انتخابات الرئاسة الأمريكية.. انطلاق التصويت
فتحت مراكز الاقتراع للانتخابات الرئاسية الأمريكية على الساحل الشرقي من البلاد، وصت منافسة محتدمة بيين هاريس وترامب في 7 ولايات متألاجحة فد تحسم السباق، حيث سيصوت الملايين لتضاف أصواتهم إلى أكثر من 80 مليون بطاقة إقتراع تم الإدلاء بها في الاقتراع المبكر أو عبر بالبريد.
ويختار الناخبون الأمريكيون، رئيسهم السابع والأربعين بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب.
وفي أحدث استطلاعات الرأي قالت صحيفة نيويورك تايمز إن هاريس تتقدم بفارق نقطة واحدة عن ترامب، بحصولها على 49% من أصوات المستطلعين على مستوى البلاد مقابل 48% لصالح منافسها الجمهوري.
أما الاستطلاع الذي أجرته شبكة سي إن إن فيرفع الفارق بينهما لنقطتين لصالح هاريس أيضًا. حيث وجد أن متوسط 49% من الناخبين المحتملين على مستوى البلاد يؤيدون المرشحة الديمقراطية مقابل 47% يؤيدون ترامب.
وفي استطلاعات الرأي.. أفادت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، بأن المرشحة الديمقراطية للرئاسة تتقدم في 4 من أصل 7 ولايات متأرجحة، ويُحتمل أن تكون هذه الولايات الأكثر تأثيرًا في تحديد نتيجة الانتخابات.
وهذه الاستطلاعات تؤكد مدى شدة المنافسة بين المرشحين.
قضايا تحسم الصراع
يلعب الجنس واللون والإنتماء الحزبي والعرقي والديني والأيديولوجي، وقضايا الاقتصاد والإجهاض والحدود والهجرة والسياسة الخارجية وحقوق المثليين دورا مهما وحاسما في نتائج هذه الانتخابات، لا سيما وأن هناك تباينا كبيرا بين المرشحين حول تلك القضايا.
أوضاع دولية متوترة
،تأتي هذه الانتخابات في ظل أوضاع دولية متوترة ومتصارعة على رأسها، الحرب الروسية الأوكرانية، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان، حيث يشهد تحولات عميقة، وتجد الولايات المتحدة نفسها في خضم هذه التغيرات، حيث تتأرجح بين مكانتها التاريخية كقوة عظمى عالمية وبين تحديات المستقبل.
كما تجرى هذه الانتخابات في مشهد مختلف يعيش فيه العالم العديد من النزاعات الدولية تنتظر قرارا من الرئيس المقبل، فأوروبا تعيش عامها الثالث من الحرب الروسية الأوكرانية، وسط ترقب لمصير الدعم العسكري الأمريكي لكييف للتصدي للقوات الروسية، وقلق أوروبي متنامي من موقف واشنطن من هذه الأزمة.
أما الشرق الأوسط فدخل في العام الثاني من الحرب التي انطلقت من غزة، وامتدت إلى لبنان وتتحول لنزاع إقليمي شامل بين إسرائيل وإيران.. نزاع تحاول واشنطن منعه لكن لا تستبعد تحاليل عدة انخراطها فيه بشكل مباشر في حال اندلاعه.
وهناك صراعات وملفات أخرى مرشحة لأن تشهد تطورات في المرحلة المقبلة، خصوصا إذا جدد ترامب إصراره على إلغاء الاتفاقات المتعلقة بمكافحة تغير المناخ، وكذلك إذا استأنف حرب الرسوم الجمركية على السلع الأوروبية وكذلك الصينية، من دون نسيان قضية تايوان، التي تتطلع الصين إلى حسمها في غضون السنتين المقبلتين.
الانتخابات الأمريكية والشرق الأوسط
تأتي الانتخابات الأمريكية ومنطقة الشرق الأوسط تعيش أوضاعا متوترة وغير مستقرة، حيث تشهد المنطقة حربا متعددة الجبهات بين إسرائيل من جهة وكل من الفلسطينيين في قطاع غزة ولبنان وإيران وأذرعها في المنطقة من ناحية أخرى.
وبحسب تقرير لـ theconversation، فإنه بناء على سجلاتهما (ترامب وهاريس)، يتعين رؤية ما إذا كان ترامب أو هاريس سيكونان قادرين على تشكيل الأحداث في منطقة الشرق الأوسط بشكل أفضل.
