الدكتور محمد حمزة يسأل: ما المعايير الموضوعية والدقيقة التي يتم على ضوئها اختيار الفائزين بجوائز الدولة
سؤال مهم يطرح نفسه بإلحاح عقب إعلان أسماء الفائزين بجوائز الدولة؛ وفحوى هذا السؤال ما المعايير الموضوعية والدقيقة التي يتم على ضوئها اختيار أسماء الفائزين؛ وبعضهم من الشخصيات المعروفة والمسؤولين والوزراء السابقين بل منهم أعضاء في المجلس الأعلى للثقافة ولجانه المختلفة؛ وبالتالي أين هي إسهاماتهم؛ ومن كان وراء وصولهم إلى القائمة القصيرة Short List؛ وعلى أي أساس حصدوا هذه الجوائز في النهاية ( علمي ولا اجتماعي ولا سياسي ولا المناصب ولا إيه بالضبط) يجب أن يعلن كل ذلك؛؛؛ ونما إلى علمنا ان أحدهم قد تنازل عن جائزة هذا العام لمن حصل عليها على أن تكون من نصيبه العام القادم.
ولا أريد أن أعدد الأسماء ولكن كانت المفاجأة هذا العام ان يحصل الكاتب عبد الرحيم كمال مؤلف مسلسل الحشاشين الذي تم بثه في شهر رمضان الماضي 1445هجرية/2024م على جائزة الدولة للتفوق عن هذا المسلسل؛ فكيف يحدث هذا والمسلسل فاشل تاريخيا ويعد تزويرا للتاريخ وتدليسا؛ ولو كانت هذه الجائزة عن التصوير والجرافيكس والذكاء الاصطناعي والإخراج للعمل الدرامي ما كناش علقنا؛ ولكن أن يحصل من زور التاريخ وفبركه وألف تاريخا غير حقيقي ونسبه إلى شخصيات حقيقية؛ وأضاف شخصيات رجالية ونسائية لا وجود لها في التاريخ وأخطاء أخرى كثيرة على هذه الجائزة فهذا أمر لايجب السكوت عليه؛ بل إن حدوثه على هذا النحو قد يثير الشكوك والشبهات حول الجوائز كلها بصفة عامة ومن حصل عليها بصفة خاصة سواء في هذه المرة أو في المرات السابقة.
ولماذا التفتت الدولة إلى الكثير من السلبيات والقوانين السابقة وتدخلت لعلاج أوجه الخلل فيها واصلاحها ولم تلتفت حتى الآن إلى اللوائح والأليات والمعايير المعمول بها منذ الستينات من القرن العشرين الماضي للحصول على جوائز الدولة؛؛ وقد أن الأوان للتدخل وعلاج أوجه القصور والخلل بل واستصدار قانون محترم في هذا الشأن.
وبالتالي هل نعتبر هذه الجوائز نوعا من أنواع المكافآت حتى ولو كانت على حساب التاريخ؛ ولسنا ندري بقية الجوائز الأخرى كانت على حساب ايه بالضبط.
ونتمنى أن تمنح جوائز الدولة لمن يستحقها وذلك وفق معايير دقيقة وضوابط حقيقية موضوعية وآليات واضحة معلنة؛ ولا تكون مجرد مكافأة؛ أشبه بمكافأة نهاية الخدمة عند بلوغ الشخص لسن المعاش؛ أو عند تأديته لدور معين قام به خير قيام.
وأخشى أن يأتي العام القادم ونفاجأ بيوسف زيدان وإبراهيم عيسى وإسلام بحيري وفاطمة ناعوت يحصلون على هذه الجوائز لتأسيسهم مؤسسة تكوين الفكر العربي؛ تلك المؤسسة التي تهدف إلى التشكيك في الرموز وزلزلة الثوابت بدعوي التنوير والتجديد والإصلاح وفق المنهج الاستشراقي الحداثي الغربي ولكن لاتمت إلى المنهج العلمي السليم بصلة.
نحن في عصر الجمهورية الجديدة التي أرسى دعائمها ووضع أساسها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن ثم يجب أن يكون كل شئ معلنا وواضحا وتسود الشفافية ويكرم من يستحق التكريم بحق وتمنح الجوائز لمن يستحقها بحق.