رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مجدي عبيد يكشف سر غيابه بعد نجاح "حديث الصباح والمساء" ويروي تفاصيل مثيرة عن مشهد "البروكة"

مجدي عبيد من مسلسل
مجدي عبيد من مسلسل حديث الصباح والمساء

حوار: حسن جمال

يعد مسلسل "حديث الصباح والمساء" من أبرز الأعمال التي قدمت في عالم الدراما العربية، حيث برع الممثل مجدي عبيد في تجسيد شخصية حسين قابيل، المعروف بـ"أبو الروس"، بكل تميز وإتقان. 

شخصية "أبو الروس"، التي ارتبطت بالكوميديا في المسلسل، أصبحت أيقونة في أذهان المشاهدين، وبرزت كرمز لقدرته على تقديم أدوار معقدة وذات تأثير عميق.

في هذا الحوار، تلتقي "النبأ" بالفنان مجدي عبيد لنستعيد معاً ذكريات هذا العمل المميز ونستعرض تصريحاته حول تجربته المثيرة في المسلسل  وما وراء كواليس التصوير وعرض آرائه الشخصية في مشاكل المسرح، وكذلك سبب غيابه عن الساحة الفنية ومرضه الذي منعه من القدرة على الحديث.

إلى الحوار...

ما هو سبب ابتعادك عن الشاشة رغم نجاحك في مسلسل “حديث الصباح والمساء”؟

أنا لم أبتعد عن الشاشة أو الدراما التلفزيونية أو السينمائية، اشتغلت عدة أعمال، لكنها لم ترتقِ لدور “أبو الروس” في "فخر الدراما المصرية حديث الصباح والمساء" اللهم إلا شخصية عم قطب في مسلسل “بدون ذكر أسماء” للمبدع الراحل وحيد حامد وللمخرج العبقري الخلوق تامر محسن وبعض أدوار في السينما لم أجد نفسي فيها.

هل كان دور أبو الروس في "حديث الصباح والمساء" هو أول عمل لك في الدراما التلفزيونية؟

طبعاً كان دور أبو الروس هو أول عمل لي في الدراما التلفزيونية، حيث أنني وافد على الشاشة من المسرح كممثل ومخرج مسرحي أحببت شخصية أبو الروس جداً من الورق الذي قرأته بخط يد العبقري المرحوم محسن زايد مؤلف السيناريو والحوار والمعالجة التلفزيونية الذي كنت أعرفه من قبل.

كيف تعاملت واستعددت لشخصية ابو الروس؟

أقول إنني توحدت مع الشخصية جداً ووجدت أن وراءها إنساناً محباً مخلصاً وطنياً يعرف الأصول جيداً قررت أن أضحي بكوميديا الكاريكتر في الشخصية وأتعامل معها إنسانياً، برغم العيب الخلقي فيها والذي هو خلق ربه. باختصار، أحببت الشخصية وجعلت منها إنساناً كما كتبها عمنا المبدع محسن زايد الذي رحب كثيراً بفكرتي هذه وقبلني مهنئاً وقال بالحرف الواحد: لم أشك لحظة في أنك ستقدم الشخصية مثلما كتبتها بشكل إنساني، تنبع الكوميديا من موقف بقية الشخصيات منه. وبالتالي لم أسعى لتقديم كوميديان بل قدمت ممثلاً مهموماً بالشخصية.

كيف تم ترشيحك لدور أبو الروس؟

الحق يقال إن ترشيحي للدور كان من خلال العبقري محسن زايد مؤلف السيناريو والحوار والمعالجة التلفزيونية للمسلسل، الذي كنت أعرفه من قبل، حيث شاهد عرضاً من إخراجي للثقافة الجماهيرية وعرضاً آخر كنت أمثل فيه ولم أعمل معه من قبل في شغل من تأليفه كنا أصدقاء وكان لي بمثابة الأخ الأكبر

وقال لي بالنص: "أنا باكتب دلوقتي سيناريو وحوار عن رواية للعالمي نجيب محفوظ، وأنا باكتبها، أنت دايماً (تبظ) لي في شخصية حسين قابيل وشايفك فيها أنت مقاطع التلفزيون ولا حاجة؟" قلت له: "أبداً، كل ما هنالك أن مفيش حد بعتلي شغل في الدراما التلفزيونية." قال: "على خيرة الله" وأعطاني الورق بخط يده وحدد موعداً نتقابل فيه في منزله مع مخرج المسلسل المبدع أحمد صقر

في البداية كنت مشفقاً على عمنا محسن زايد لتقديمه لرواية أدبية بصعوبة "حديث الصباح والمساء"، حيث أن محفوظ كتب الرواية كفصول حسب الترتيب الأبجدي لشخصياتها، وصعب جداً الربط وخلق شجرة عيلة لهذه الشخصيات لكن عمنا العبقري محسن زايد فعلها. المهم، قبل الموعد المحدد لاجتماعه مع أحمد صقر، مخرج العمل، كنت في منزل عمنا محسن وتحدثنا في أشياء عديدة إلا المسلسل.