وأشار التقرير إلى أنه بطبيعة الحال، غيرت أحداث السابع من أكتوبر المعادلة في الشرق الأوسط بالكامل. فقد أصبح منع دوامة العنف في المنطقة مهمة شاقة للغاية.. ومنذ ذلك الحين، حاول بايدن وهاريس، دون جدوى إلى حد كبير، تحقيق التوازن بين دعم إسرائيل وجهود الوساطة لتحرير الرهائن وضمان وقف إطلاق النار.
وبحسب نتائج دراسة لمعهد الشرق الأوسط للدراسات، فإن: تركيز المرشحين فيما يخص الشرق الأوسط ينصب على قضيتين بارزتين: النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وإيران.
ويضيف التقرير، أن التقارب الشديد في الأصوات ينبئ باستمرار الانقسام الحزبي في الحكومة الفيدرالية، وهذا الانقسام يمكن أن يؤدي إلى سيناريوهين محتملين للسياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.
السيناريو الأول: ستبقى السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط منقسمة ومسيَّسة، مما يعرقل جهودها الدبلوماسية والأمنية في المنطقة.. والسيناريو الثاني (الأقل ترجيحًا) قد يتحد الحزبان لمواجهة التدخلات الخارجية، مما يعزز نهجًا أمريكيًا متماسكًا وأكثر استقرارًا في الشرق الأوسط.
الانتخابات الأمريكية والحرب الروسية الأوكرانية
يقول الخبراء، أن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، من شأنه أن يعيد النظر في التضامن الغربي مع أوكرانيا، وتمكينها من مواصلة الحرب لاستعادة أراضيها التي احتلتها روسيا.
أما إذا فازت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، فمن المتوقع أن تستمر على السياسة التي كانت شريكة في رسمها مع الرئيس جو بايدن، وحشد التحالف الدولي لدعم أوكرانيا، في انتظار أن تتأمن ظروف مناسبة للبحث في اتفاق سلام ينهي الحرب.
لذلك كثفت عواصم أوروبية أخيرا تأكيد دعمها الثابت لكييف، خصوصا بعدما لمح مستشارون لترامب إلى أنه قد يقلص المساعدات المالية والعسكرية أو يوقفها، وأنه سيؤيد احتفاظ روسيا بالأراضي التي احتلتها، وسيعارض انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو.
ماذا قالت الصحف عن الانتخابات الأمريكية؟
تحدثت الكثير من الصحف العالمية عن انتخابات الرئاسة الأمريكية، وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الناخبين الأمريكيين يتوجهون إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس القادم للبلاد، فيما ينتظر الناس في جميع أنحاء العالم بفارغ الصبر لمعرفة ما إذا كان الناخبون سيختارون المرشح الجمهوري دونالد ترامب أو المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بخاصة أن صدى تأثير اختيارهم سوف يتردد في جميع أنحاء العالم.
وأضافت الصحيفة في مقال للرأي إن ليلة الانتخابات لا تسير كما تتوقع خاصة أن أنماط التصويت هذا العام لا تبدو مثل عام 2020 أو أي انتخابات سابقة أخرى..وأنه لتحديد التوقعات ليلة الانتخابات، من المفيد أن نتذكر ما حدث قبل أربع سنوات، ففي الساعات الأولى من يوم 4 نوفمبر 2020، أعلن الرئيس آنذاك دونالد ترامب أنه فاز في الانتخابات، مستشهدًا بفرز الأصوات الأولية التي أظهرت تقدمه.
وتابعت: في الواقع، لا يزال هناك آلاف عديدة من بطاقات الاقتراع بالبريد، والتي أدلى بها الديمقراطيون بشكل غير متناسب، لم يتم فرزها بعد في ولايات ساحة المعركة. وعندما تم فرزها، واختفى تقدم ترامب، صاح بالتزوير، مما أدى إلى تحريك جهوده لإلغاء فوز جو بايدن، والتي بلغت ذروتها في هجوم 6 يناير 2021 على الكابيتول.
ومع بداية ظهور النتائج ليلة اليوم الثلاثاء - وربما في الأيام التالية - يجب على الأمريكيين الاستعداد للتحلي بالصبر وهم يشاهدون النتائج المبكرة التي لا تشير بالضرورة إلى النتيجة النهائية حيث قد تحدث تأخيرات بطرق جديدة وغير متوقعة رغم أن نظام التصويت الحالي أكثر أمانًا من أي وقت مضى.
