استخدام أسلحة محرمة دوليًا.. تقرير البعثة المشتركة لتوثيق شهادات جرحى العدوان الإسرائيلي
انتهت زيارة فريق محققي البعثة المشتركة من جولتها الأولى في مناطق شمالي سيناء المصرية لتوثيق شهادات جرحى العدوان الإسرائيلي في غزة الذين يتلقون العلاج في مستشفيات جمهورية مصر العربية.
شارك فريق البعثة بجولة شمال سيناء كلا من محمود قنديل عضو مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان رئيسا للبعثة، وعدد من الأعضاء محمد راضي المدير التنفيذي للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، محمد عبد الله الباحث بمركز الميزان لحقوق الإنسان بفلسطين المحتلة، عضو البعثة أحمد رضا طلبة، مدير الوحدة القانونية بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان.
ورافق الفريق علاء شلبي رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، وعصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان بفلسطين المحتلة.
وتفقدت البعثة كل من منفذ رفح الحدودي، والمركز اللوجيستي لعمليات الإغاثة التابع لجمعية الهلال الأحمر المصري بالعريش في سياق فحص القيود المفروضة على تدفق المساعدات المنقذة للحياة إلى المنكوبين في قطاع غزة والتي تشكل واحدة من أخطر جرائم العدوان الإسرائيلي الجارف ضد المدنيين المحميين في القطاع وتؤكد القصد الجنائي للاحتلال في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.
كما تفقدت البعثة آليات نقل الجرحى من القطاع وتوزيعهم بين مستشفيات شمالي سيناء الثلاثة الرئيسية، ومنهجية تحويلهم بعد تلقي الرعاية اللازمة إلى ١١١ مستشفى مصريا أخرى غربي قناة السويس، ونقل بعضهم إلى الخارج (نحو ٩٠٠ جريح ومريض)، وخاصة إلى الإمارات وتركيا وقطر - على التتابع.
تفقدت البعثة أحوال نحو ١١٠ جرحى ومريض فلسطيني في مستشفيات العريش العام، وبئر العبد، الشيخ زويد العام، إضافة إلى مستشفى الشيخ زويد الامتدادي الذي أنشأته الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية في بضعة أيام وزودته بغرف عمليات جراحية وعناية مركزة وأحدث أجهزة فحص الأشعات، ووثقت إفادات عشرات الحالات من الجرحى نتيجة العدوان لأهميتها في إعداد تقرير عام مرحلي مطلع الشهر المقبل، فضلا عن أهميتها في التكامل مع التحقيقات الميدانية داخل قطاع غزة لإعداد توثيق جنائي يمهد لملاحقة جنائية دولية - تتوفر مقوماتها - لمجرمي الحرب الإسرائيليين.
استخدام أسلحة محرمة دوليًا
ملاحظات عامة أولية الجرحى والمرضى:
١. يتواجد في مستشفيات شمالي سيناء أكثر بقليل من ١٠٠ جريح ومريض، وتتغير أعدادهم بين ساعة وأخرى في ظل التدفقات المتتابعة من معبر رفح بالتوازي مع التحويل المتتابع لمن استقر وضعه الصحي إلى المستشفيات في المحافظات المصرية الأخرى (نحو ألف جريح ومريض)، بالإضافة إلى سفر مجموعات منهم لتلقي العلاج في الخارج، وخروج بعضهم (نحو ٩٠٠) إلى ملاذات مؤقتة (شقق سكنية) خصصتها سلطات شمال سيناء لإيواء من استقرت حالاتهم (ومرافقيهم) وتوفير ما يحتاجونه من متابعة طبية دورية وأدوية دون إقامة في المستشفيات.
٢. يشكل أصحاب الأمراض المزمنة حصة كبيرة ممن يحتاجون للمساعدة العاجلة لمتابعة توفير العلاج اللازم لهم في ظل انهيار المرافق الصحية الفلسطينية والتي شكلت هدفا رئيسيا للعدوان على القطاع.
٣. تتسم العينة الموثقة بأن ٦٥ بالمائة من جرحى العدوان في مستشفيات شمال سيناء هم من النساء والأطفال، وهي نسبة تقترب من تقدير الأمم المتحدة بأن ٧٥ بالمائة من ضحايا العدوان في القطاع هم من النساء والأطفال غير المنخرطين في أنشطة القتال.
