الدكتور محمد حمزة يكتب: الرئيس ورؤيته حول دراما رمضان 2025

الرئيس ورؤيته حول دراما رمضان2025، وهل يجب أن يقتصر الأمر علي الدراما؟ أم يشمل المحتوي الإعلامي كله، وهل هناك توجه نحو تقييد حرية الإبداع والفكر؟.. ولنبدأ الحكاية من أولها، وما هو المطلوب من دولة رئيس الوزراء والجهات المعنية؟ وفي البدء كانت بداية لإعادة بناء الإنسان المصري، ثم صارت البدايه توجيه للتنفيذ علي أرض الواقع.
فبعد ما أثاره السيد الرئيس بشأن ضرورة أن تعكس الأعمال الدرامية والإعلامية الواقع المصري الحقيقي وتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع، حيث أن الأعمال الدرامية في رمضان2025م لاتعبر عن المعدن الحقيقي للمجتمع المصري ولا الواقع المصري، وعلي ضوء ذلك أعلن دولة رئيس الوزراء علي الفور وتنفيذا لتوجيهات السيد الرئيس تشكيل مجموعة عمل تعني بوضع رؤية مستقبلية شاملة للإعلام والدراما وضبط الأعمال الدرامية وهذه الرؤية من شأنها تعزيز الهوية المصرية وتعزز القيم الإيجابية في المجتمع من خلال تناول قضايا المجتمع والإلتزام بالثوابت الأخلاقية والحضارية.
وأضاف السيد رئيس الوزراء أن هذه المجموعة ستضم خبراء ومتخصصين وأساتذة إعلام وشركات الإعلام ومنها الشركة المتحدة،ومماله دلالته ما أشار اليه رئيس الوزراء من ان هذا التوجه لا يهدف إلي تقييد حرية الإبداع والفكر.
ونحن من جانبنا كمصري محب لوطنه وهويته وقيمه الاجتماعية وعاداته وتقاليده الأصيلة أولا وكمؤرخ متخصص معني ومهموم بالقضايا التاريخية والأثرية والتراثية والحضارية لمصر وامتنا العربية والإسلامية ثانيا نؤيد هذه الخطوة الإيجابية ونباركها ونرجو أن يتحقق لها النجاح، ولكن نتمني آلا يكون مصير هذه المجموعة،مثل مجموعات ولجان سابقة لم تحقق شيئا بل العكس هو الصحيح كما حدث في موضوع هدم المقابر التراثية في محور صلاح سالم،ذلك الموضوع الذي لن ينساه التاريخ.
هذا من جانب ومن جانب أخر نرجو ألا يقتصر عمل هذه المجموعة علي الدراما والأعمال الدرامية فحسب إنما يمتد فيشمل كذلك رؤية شاملة مستقبلية لكافة المحتوي الإعلامي والبرامج التي تثير قضايا تاريخيّة وعلميّة من خلال رؤية أحاديّة تهدف إلى إثارة الجدل والشبهات وهدم الثوابت والتشكيك في الرموز، كما هو الحال في العديد من برامج الإعلاميّ إبراهيم عيسي ومن اشهرها مختلف عليه؟؟؟ والقاهرة والناس وحلقات للإعلامي عمرو أديب والإعلامي محمود سعد والإعلاميين د خالد منتصر وإسلام بحيري، حيث تتم استضافة أو اجراء مداخلة احادية مع أنصار هذا التوجه في مصر وخارجها ومنهم د يوسف زيدان ومحمد المسيح وحامد عبد الصمد ورشيد ايلال ود وسيم السيسي،وهالة وردي وكريستوف لوكسنبرج وبرين وغيرهم كثير ونحن لسنا ضد هؤلاء ولكنا ضد انفرادهم بالمنصات الإعلامية، لا سيما وأن الكثيرين منهم غير متخصصين ويطلقون علي أنفسهم أصحاب الفكر الحر أو المفكرين ولا تعنينا هذه الألقاب بقدر ما يعنينا ما ينطق به لسانهم وما يصدر عنهم في ظل غيبة أهل التخصص وتأثير ذلك علي الملايين في مصر وخارجها.