وتابعت أنه بصرف النظر عن ذلك، فإن التنبؤ بكيفية سير ليلة الانتخابات أو أسبوع الانتخابات هذا العام أمر صعب، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن التصويت الذي تغير بسبب الوباء في عام 2020، كان تجربة فريدة من نوعها، موضحة أنه هذا العام، تشير أسابيع التصويت المبكر في جميع أنحاء البلاد إلى أن نمط عام 2020 حيث كان الديمقراطيون أكثر ميلًا من الجمهوريين للتصويت المبكر لم يعد واضحًا.
وعلى الرغم من بعض الرسائل المختلطة من ترامب حول التصويت المبكر، فقد دفع الجمهوريون ناخبيهم للإدلاء بأصواتهم قبل يوم الانتخابات بوقت طويل ولقد فعل الكثيرون ذلك.
ولم يعد الديمقراطيون خائفين من الإصابة بكوفيد-19، وعلى الرغم من أن التصويت بالبريد لا يزال يبدو منحازًا بشدة للديمقراطيين، فإن الأرقام في الولايات الرئيسية تشير إلى أن العديد من المؤيدين لنائبة الرئيس كامالا هاريس سيصوتون شخصيًا في يوم الانتخابات بدلًا من ذلك.
وأشارت إلى أن أي شعور بالارتباك أو الغضب بين أولئك الذين يتوقعون نتيجة مختلفة عن تلك التي يرونها تتشكل ليلة الانتخابات قد يتعزز بسبب التقارب الظاهري بين استطلاعات الرأي حيث تُظهِر نماذج التنبؤ بالانتخابات الرئاسية البارزة، سباقًا متعادلًا في الأساس. وإذا انتهى الأمر بفوز أحد المرشحين بهامش كبير، فمن المرجح أن يتساءل الطرف الآخر كيف يمكن أن تكون مثل هذه النتيجة ممكنة بعد أشهر من المنافسة التي تبدو ضئيلة للغاية.
ومع ذلك فإن استطلاعات الرأي المتقاربة لا تعني بالضرورة انتخابات متقاربة. فالاستطلاعات غير دقيقة، حتى عندما تُجرى وفقًا لأعلى المعايير المهنية. وفي بعض الأحيان، يتحرك خطأ الاستطلاع في نفس الاتجاه عبر الاستطلاعات، ربما لأن شريحة معينة من الناخبين يصعب الوصول إليها. ففي عامي 2016 و2020، قللت استطلاعات الرأي من تقدير دعم ترامب. وفي عام 2012، قللت من تقدير دعم الرئيس آنذاك باراك أوباما.
ولقد حاول خبراء استطلاعات الرأي التعلم من إخفاقاتهم في عامي 2016 و2020، وقد أدوا بشكل جيد في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022. ومع ذلك، هناك احتمال أنهم لم يضبطوا أساليبهم بما يكفي لقياس الانتخابات الرئاسية التي سيكون فيها السيد ترامب على ورقة الاقتراع. أو ربما قاموا بالتصحيح الزائد والآن قللوا من تقدير الدعم لهاريس. يمكن أيضًا تحريف متوسطات استطلاعات الرأي من قبل خبراء استطلاعات الرأي الحزبيين الذين يحاولون التلاعب بتوقعات ما قبل الانتخابات.
لذا، يجب على المشاهد الذكي ليلة الانتخابات أن يكون مستعدًا لمجموعة من النتائج المحتملة ويمكن لأي مرشح أن يجمع عددًا كافيًا من الأصوات في أماكن كافية ليتم توقعه الفائز بسرعة. أو قد تكون البلاد على وشك فرز طويل آخر.
وتقول صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، إن الولايات المتحدة الامريكية تحبس انفاسها مع استدعاء أكثر من 240 مليون ناخب للاختيار بين كامالا هاريس ودونالد ترامب في تصويت يقدمه كلا المعسكرين على أنه تاريخي، فبالرغم من ان المرشحين متقاربان في الاستطلاعات، لكن دونالد ترامب لا يزال يرفع الضغط ويطلق اتهامات بالتزوير في الانتخابات.
وتابعت صحيفة لوفيغارو ان معاهد استطلاع الراي قامت بمقارنة المرشحين في الولايات السبع المحورية وأكدت على أن مستوى مشاركة ناخبيهم سيكون حاسمًا.
ففي عام 2020، شارك 158 مليون أمريكي في التصويت وهذا العام، قام أكثر من 77 مليون شخص بالتصويت المسبق عن طريق إرسال أصواتهم بالبريد، أو وضعها في صندوق اقتراع موضوع على طريق عام سريع، أو الذهاب إلى مراكز الاقتراع الخاصة بهم.
