الدكتور محمد حمزة يكتب: وما زال مسلسل الإهمال والتقصير مستمرا بالآثار
ولا يزال مسلسل الإهمال والتقصير مستمرا؟؟؟المجلس الاعلي للآثار؟؟ قطاع الاثار الإسلامية ؟ اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية ؟ الإدارة المركزية لآثار القاهرة والجيزة ؟ إدارة المشروعات؟ إدارة الأزمات؟.
المسؤولون بالمجلس والقطاع واللجنة الدائمة وأعضائها والإدارة المركزية كثيرا،ما يوجعوا دماغنا ودماغ المجتمع المصري كله عقب هدم المقابر التراثية بإنه ا غير مسجلة في عداد الاثار وبالتالي لاتدخل في نطاق مهامهم وواجباتهم المهنية والوطنية ؟؟
وكأن مجرد هذا الرد هو بمثابة الكلمة السحرية أو طوق النجاة لهم؟؟ مع ان العكس هو الصحيح ؟؟فإن عدم تسجيل هذه المقابر والأبنية التي لم يمر عليها100سنة من تاريخ صدور قانون الاثار المعيب وهو1983م طبقا للمادة
الأولي إنما يرجع اولًا إلى خطأ في القانون نفسه وثانيا إلى إهمال وتقصير من قبل القطاع واللجنة الدائمة ومجلس الادارة طبقا للمادة الثانية من ذات القانون؟؟
وقد تم بالفعل تسجيل بعض الأبنية بعد 1883م طبقا لهذه المادة؟ فلماذا لم يتم استكمال تسجيل الباقي من ذات الفترة؟؟؟
رغم تشكيل لجنة لذلك عام2015م تحت رئاستي ولكنها لم تفعل في حينها بل وحتي الآن؟؟
أما إذا ما تعرضت بعض الاثار للهدم ومنها مثلا طا بية فتح بأسوان وتربة مصطفي جاهين بالقرافة وقبة الشيخ عبدالله غفير الدرك بعرب يسار وغيرذلك فلا نكاد نسمع لهؤلاء وأولئك صوتا ولوحدث ذلك من اجل التبرير فإنما يكون تبريرا للإدانة أو لحفظ ماء الوجه.
ونفس الشيء حدث عندما تم حريق وهدم لبعض أبنية القلعة امام مسجد سليمان باشا المعروف بمسجد سارية الجبل.
وكذلك عندما يتعلق الأمر ببعض الاثار التي تم شطبها بتبريرات غير منطقية وغير علمية
كما حدث عند شطب المحطة الملكية بكفر الشيخ ومنها أنها فقدت الصلة المكانية؟؟
اما الآن فالأمر مختلف تماما فهو لايتعلق بهدم أو شطب وفقا للمبررات المشاراليها والتي لا تتسق مع الدستور ولا مع قانون الاثار؟؟
حيث إن الموضوع يتعلق بالإهمال والتقصير من قبل المسؤولين في حماية الاثار والمحافظة عليها من خلال صيانتها وترميمها وهو ما يتسق مع الدستور والقانون
ويعد في ذات الوقت من اهم مهام الواجب المهني الوظيفي والوطني لكل رجال الاثار والترميم بالمجلس.
فإن عدم القيام بذلك يعد خللا وظيفيا وإهمالا جسيما وتقصيرا مخلا؟؟ يستوجب التحقيق؟؟؟
فكيف نفسر ذلك؟؟
وقد سبق ان اشرنا إلى مصلي أو مشهد خضرة الشريفة بعزبة خيرالله خلف خيالة الشرطة بمنطقة القرافة الكبري بمصر القديمة بالقرب من متحف الحضارة بالفسطاط،والحالة المزرية والمتردية التي وصل اليها كما تعكسه الصور المرفقه بالمقال.
واليوم نضيف أ ثرا أخر لايقل أهمية عن خضرة الشريفة بل يفوق عليها آلا وهو قبة ابو تراب بالعباسية(أثر رقم621) وتقع في شارع بين الجناين المتفرع من شارع احمد سعيد بجوار السنترال بحي الوايلي بالقاهرة.
وهذه القبة قد إكتشفها العلامة المرحوم حسن عبد الوهاب منذ أكثر من 75سنة وتم تسجيلها في عداد الاثار وتمت دراستها من قبل بعض العلماء والباحثين وكان لي شرف الإسهام في تلك الدراسة وإضافة حقائق جديدة تبرز أهميتها وقيمتها التاريخية والأثرية الكبيرة لهذا الطراز النادر من القباب المدافن والشائع ان مصر لم تعرفه سوي في العصر العثماني وهذا البحث كان ضمن ندوة عن الاثار الفاطمية بلجنة الاثار بالمجلس الاعلي للثقافة.
وكذلك يكفي ان هذه القبة هي الأثر الفاطمي الوحيد المكتشف في العباسية حتي الآن.
وبالتالي كيف تهمل هذه القبة من كافة الجهات المعنية وتصل إلى هذه الحالة المزرية والمتردية التي هي عليها الآن فالمياه الجوفية تغمرها والحشائش نمت بها حتي كادت تغطي ملامحها ومفرداتها؟؟
فكيف نفسر ذلك؟؟وعلام يدل؟؟ وبماذايرد المسؤولين؟؟وكيف يبررون ذلك هم ومن يتعاون معهم من أساتذة الجامعات المصرية المعروفين للجميع؟؟
وبالتالي
آين دولة رئيس الوزراء؟؟؟
واين وزير السياحة والآثار؟؟
واين محافظ القاهرة؟؟
واين رئيس حي الوايلي؟؟
واين السيد الأمين العام؟؟
واين بقية المسؤلين في القطاع واللجنة الدائمة وإدارة المشروعات والإدارة المركزية وإدارة الأزمات ومدير المنطقة والمفتشين العاملين بها؟؟
واين السادة الدكاترة أعضاء اللجنة الدائمة واللجان الفرعية؟؟
بل واين أساتذة العمارة والآثار الإسلامية بجامعة عين شمس؟؟؟
علما ان هناك مشروع تطوير بالمنطقة وشارع احمد سعيد فبعد الكاتدرائية تم هدم أبنية ومنها سينما التاج الصيفي ومحلات الكاوتش وأرض مخزن بنك مصر وتم إنشاء كوبري يتجه للفردوس وقبة قانصوه ابو سعيد.
فما هو إذن مصير هذه القبة فهل سيتم عمل مشروع ترميم وصيانة لها وتطوير المنطقة المحيطة بها وتحديد حرم لها حفاظا وحماية لها؟؟
أم ان مصيرها مجهول حتي الآن؟؟
ولا سيكون هو المصير المحتوم وهو الهدم والاندثار لأثر نادر في عمارة مصر الإسلامية؟؟
وإذا حدث ذلك ولم يتم ترميمها وصيانتها والحفاظ عليها وحمايتها من الهدم والاندثار
فماهو مصير المسؤولين بالمجلس الأعلي والقطاع واللجنة الدائمة وغيرهم؟؟؟
هل يظلوا في أماكنهم حتي نفقد بقية أثارنا المشابهة؟؟؟
أم يتركوا مناصبهم ومقاعدهم لمن يستطع أن يحافظ عن اثار وتراث مصر وهويتها وذاكرتها الوطنية وقوتها الناعمة؟؟؟
بقلم:
الدكتور محمد حمزة أستاذ الحضارة الإسلامية وعميد كلية الآثار جامعة القاهرة سابقا