مدفع رمضان في اللاذقية وحماة..عائدان للحياة بعد الحرب السورية
كان مدفع رمضان من الوسائل المحببة في الشهر الفضيل قبل الحرب السورية في الوطن العربي رغم أنه بدأ من مصر وقاهرة المعز بالصدفة البحتة إلا أنه رويدًا رويدًا أخذ في الانتشار بالمدن العربية الأخرى، وكانت سوريا لها نصيب كبير من تلك المدافع التي تدخل الفرحة على الكبير والصغير.
كانت مدافع رمضان لها مذاق خاص للشعب السوري، حيث تميزت كل مدينة بمدفعها الخاص الذي ينتظر سكانها سماعه، وكانت من التقاليد الراسخة عند سكان كل مدينة سماع صوت مدفع مدينتهم والذي أصبح جزء من معالمها الخاصة.
حتى جائت الحرب السورية وبات القصف وأصوات المدافع أمر يومي لسكان سوريا.
عادت عادة مدفع رمضان في بعض المدن السورية ومنها مدينة اللاذقية التي عاد إليها المدفع بعد 12 عام من توقفه، حيث أعلن أمين سر اللجنة النقابية والعامل في فوج إطفاء اللاذقية نزار الشوا أنه بعد مطالبات عديدة من أهالي المدينة تمت الموافقة على عودة ضرب مدفع رمضان في اللاذقية خلال شهر رمضان المبارك وعيد الفطر بمهمة رسمية.
ويتم إطلاق المدفع في مدينة اللاذقية في حي القلعة قرب جامع المغربي على أن يتم ضرب المدفع عند تثبيت الشهر الكريم وعند الإفطار وعيد الفطر.
وأصبح مدفع مدينة اللاذقية يستقبل عملية إعلان الشهر الفضيل في سوريا بخمس طلقات بينما يكتفي بإطلاق طلقة يوميًا عند حلول موعد الإفطار.
بينما لم يكن مدفع اللاذية الناجي الوحيد والعائد للحياة بعد أن خفتت اصوات القذائف والطائرات التي حملت الموت للشعب السوري، حيث كان لمدينة حماة في الشمال السوري والشهيرة بالنةاعير موعد لسكانها لسماع صوت المدفع بعد انقطاعه لأكثر من عقد من الزمان.
وينطلق المدفع من مدينة حماة من قلعة حماة وهي القلعة الأثرية الشهيرة التي مر عليها الكثير من الشخصيات البارزة في التاريخ، مع آذان المغرب معلنًا موعد الإفطار.
وتزامن إعادة صوت المدفع المحبب للحمويبن بعد أن أعيد فتح قلعة حماة أمام الجمهور من جديد لأول مرة بعد اندلاع الحرب السورية، بعد إعادة تأهيل المتنزهات الشعبية الموجودة في ساحات القلعة وتجديد الإنارة، المحيطة بأطلال القلعة الأثرية، وذلك بعد إغلاق دام عشر سنوات منذ اندلاع الاحتجاجات ضد النظام عام 2011.