صعود اليسار لحكم فرنسا..ماذا يعني بالنسبة للعرب وإسرائيل؟
اسفرت نتائج الانتخابات التشريعية في فرنسا عن صعود تيار اليسار وتصدره لنتائج الانتخابات التشريعية، فماذا يعني ذلك بالنسبة للقضية الفلسطينية والحرب على قطاع غزة؟.
أسفرت الانتخابات التشريعية في فرنسا عن تصدر تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري، فيما حل حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بقيادة، مارين لوبان في المرتبة الثالثة بعد أن كان متقدما في الجولة الأولى من التصويت.
وجاء ائتلاف " معا" الوسطي برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون في المرتبة الثانية، لكن الانتخابات لم تسفر عن تحقيق أي معسكر للأغلبية المطلقة المتمثلة في الفوز بـ 289 مقعدا في البرلمان.
وأعرب الكثير من رواد التواصل الاجتماعي في العالم العربي عن ارتياحهم لفوز تحالف الجبهة الشعبية الجديدة، بسبب موقفه من القضية الفلسطينية والصراع في الشرق الأوسط.
فقبل انطلاق السباق الانتخابي، كانت "الجبهة الوطنية الشعبية الجديدة" قد دعت إلى "الاعتراف الفوري بدولة فلسطينية"، ودفع إسرائيل وحماس إلى إبرام اتفاق هدنة في غزة.
وأصبح اليساري الفرنسي جان لوك ميلنشون المولود قبل 72 عاما في مدينة طنجة المغربية، في مقدمة الساعين لتولي رئاسة الوزراء في فرنسا، وسط اتهامات له من الجالية اليهودية بأنه مشاكس لإسرائيل، معاد للسامية ويرفض إدانة حماس، ويتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية، وبأن أعلامًا فلسطينية أكثر من الفرنسية، ظهرت في مظاهرات نظمها حزبه المؤيد للاعتراف بالدولة الفلسطينية وفرض عقوبات على إسرائيل.
كما المعروف عنه، أن جذوره متوسطية، فوالداه من أصل إسباني، عاشا معظم حياتهما في مدينة "وهران" بالجزائر، حيث كان والده يعمل في مصلحة البريد، وكانت والدته معلمة، ثم فصل بينهما الطلاق حين كان بعمر 11 تقريبا، فانتقل مع والدته إلى نورماندي ثم إلى مدينة Jura القريبة في منطقة جبال الألب الفرنسية من سويسرا، حيث درس الفلسفة والأدب، وتزوج في سن مبكرة، وأصبح أبًا بعمره 23 سنة، وعمل في شبابه كمدقق لغوي، كما بمصنع للساعات، ثم مدرسًا وصحافيًا.
وأصابت نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الوطني بزعامة مارين لوبان بخيبة أمل كبيرة بعد توقعات على مدى أسابيع كشفت عنها استطلاعات الرأي بأن الحزب سيفوز في الانتخابات بشكل مريح، بعد أن كان متقدما في الجولة الأولى من الانتخابات، وهو الحزب المعروف بعدائه الشديد للمهاجرين لا سيما من المسلمين.
وعُرفت مارين لوبان بمواقفها المثيرة للجدل في فرنسا خاصة فيما يتعلق بالهجرة والمهاجرين والمسلمين حيث دعت إلى الترحيل الفوري لمن يقيمون في فرنسا بصفة غير قانونية.
وفيما يتعلق بالإسلام والمسلمين، فقد تعهدت لوبان في حالة وصولها إلى السلطة بالعمل على تجميد مشاريع بناء المساجد في فرنسا حتى التحقق من مصادر التمويل، فضلا عن توسيع قانون منع ارتداء الرموز الدينية في المدارس ليشمل الأماكن العامة.