٤. تتسم العينة الموثقة بأن ٨٥ بالمائة من الإصابات تعاني من تحلل طبقات متنوعة من الجلد (فقدان الجلد)، وهو ما يرجح أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم أسلحة محرمة في العدوان الجاري.
٥. تتسم العينة الموثقة بأن نحو ٥٠ بالمائة من الحالات قد جرى بتر طرف واحد على الأقل (وبتر أطراف متعددة في بعض الحالات) بسبب الإصابات التي وقعت لها بنيران قوات الاحتلال.
٦. تتسم العينة الموثقة بأن ٨٠ بالمائة من الضحايا تعرضوا للإصابة بعد نزوحهم من سكناهم عدة مرات (ثلاثة مرات على الأقل لأغلبهم)، وتعرضوا للاعتداءات من قبل قوات الاحتلال بعد نزوحهم إلى ما سماه الاحتلال "مناطق آمنة" أو خلال عبورهم فيما وصفه الاحتلال "ممرات آمنة".
٧. تتسم العينة الموثقة بأن ٤٠ بالمائة من الإصابات وقعت في مراكز إيواء يفترض أنها آمنة، وفي مقدمتها مقرات الأمم المتحدة ومنشأت تابعة للأمم المتحدة وترفع رايتها وتم تزويد سلطات الاحتلال بإحداثياتها.
منع تدفق المساعدات المنقذة للحياة
١. لاحظ الفريق أن ما لايقل عن ألف شاحنة مقدمة من المجتمع المصري على طريق القاهرة - الإسماعيلية بانتظار العبور إلى شبه جزيرة سيناء، وعدة مئات من الشاحنات تتحرك بالفعل من القنطرة شرق إلى العريش، ونحو ألف شاحنة (مساعدات مصرية ودولية) تنتظر دورها في محيط المركز اللوجيستي التابع للهلال الأحمر المصري في العريش والذي يستقبل المساعدات المصرية وكذا المساعدات الأجنبية جوا وبحرا عبر مطار وميناء العريش، كما رصد الفريق أكثر من ألف شاحنة تمتد لعدة كيلومترات تصطف دون حراك عند معبر رفح بانتظار الاذن لها بالتحرك.
٢. تبين أن الدورة الزمنية لعبور الشاحنة تستغرق نحو ١٥ يوما بدلا من الدورة التقليدية والتي أقصاها خمسة أيام، وهو ما يرفع تكلفة الشاحنة لأكثر من ضعف قيمة المساعدات، كما يضاعف نسبة المساهمة المصرية في تجهيز وإعادة تجهيز ونقل وإيصال المساعدات إلى نحو ٧٠ بالمائة من قيمة كل شاحنة تصل إلى القطاع.
٣. تفقد الفريق الشاحنات التي جرى ردها بالكامل بعد رفض دخولها إثر تفتيشها من جانب الاحتلال في مركز نيتسانا (٥٠ كيلو مترا من معبر رفح) أو في معبر كرم أبو سالم (الأكثر بعدا من معبر رفح)، بدعوى أنها تتضمن سلع محظورة، ومن بين السلع المحظورة المساعدات الأكثر احتياجا للسكان، ومنها مثلا أنابيب الأوكسجين وثلاجات حفظ الدواء وخيام مأوى ذات قدرة على توليد الطاقة أو أشياء تتضمن مكونات حديدية أو خشبية بدعوى أنها ثنائية الاستخدام.
٤. اطلع الفريق على العمل في المركز اللوجيستي، وعبر النقاشات مع الطواقم والجولة التفقدية، تبين للبعثة وجود أحد المخازن بمساحة ألف متر مربع والذي يحتوي المساعدات التي تم رفضها من الاحتلال الاسرائيلي، ويعاد تفكيك المساعدات وجمعها وتغليفها بعد أن أفسدت سلطات الاحتلال التغليف اثناء التفتيش المتعسف المقصود به إفساد المساعدات.
وسوف يشرع الفريق في تفريغ المعلومات واستمارات التوثيق وتوثيق الفيديو، واستخلاص المعلومات والتحقق منها مطلع الاسبوع الجاري، كما سيواصل مهمته منتصف الأسبوع بلقاء الجرحى في مستشفيات القاهرة والمحافظات المصرية الأخرى وتوثيق شهاداتهم.