رئيس التحرير
خالد مهران

يتحدى الإعاقة بالطبخ

رغم إعاقته.. أدهم بسطاوي يبدع في فن الطبخ بالأقصر (صور)

الشيف أدهم بسطاوي
الشيف أدهم بسطاوي

لم تثنه إعاقته الحركية عن تسلق النجاح وكسب محبة الناس، ولَم يرض باليأس بل حول ألمه إلى أمل وتفاؤل بعد أن دخل عالم الإعاقة، شخصيته تتسم بالمرح وخفة الدم وروح الدعابة التي يسعد بها جميع متابعيه ليطل عليهم عبر حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي، ويقدم وصفات الطبخ التي يعدها ببراعة وتعيدنا إلى عبق الماضي وزمن الأمهات الجميل، ليتقاسم مع معجبيه مقتطفات من يومياته.

الشيف أدهم بسطاوى، أول شيف من ذوي الإعاقة الحركية بمحافظة الأقصر، ليروي لـ "النبأ الوطني" علاقته بالمطبخ وحكاية عشقه للطهي، مجسدًا بذلك صورة حية تعج بالحركة وتلبي جميع طلبات زبائنه، بأصناف وأكلات شعبية متبلة ببهاراته المميزة التي يصنعها بيده في مطبخ سكنه الخاص في الأقصر والذي اتخذه مقرا لنشاط عمله.

بداية مشوار الكفاح

ويقول أدهم بسطاوي، لـ "النبأ الوطني"، إنه ولد بمدينة الأقصر ومقيم بمنطقة شرق السكة الحديد وسط الأقصر، حيث يعاني من إعاقه بساقه منذ صغره، وعلى الرغم من إعاقته إلا أنه منذ الثامنه عشر من عمره شق طريقه نحو العمل في مجال السياحه في عدد من الفنادق بالأقصر والغردقه وعدد من الفنادق العائمة بالأقصر لمدة عشرين عامًا.

ويضيف صاحب الـ50 عامًا، قصة كفاحه قائلًا: بدأت فى عمل الطهي وأنا فى الثامنة عشر من عمري، عندما عملت بأحد الفنادق العائمة في الأقصر، ثم أحببت عمل المطبخ، وتعلمت من الشيفات، وأشاد الجميع بأعمالي مما جعل أحد الشيفات يرشحني للعمل كمساعد شيف سلطات.

مواصلة العمل رغم الإعاقة

ويتابع الشيف أدهم: عملت في مجال السياحة لمدة عشرين عامًا، ومنذ أن كان عمري 18سنة في عدد من الفنادق في الأقصر والغردقة وعدد من الفنادق العائمة، ولكن بسبب جائحه كورونا قررت أن ابتعد عن شغل السياحة، وأن أمكث في البيت وإنشاء مشروع لي حتى أستطيع أن أنفق على زوجتي وأولادي الخمسة.

وأضاف ابن مدينة الأقصر، أنه قبل أن يبدأ مهنه الطهي، كان عاملًا باحدي البواخر العائمة عامل استيوارد، وأنه بمرور الأيام أحب العمل داخل المطبخ بعد متابعته للشيفات داخل المطبخ، وبالفعل بدأ مهنة الطبخ في وظيفة مساعد شيف سلطات، ثم تعلم داخل قسم السخن، والحلواني، موضحًا: "كانت أول طبخة قمت بها في مسيرتي الوظيفية (ذرة الفاتوش)، إلى أن أكرمنى الله وارتقيت في العمل في عدد من فنادق الأقصر والغردقة حتى وصلت لدرجة شيف".

الإعاقة لم تمنعه من العمل

وتابع "بسطاوي" أنه جاءت فكرة مشروعه، أثناء مكوثه في المنزل، حيث قام أحد زملائي في العمل بإحضار مجموعة من الطلبات منها اللحوم والأسماك لطهيئها داخل المنزل وأرسالها إليه، وبالفعل قمت بطهيئها وإرسالها إليه، وأثناء جلوسي مع زملائي وتناول الطعام الذي طهيته في المنزل أعجب زملائي بالطعام ومدحوني على هذا الطعام، واقترحوا عليا فكرة مشروع الطهي داخل المنزل إلى الزبائن وإرسالها إليهم، وتلقيت تشجيع هائل من زملائي وزوجتي التي لها الفضل الأكبر عليا في هذا المشروع، وبالفعل قررت البدء في هذا المشروع.

وأضاف: في بدايه المشروع لم أجد الدعم والتشجيع من أهلي ومعارفي في عملي إلا أن الشخص الوحيد الذي قام بدعمي وتشجيعي هي زوجتي التي دعمتني ووقفت بجانبي من بداية المشروع حتى الآن، والتي لم تمل مني وأنها باستمرار تقوم بمساعدتي في إعداد جميع الأوردرات التي يطلبها الزبائن، مضيفًا أنها تقوم بعد الانتهاء من الطلبات بتصوير هذه الطلبات ورفعها علي الجورب الخاص بي على "الفيس بوك"، كما تقوم بتصوير فيديو لهذه الطلبات ورفعها علي قناتي الخاصة علي منصة "يوتيوب".

عقبات ومصاعب 

واستطرد الشيف بسطاوي، في بداية المشروع واجهتني مجموعة من الصعوبات المادية وعدم توافر رأس المال الكافي لشراء متطلبات الطهي اللازمة لعمل هذه الأوردرات، بمساعدة زوجتي التي تحملت معي العديد من الأيام الصعبة تجاوزت كل هذه الصعوبات، مشيرًا أنه يتمني من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص بمساعدته ودعمه بتكبير مشروعه.

وقال "بسطاوي"، خلال عملي لم أواجه صعوبات مع الزبائن والعملاء، بالعكس لم أجد في معاملتهم لي إلا كل خير ومحبه ومودة، وأنني أتعامل معهم بكل صدق وأمانة وأخوية، وأن التعامل بيننا يسوده كل احترام وود، وأنني أشكرهم على حسن ثقتهم بي، وأتعهد لهم أني لم أخزلهم أبدًا.

received_836231101110936

received_836231101110936

received_707731100597594

received_755836838713319