ورن جرس الباب وإذا بنجمتنا ليلى علوي والمايسترو المخرج أحمد صقر يدخلان سلمت عليهم وعرفني لهم فقط عم محسن.

 فإذا بالمخرج أحمد صقر يناديني أبو الروس وقبل انصرافهما، حدد لي أحمد صقر موعداً في العدل جروب لأقابل الماكير ليأخذ مقاس رأسي حتى يتثنى له عمل باروكة تناسبني حتى أصير أبو الروس.

كيف كان اليوم الأول في لوكيشن التصوير ومع من تقابلت من نجوم العمل؟

في أول يوم تواجدت فيه في لوكيشن التصوير قابلت الفنانة عبلة كامل، التي كنت أعرفها من قبل حيث تزاملنا كممثلين مسرح في جماعة المسرح المصري بقصر ثقافة الريحاني في "منين أجيب ناس" للمبدع أستاذي مراد منير كنت قد رأيت لها عروضاً كثيرة في المسرح الجامعي والمسرح المتجول وفرقة الورشة مع حسن الجريتلي

ما أن تقابلنا في الاستديو رحبت بي وقالت بالحرف الواحد: "حمدلله بالسلامة يا مجدي، نورتنا وإن شاء الله تنور التلفزيون." وصرنا أخوين وأصدقاء طوال فترة التصوير.

 أما عن الراحلة دلال عبد العزيز، فكانت مستغربة شكلي وأنا بالباروكة هي والنجمة سوسن بدر والنجمة علا غانم.

هل تتذكر أكثر موقف طريف في ذلك اليوم؟

أول يوم تصوير لي في المسلسل في مدينة الإنتاج الإعلامي في حجرة المكياج، كنت أنا على كرسي أمام المرآة، والمرحوم النجم إبراهيم يسري على كرسي بجانبي؛ وكانت أول مرة ألبس فيها الباروكة وعندما انتهى الماكير من عمله نظرت في المرآة ولم أتعرف على نفسي وضحكت

نظر لي في المرآة إبراهيم يسري واستغربني وقفت أمام المرآة وحسيت أني هاقع على ظهري، فهززت رأسي للأمام  وجدت المرحوم عمنا إبراهيم يسري يضحك بشدة حتى كاد يسقط من فوق كرسيه.

ومن لحظتها أصبحت لازمة لي في المسلسل وقد أعجب بها المخرج أحمد صقر مخرج المسلسل.

هل كان هناك جزء ثاني من مسلسل "حديث الصباح والمساء" وهل يمكن تنفيذه مستقبلاً؟

كان هناك فكرة لمشروع جزء ثاني وعلى لسان العبقري محسن زايد، مؤلف السيناريو والحوار والمعالجة التلفزيونية للمسلسل، كنت سأقوم بدور أبو الروس كبيراً، وأيضاً بدور ابنه صغيراً في كل مراحله السنية في الكبر.

لكن المسلسل لم يُكتب بالكامل، وأعتقد أنه صعب الآن نظراً لأن معظم المبدعين المشاركين فيه أصبحوا نجومًا لديهم أدوار بطولة مما يجعل العثور على كاتب يرضي الجميع وتوفير الميزانية اللازمة أمراً صعباً.

كما عرض على المرحوم أسامة أنور عكاشة كتابة الجزء الثاني لكنه رفض، حيث تناول محسن زايد في عمله 120 سنة من تاريخ مصر وكان الجزء الثاني سيكمل من 1919 حتى الألفية الثانية.

هل تشعر بأنك ظلمت في حياتك الفنية؟ 

 الحقيقة أنه لم يقع عليّ ظلم، بل حصلت على أكثر من حقي من حب ومحبة. بالنظر إلى وسائل التواصل الاجتماعي، نجد أن مشهد "ليلة الدخلة" مع النجمة علا غانم حصل على أعلى عدد من الإعجابات منذ عرض المسلسل في رمضان 2001 وحتى اليوم. 

