وثيقة حساسة تكشف: أمريكا تحولت إلى دولة «سامة» في الشرق الأوسط
كشفت وثيقة حساسة ولكن غير سرية، أن وزارة الخارجية الأمريكية تلقت عدة تحذيرات وبرقيات من مواقعها في الشرق الأوسط خلال الأسابيع الأخيرة، حول التأثير السلبي المستمر لسياسة الإدارة الأمريكية على الصراع في غزة، حسب ما نقلت شبكة "أي بي سي نيوز" اليوم السبت.
كما أوضحت تلك الوثيقة التي وصفت بالحساسة ولكن غير السرية، أن "انتقاد المواقف الأمريكية مستمر على الرغم من التعديلات الكبيرة التي ظهرت مؤخرًا لجهة دعوة واشنطن إلى ضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين في غزة".
وذكرت إحدى البرقيات من البعثات الأمريكية في الخارج أن الولايات المتحدة أصبحت توصف بـ "السامة" بسبب دعم الإدارة لإسرائيل، وتقديمها "شيكا على بياض للرد الإسرائيلي العنيف على هجوم السابع من أكتوبر".
وقال أحد المسؤولين لشبكة ABC News، إن البيت الأبيض ومجتمع الاستخبارات ما زالا غير مقتنعين بأن هذا الموقف سيستمر، حتى مع تأكيد بعض مسؤولي وزارة الخارجية أن الأمر قد يستغرق جيلًا كاملًا لإعادة بناء مكانة الولايات المتحدة في بعض البلدان.
كما أضافوا، أن الوزارة اضطرت أيضًا إلى إلغاء العديد من فعاليات التوعية، وفي حالة واحدة على الأقل، رفض أحد المكرمين قبول جائزة من الإدارة بسبب غزة.
هذا دفع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى عقد اجتماع مع وكالات الاستخبارات لتقييم التداعيات، حسب ما أكد مسؤولون مطلعون على الأمر.
وأوضح عدد من الخبراء أن تصاعد المشاعر المعادية لسياسة أمريكا يمكن أن تكون له آثار سلبية على الشركات الأمريكية العاملة في المنطقة.
لكن هذا التقييم الجديد أو الوثائق الجديدة أتت هذه المرة، بعد أن بدأت إدارة بايدن مؤخرًا في توجيه بعض الانتقادات إلى الحكومة الإسرائيلية، ولعل أول انتقاد أثار حفيظة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جاء في ديسمبر الماضي، حين أشار بايدن إلى اعتقاده بأن حصيلة الضحايا المدنيين الفلسطينيين غير مقبولة.
وقد تبعته انتقادات أخرى، آخرها موقف واشنطن الصارم لجهة رفضها تهجير الفلسطينيين واجتياح محافظة رفح التي يتكدس فيها نحو مليون و400 ألف فلسطيني، وتأكيدها أهمية إقامة دولة فلسطينية بعد انتهاء الحرب.
وكان مئات الموظفين في الخارجية الأمريكية وإدارات أخرى وجهوا منذ نوفمبر الماضي، رسائل امتعاض تجاه السياسة التي تعتمدها بلادهم في مقاربة الحرب الإسرائيلية على غزة، كما انتقدوا عجز إدارة بايدن عن وقف إطلاق النار.
كذلك أعرب عدد من المساعدين العاملين في الكونغرس الأمريكي عن انزعاجهم من البقاء صامتين على ما يدور في غزة.