رئيس التحرير
خالد مهران

الدكتور محمد حمزة يكتب: أيها العلماء والباحثون في التاريخ والآثار.. أفيقوا وانتبهوا

الدكتور محمد حمزة
الدكتور محمد حمزة

أيها العلماء والباحثين في التاريخ والآثار،أفيقوا وإنتبهوا،لما يحاك حولكم وضدكم من أجل تهميشكم من قبل غير المتخصصين من علماء الدين واللغويين والأطباء والأدباء والكتاب والمحامين والصحفيين والمتفلسفين والإعلاميين ورجال الأعمال والهواة وممن يطلقون علي انفسهم اصحاب الفكر الحر والعلمانيين والتنويريين والمراجعين والتنقيحيين وتركز عليهم وعلي اراؤهم وسائل الإعلام والإعلاميين ممن نشرنا صورهم وكأن النساء قد عقمت عن ولادة مؤرخين ومتخصصين،وهناك أيضا اصحاب التوجهات الخاصة والأجندات العلمية الممنهجة من الغربيين والشرقيين علي السواء وقمنا بنشر صورهم ولهم كتب ودراسات وبرامج وقنوات وصالونات؟؟؟ واراء وطروحات ونظريات حدث ولا حرج، فأين انتم من أمثال هؤلاء وأولئك؟وأين دوركم العلمي والوطني والقومي مما يطرحون ؟؟؟ ومما يثيرون؟؟؟ ومما يبغون وينشدون؟ ولمصلحة من؟

حروب الجيل الرابع والخامس

 

وحروب الجيل الرابع والخامس،وآثارة الجدل،والتشكيك والشبهات حول الرموز والثوابت، وصناعة تاريخ بديل

وهويات جديدة،وأديان جديدة،وأجيال جديدة ابيضّ يا ورد،وكوارث ومصائب أخري كثيرة وعديدة

وأين الأمانة التي يجب أن تؤدوها إلى أهلها كما امرنا الله سبحانه وتعالي؟ فإذا لم تفيقوا وتنتبهوا وتؤدوا ماعليكم والأمانة التي حملتموها،مهمتكم وواجبكم ليس داخل جدران وأروقة المحاضرات في الجامعات فحسب بل مهمتكم خارج هذه الأروقة وعبر المنصات ووسائل الإعلام أجدي وأنفع وواجب ديني ووطني وقومي وإنساني أصيل

وإذا لم يحدث ذلك،بعيدا عن المطبلاتية والبكاشين والوصوليين والمنافقين والمدعين وأصحاب الألقاب الرنانة ومن لايقدمون ولا يؤخرون ومن يحصدون الجوائز دون وجه حق وأصحاب الفتاوي والشو والتريند،فماهو الداعي إلى وجودكم أصلا؟ وماهو الداعي إلى وجود أقسام التاريخ والآثار بكليات الاداب؟ وكليات الاثار بالجامعات المصرية والعربية،وما هو الداعي إلى وجود الخريجين من حملة الليسانس والبكالوريوس في التاريخ والآثار؟وما هو الداعي إلى رسائل الماجستير والدكتوراة في التاريخ والآثار؟وماهو الداعي إلى وجود أبحاث الترقية للأساتذة المساعدة والأساتذة في التاريخ والآثار؟ وما هو الداعي إلي وجود كتبكم وبحوثكم ودراساتكم التي بذلتم فيها الجهد والمال والفكر العميق والتحليل الدقيق والوقت الطويل ؟ وما داما  هناك من يكتب ويتحدث بلا منهج علمي ولكن وفق الرؤي الاحادية ووفق الانتقائية والعشوائية في اختيار وانتخاب الروايات التي تحقق لهم مايصبون اليه؟

واحيانا وفق منهج ماقالي وقلته؟؟ ومنهج خالف تعرف،ومنهج اللي تغلبو العبو، ومنهج كرسي في الكلوب، ومنهج العيار اللي مايصبش يدوش،وفيه كتائب ولجان إلكترونية ما أكثرها تشير وتروج لكل ذلك

فمادام أصبح التاريخ واصبحت الآثار مهنة من لا مهنة له، وكل من هب ودب يتكلم ويكتب في التاريخ والآثار،

فالتاريخ والآثار صارا كالكلأ المباح يستحله لنفسه من يشاء ومتي شاء؟ وهناك دعم من الأنظمة. والمؤسسات والأجهزة داخليا واقليميا ودوليا من اجل تزوير التاريخ والقضاء علي الهويات الحالية وصناعة هويات جديدة، وكتابة تاريخ بديل، واستحداث دين بل اديان جديدة،وهناك من يؤلف ويتخيل ويستوحي التاريخ ووقائعه،وأحداثه كيفما يحلو له ويروق،وشوفوا أفلام هوليود والسينما العالمية والدراما التليفزيونية خلال العقود الأخيرة. وآخرها مسلسل الحشاشين رمضان2024ومعاوية بن أبي سفيان رمضان2025م،وما دامت هناك توجهات ورؤي وإسقاطات ولو علي حساب الحقيقة التاريخية فلا ضير من ذلك علشان النية سليمة وصادقة والأعمال بالنيات

تدخل الدولة

 

فإذا لم تتدخل الدول والحكومات والمجالس النيابية والتشريعية والوزارات المعنية كالتعليم العالي والجامعات والمجلس الأعلي للجامعات ووزارة الثقافة والأوقاف والإعلام ومجلس النواب بغرفتيه لإصلاح الأوضاع وإستصدار تشريع ملزم ورادع يمنع العبث بالتاريخ من غير المتخصصين وعدم ظهورهم في وسائل الإعلام ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للمخالفة

وزي ما اتقال ويقال أدي العيش لخبازينه،فكل البرامج لها خبازينها ؟ فالطبية أطباء والقانونية حقوقيين،والرياضية رياضيين، والفنية فنانين ونقاد، حتي برامج الطبيخ شيفات ذكورا وإناثا،وهكذا،اشمعني التاريخ والآثار ؟فيا أيها العلماء والباحثين التاريخ والآثار أمانة في اعناقكم سوف تحاسبوا عليها إذا لم تؤدوها إلى أهلها ؟

فهبوا وأفيقوا وإنتبهوا ولا تهنوا ولاتضعفوا فأنتم الأعلون في تخصصكم،اللهم قد بلغت،اللهم فإشهد.

بقلم:

الدكتور محمد حمزة أستاذ الحضارة الإسلامية بآثار القاهرة