 لانسر، فماذا نعرف عنها ولماذا استخدمت في هذه الضربة.
ووفقا لموقع سلاح الجو الأميركي "تحمل هذه القاذفات متعددة المهام أكبر حمولة تقليدية من الأسلحة الموجهة وغير الموجهة في مخزون القوات الجوية".
كذلك تعتبر العمود الفقري لقوة القاذفات بعيدة المدى الأميركية. ويمكنها إطلاق كميات هائلة من الأسلحة الدقيقة وغير الدقيقة بسرعة ضد أي خصم، في أي مكان في العالم، وفي أي وقت.
أما فيما يخص قدراتها، فقد صممت للعمل في الجو مع حمولة أسلحة ضخمة، داخليا وخارجيا، ويمكنها حمل صواريخ "JSOW" المضادة للسفن والقنابل، حسب تقرير عن القاذفة من موقع "ناشيونال إنترست".
ويبلغ طولها 44.5 متر، فيما ارتفاعها 10.4 أمتار، أما وزنها فيصل إلى 86 ألف كلغ، وأقصى وزن يمكنها أن تحمله هو 216 ألف كلغ.
وتبلغ سعة خزان وقودها 120 كلغ، كما تصل سرعتها إلى 1448 كلم في الساعة، أما طاقمها فيتكون من قائد طائرة ومساعد طيار وضابطين في أنظمة الأسلحة.