خبير اقتصادي يكشف شروط نجاح حملات مقاطعة الأسماك
علق مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، على حملات مقاطعة شراء الأسماك في محافظات «دمياط وبورسعيد والإسكندرية»، قائلًا: «حملات مقاطعة الأسماك أو غيرها يمكن أن تخضع لنظرية الألعاب، لا توجد استراتيجية مهيمنة في سلوك اللاعبين في حالة المقاطعة، كل من المستهلك والتاجر لديهما عدد كبير من البدائل وكل بديل له عدد كبير من التداعيات في ظل دخول متغير الزمن في الحساب».
وأضاف: «يعني مثلًا مقاطعة السمك يمكن في الأجل القصير أن يكبّد التاجر خسائر كبيرة لتلف البضائع، سيقوم التاجر في جولة تالية باتباع استراتيجية جديدة في التسعير وفي شراء الأسماك من الصيادين وربما اتفق التجار على تخفيض المعروض لتلافي الخسائر لنقص الطلب، المهم كيف يتصرف المستهلك في الجولة التالية؟».
وتابع: «لو استمر المستهلك في المقاطعة يمكن أن يحقق خسائر إضافية للتجار ولكنه سيكون مضطرًا إلى إحلال استهلاكه من الأسماك بالدواجن واللحوم وهذا يزيد الطلب عليهما ويرفع أسعار جميع منتجات اللحوم».
وواصل: «لو أن المستهلك لجأ للبروتين النباتي فسوف ينعكس الأثر السلبي على البقوليات، وهكذا…في هذه اللعبة يحقق اللاعب أكبر قدر من المكاسب لو أنه فهم سلوك اللاعبين الآخرين وأحسن توقعها».
واستكمل: «التاجر له ميزة على المستهلك لأن التجار يمكنهم تكوين تحالفات وهكذا الصيادون، لكن المستهلك يمكن فقط أن يشكل رأيًا عامًا يتجه إلى قرار واحد هو الامتناع عن الشراء وسوف ينجح التجار في كسر هذا الرأي العام عندما يعمد إلى تقسيم الأسواق واستخدام أدوات تمييز سعري تساعد على تصريف منتجه دون تلف ودون خسائر مالية».
وختم: «النفس الطويل والقدرة على الاستغناء والاستبدال (قليل التكلفة) هى التي ستحسم هذه اللعبة».