ثم إن عشقي للتمثيل المسرحي ورحلتي كمخرج مسرح في أقاليم مصر أبعدتني كثيراً عن الميديا، وأصبح الرد دائماً: "مجدي عبيد ليس موجوداً، فهو في أسيوط أو في قنا يخرج عرضاً مسرحياً هناك." والمخرجون وشركات الإنتاج يريدونك متفرغ عندما يحتاجون إليك يجدونك.

كيف هي حالتك الصحية حاليًا؟

لقد عانيت من جلطتين في المخ وكانت المرة الاولي في ٢٠١٠  ودخلت مستشفى قصر العيني ولم تترك اثر لانها كانت بعيدة عن المخ

لكن المرة الثانية منذ حوالي ٥ سنين جائت في جذع المخو اثرت على  مركز النطق لدي 

وهذا منعني من التمثيل لمدة ٥ سنوات مكتفيا بممارسة عشقي الاخراج لمسرح الثقافة الجماهيرية

وبعد ذلك حتي أصبح الاخراج "العشق الممنوع"  لاني والحمد لله "مركب في عين العدو ٥ دعامات في القلب" وممنوع من بذل الجهد او التوتر لان عضلة القلب بقت ضعيفة 18٪

ومعرض لجلطات في المخ مره اخرى لان الشريان الذي يقوم بتوصيل الدم للمخ يحتاج لدعامة وصعب تركيبها لان الشريان مهترئ و انا مستسلم لمشيئتة الله وماشي بالعلاج

كيف ترى المسرح حالياً.. وهل ممثل المسرح مظلوم؟

المسرح يتقدم ببطء بسبب البيروقراطية والرقابة وأي عروض مسرح جيدة تعتبر طفرات وليست اتجاهاً عاماً

 نعم المسرحيون مظلومون بسبب قيود حرية الإبداع وقلة الدعم، حيث تم إلغاء بند الدعاية في المسرح في المؤسسات الثقافية.

ماذا عن مشاركتك في مهرجان المسرح القومي؟

مهرجان المسرح القومي هو عرس مسرحي وأشارك فيه كل عام بالحضور سواء كان لي عرض أم لا

هذا العام حضرت كمشاهد لمساندة ابنتي "حبيبة مجدي عبيد" التي شاركت في عرض فرقة المواجهة والتجوال "السمسمية" وحازت على جائزة لجنة التحكيم الخاصة وهي طالبة في معهد الموسيقى العربية.

بعض الأشخاص يقولون إن الفن ليس رسالة.. كيف ترى ذلك؟

الفن يجب أن يكون جميلاً حتى وإن كان الواقع قبيحاً، ويجب أن يحمل المتعة الفكرية والبصرية هذا في حد ذاته رسالة، ويجب أن يعكس هموم الوطن والمواطن ويرفه عنهم.

ماذا تقول للفنانين الذين يفتعلون أزمات على وسائل التواصل الاجتماعي لجذب الانتباه؟

اقول للفنانين اللي يعملوا تريندات اوافتعال أزمات علي السوشيل ميديا ربنا يكون في عونهم ويعافيهم من امراضهم النفسية

كيف ترى دور نقابة المهن التمثيلية؟ هل تدعم الفنانين بشكل كافٍ؟

الحق يقال ان نقابة المهن التمثيلية بقيادة النقيب الإنسان د. اشرف زكي تفدم الدعم كل الدعم الصحي لجموع الفنانين سواء نقابي او غير النقابين وكفاية دور الرعاية للمسنين من الفنانين كحياة كريمة لهم 

أما تشغيل الفنانين دي حسبة تانية تخضع لشروط السوق والموزعين وليس للنقابة دخل كبير فيها

كيف ترى تغطية الصحفيين لجنازة الفنانين.. مع أم ضد؟

بالنسبة لتغطية الصحفيين لجنازات الفنانين، قولا واحدا، للميت حرمته وللجنازة قدسيتها، لأنها المثوى الأخير للميت الذي يرافق أهله وأصدقاءه إلى مثواه الأخير. لذا، جميع المشيعين ليسوا في حالتهم الطبيعية، فلا داعي للتصوير أو اللقاءات، لأن الحقيقة أن من يحضر الجنازة أو العزاء هو من يحمل مشاعر صادقة، أما من يطلب التصوير أو اللقاءات التلفزيونية، فلا مكان له في الجنازة أو العزاء. يكفي للصحفيين نشر خبر وصورة عامة للجنازة فقط، وما عدا ذلك هو محاولة لكسب الرزق عبر المواقع والمنصات، وإرضاء غرور الطامحين للشهرة والتصوير".

مجدي عبيد في حواره مع النبأ