الدكتور محمد حمزة: أطالب رئيس الوزراء بفصل الآثار عن وزارة السياحة
بمناسبة تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي، السيد الدكتور مصطفى مدبولى بتشكيل حكومة جديدة من ذوي الكفاءات والخبرات والقدرات المتميزة؛ هناك تكهنات كثيرة حول من يحمل حقيبة السياحة والآثار وفي هذا الصدد فإنه يتردد الآن وبقوة أن المرشح الأقوى لحمل هذه الحقيبة هو أحد أساتذة الاقتصاد بجامعة القاهرة ؛ ومع احترامنا وتقديرنا لسيادته ماعلاقته بالآثار؟؛ وأين أهل الخبرة والكفاءة والتخصص في كليات الآثار وأقسام الآثار بالجامعات المصرية من حمل هذه الحقيبة؟؛ فإلى متى يتم تجاهل الأثريين من ذوي الكفاءات والخبرات والقدرات المتميزة والتخصص والرؤى المتميزة والإدارة الحديثة؟؛ فقد سبق وأن حمل هذه الحقيبة أساتذة من قسم الإرشاد السياحي؛ وأيضا السيد الوزير الحالي حاصل على بكالوريوس تجارة وكان يعمل في البنك التجاري الدولي وله إسهاماته في هذا المجال ولكن ما علاقته أيضا بالآثار؛ والشيء نفسه ينطبق على وزارات أخرى ومن بينها وزارة الثقافة والتي تحتاج هي الأخرى إلى إعادة النظر في من يتولى حقيبتها (وفق معايير سليمة ودقيقة) في هذه المرحلة التي تجتازها الأمة المصرية والتحديات الثقافية والفكرية التي تجتاحها حاليا في الداخل والخارج على السواء.
وفي البداية، لا بد من فصل السياحة عن الآثار وتصبح الآثار وزارة مستقلة يتولاها أهلها من ذوي الكفاءات والخبرة والقدرات من كليات وأقسام الآثار فأهل مكة أدرى بشعابها؛ وإلا فما جدوى دراسة الآثار في الجامعات المصرية إذا لم يعمل خريجوها في مجال الآثار بتخصصاتها المختلفة؛ وإذا لم يتول الخبراء والعلماء وأهل التخصص في هذه الكليات أمانة المسؤولية في وزارة الآثار والنهوض بمجالات العمل الأثري المختلفة وفقا للدستور والقانون فلن يحدث أي تطور أو تقدم في الآثار وسيبقى الوضع كما هو عليه؛ وعلى أهل الخبرة والعلم في التجارة والاقتصاد والهندسة والطب والزراعة والقانون أن يتولوا الوزارات ذات الصلة بتخصصاتهم وبخبراتهم حتى يمكن تحقيق الأهداف المرجوة في كل وزارة من تلك الوزارات.
ومن أهم ما جاء في قرار تكليف الحكومة الجديدة وعلى رأس أولوياتها ملف بناء الإنسان المصري في مجال الصحة والتعليم، وكذلك ملف الثقافة والوعي الوطني والخطاب الديني المعتدل الذي يرسخ مفاهيم المواطنة والسلام المجتمعي وبالتالي فالأقرب والأجدر والأكفأ بحمل هذين الملفين هم أهل الخبرة والتخصص كل في مجاله وتخصصه وفق معايير دقيقة وضوابط موضوعية وليس وفق الاهواء والثقة أو مجرد تصعيد أو تدوير أو إحلال؛ والقياس على ذلك في بقية الملفات الأخرى بطبيعة الحال.
ومن الحكم المأثورة:«إدي العيش لخبازينه».
ونتمنى أن يكون هناك تغيير حقيقي حتى يؤتي ثماره بقوة؛ وتنتقل مصر من الوضع الاستاتيكي إلى الوضع الديناميكي؛ وتصبح دولة حديثة في مصاف الدول الكبرى في العالم وهذا هو عين ما تخطط له القيادة السياسية.
حفظ الله مصر أرضا وشعبا وهوية وقيادة وجيشا وشرطة وحكومة رشيدة من ذوي الكفاءات والخبرات والقدرات المتميزة والتخصص؛ وقوة ناعمة وعلماء وخبراء، أو تاريخا وآثارا وحضارة وثقافة وتراثا إلى أن يشاء الله وحتى يرث الأرض ومن عليها اللهم أمين يارب العالمين.
بقلم:
الدكتور محمد حمزة عميد كلية آثار القاهرة سابقا.