وتابعت صحيفة لوفيغارو ان السلطات الامريكية عقدت العزم على منع تكرار الأحداث الفوضوية التي وقعت قبل أربع سنوات.
ومن بين علامات التحذير قبل التصويت، اتخاذ المعسكر الجمهوري نحو 180 إجراءً قانونيًا في الأشهر الأخيرة، للطعن في شروط تنظيم التصويت، كما تحولت مئات بطاقات الاقتراع إلى رماد بعد حرق صناديق الاقتراع أو صناديق البريد المستخدمة للتصويت المبكر في ولاية أوريغون وواشنطن ونيفادا.
واضافت صحيفة لوفيغارو ان أجهزة المخابرات الامريكية كشفت عن محاولات للتدخل الأجنبي، والقت باللوم على روسيا وإيران والصين.
كما كثف دونالد ترامب، الذي يصر على تقديم نفسه على أنه الفائز في انتخابات 2020، اتهاماته بالتزوير في الأيام الأخيرة، منتقدا استخدام آلات التصويت ومدة الفرز في بعض الولايات، مستنكرا دون دليل تسجيل الآلاف من الأجانب في القوائم الانتخابية حيث يصر على وصف الديمقراطيين بأنهم حفنة من الغشاشين.
أما صحيفة صحيفة ليبراسيون، فقالت أن مجتمع الأمريكيين السود المعروف عنه تقليديا موالاته للديمقراطيين، لكنه يشهد نمو أقلية جمهورية، فمعظمهم من الرجال، مهووسون بالاقتصاد ومترددون في التصويت لصالح كاملا هاريس.
وتحدثت صحيفة ليبراسيون مع ثلاثة أمريكيين من أصل أفريقي في العشرينات من عمرهم لا يخشون من انهم يدعمون دونالد ترامب. وهو مكتوب أيضًا على قبعاتهم وقمصانهم. حتى أن أحدهم عرض بفخر على الصحيفة حزامه مكتوب عليه "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
وقال آندي للصحيفة ضاحكًا: ترامب هو الرجل الذي نحتاجه، ولن تتمكن وسائل الإعلام التافهة من فعل أي شيء حيال ذلك.
وافادت صحيفة ليبراسيون ان استطلاعا للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز، بتاريخ منتصف أكتوبر/تشرين الأول، افاد أن دونالد ترامب يمكنه ان يستفيد من دعم 15% من الناخبين السود، مقارنة بـ 8% فقط في عام 2020. وهو تقدم واضح، خاصة بين الرجال، والذي يمكن أن يكون له تأثير كبير على الناخبين السود.
أما صحيفة لزيكو، فقالت، أن الأمريكيين يصوتون مرة أخرى لصالح أو ضد دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الامريكية
صحيفة ليزيكو تقول إن "يوم الانتخاب، سيذهب الناخبون الذين لم يصوتوا مسبقا، سيذهبون إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس الامريكي المقبل، ولكن أيضا لانتخاب النواب وأعضاء مجلس الشيوخ والمحافظين والمناصب الانتخابية الأخرى
واوضحت صحيفة ليزيكو ان المرشحة كامالا هاريس عندما دخلت الحملة الانتخابية في 21 يوليو/تموز، كان لا يزال بإمكان المطالبة بمقارنة المرشحين وبرنامجهما. ولكن على الصعيد الداخلي، أنجزت الدراما الانتخابية عملها، حيث ستكون هذه الانتخابات مرة أخرى بمثابة استفتاء إلى حد كبير لصالح أو ضد دونالد ترامب، كما حدث في عام 2020، كما حدث في عام 2016.
وفي خطابها الكبير الأخير قبل يوم الانتخابات، اختارت نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كاملا هاريس، واشنطن ووضعت البيت الابيض خلفها مضاء، وهي رسالة مموهة موجهة إلى الناخبين الذين يجدون صعوبة في تخيلها في مكتب البيت الابيض.
وتابعت صحيفة ليزيكو ان المرشحة كمالا هاريس أرادت قبل كل شيء أن تذكر أنه في عام 2021، أطلق دونالد ترامب أنصاره لمهاجمة مقرات المؤسسات الأمريكية. وفي سعيها لاسترضاء وتوحيد الناخبين، اتخذت كمالا هاريس وجهة نظر معاكسة للمرشح دونالد ترامب الذي يستغل الانقسامات في البلاد. قائلة:
إذا تم انتخاب دونالد ترامب، فسوف يدخل المكتب البيضاوي بقائمة من الأعداء، بينما سأدخل أنا بقائمة من الأشياء التي يجب القيام بها من أجل الشعب الأمريكي.