ولعل مراجعة قوائم واحصائيات الألحاد واللادينيين في عالمنا العربي والإسلامي تعكس خطورة كبري علي واقعنا المعاصر كنتيجة طبيعية لما سمعوه وشاهدوه في البرامج المختلفة، وبالتالي لأبد أن لايقتصر أعضاء هذه المجموعة علي ما ورد في قرار دولة رئيس الوزراء بل يضاف اليهم خبراء وعلماء من تخصصات مختلفة في التاريخ والتراث والحضارة والآثار والسياحة والاقتصاد والسياسة وعلم النفس وعلم الاجتماع والاثنولوجي والاثنوغرافي والحقوق،بل ويطرح علي الرأي العام،وبالتالي تكون الرؤية اشمل وأعمق ويكون التصور أقوي وأجدي وأنفع.
مفهوم حرية الإبداع والفكر
وعلي اللجنة أو مجموعة العمل هذه أن تحدد مفهوم حرية الإبداع والفكر في العمل الأدبي والفني والثقافي،وهل هو مباح ومطلق حتي ولوكان علي حساب قيم المجتمع وثوابته وعاداته وتقاليده؟ أو علي حساب تضليل الناس وتوجيههم نحو اتجاه معين سواء معلن أو غير معلن، أو علي حساب تزوير التاريخ وتحريفه من اجل الإسقاط علي واقع معاصر كما هو الحال في العديد من الأفلام السينمائية (أفلام واسلاماه والناصر صلاح الدين ورد قلبي) والدراما التليفزيونية وآخرها مسلسل الحشاشين رمضان2024م ومسلسل معاوية رمضان 2025م، أم أنها مرتبطة بالتسويق والترويج والرعاية والإعلانات من اجل المال الوفير حتي ولو علي حساب قيم المجتمع وعاداته وتقاليده وعلي رأسها إفساد الذوق العام وتدني مستواه إلى الحضيض.
ولعل في تعليق الإعلامي عمرو أديب علي ماحدث هو خير دليل علي ان الرعاية هي المتحكمة وبالتالي ففي فقدانها شر مستطير علي الدراما،وكذلك ردود الأفعال علي نبأ إعلان المخرج محمد سامي إنه سوف يعتزل الإخراج التليفزيوني نظرا لما أثارته أعماله هذا العام ومنها مسلسل اش آش ومسلسل سيد الناس من ردود افعال وربما حمله البعض المسؤولية،أم أن هذه الحرية مقيدة بضوابط علمية ومجتمعية يجب التمسك بها والالتزام بثوابتها وقيمها الإيجابية،وبعد فما لنا من إرب سوي تحقيق الصالح العام والنفع العام ولن يتحقق ذلك سوي بتوسيع دائرة أعضاء هذه المجموعة لتضم التخصصات والخبرات المشار اليها في مقالنا هذا،وأن يطلق لها كامل الحرية في وضع رؤيتها الشاملة وتصوراتها الدقيقة حول مفهوم حرية الإبداع والفكر وحدوده ومنتهاه.
وكيف تعكس الدراما والبرامج قضايا المجتمع المصري والعربي في شتي المجالات التاريخية والمعاصرة بمنتهي الصدق والموضوعية من جهة وتعزز الهوية المصرية الوطنية وتلتزم بالثوابت الأخلاقية والحضارية والقيم الإيجابية في المجتمع.
نعم للدراما الصادقة المعبرة عن قضايا المجتمع التاريخية والمعاصرة
نعم لتعزيز الهوية المصرية
نعم للالتزام بالثوابت الأخلاقية والحضارية
نعم لتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع
نعم للكفاءات والخبرات بحق
ولا للدراما الفاشلة الهابطة الساقطة
ولا لدراما المقاولات والرعاية
ولا لدراما البلطجة والشبيحة والألفاظ البذيئة
ولا لتزييف التاريخ وتزويره من اجل الإسقاط علي واقع معاصر أو التوجه نحو وجهة معينة
ولا للبرامج الموجهة
ولا لغير المتخصصين وأصحاب التوجهات والأجندات الخاصة في الداخل والخارج
ولا للرؤية الاحادية المشككة والمثيرة للجدل
والتشكيك في الثوابت والرموز
نعم للرسالة الإعلامية الحق
وميثاق الشرف الإعلامي الحقيقي
بقلم:
الدكتور محمد حمزة أستاذ الحضارة الإسلامية