رئيس التحرير
خالد مهران

أخبار معرض الكتاب 2025.. احتفاء خاص بأدب ألبير قصيري بمجموعة من أعماله تصدرها دار المصري

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

أعلنت دار المصري للنشر عن إصدارها ترجمة لمجموعة من أعمال الكاتب والفيلسوف المصري الفرنسي الكبير ألبير قصيري، تعرض ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته المقبلة التي تنطلق في 23 يناير الجاري، وهذه الخطوة الجريئة تأتي لتسليط الضوء على إرث أدبي غني، وتقديم قراء عرب جدد على عالم ألبير قصيري، ذلك العالم الفريد الذي تتداخل فيه الفلسفة والسخرية والحياة اليومية.


ولد ألبير قصيري في القاهرة لعائلة ثرية، إلا أنه اختار طوعًا حياة البساطة والهدوء، وقد عكس قصيري في رواياته فلسفته الخاصة بالحياة، حيث يرى أن الكسل ليس عيبًا بل هو شكل من أشكال الحكمة، وأن الانسحاب من سباق الحياة الماراثوني هو قرار واعٍ. يعتبر قصيري واحدًا من أبرز الأدباء الفرانكفونيّين العرب، ولقّبه النقاد بـ "فولتير النيل".


تشمل مجموعة الأعمال التي أصدرتها دار المصري روايات مثل "العنف والسخرية"، و"كسالى في الوادي الخصيب"، و"منزل الموت الأكيد"، و"شحاذون ومتكابرون"،و هذه الروايات تعكس رؤيته الساخرة للمجتمع والقيم السائدة، وتقدم شخصيات زاهدة تسخر من الاستهلاك المفرط وتحتفي بحالة وجودية تمنح المرء حرية الفكر وعمق البصيرة.

 

تعتبر رواية "العنف والسخرية" واحدة من أبرز أعمال قصيري، فيها يستخدم الكاتب السخرية كأداة لكشف تناقضات المجتمع، ويقدم نقدًا لاذعًا للطبقات والقيم السائدة. وهي واحدة من أبرز الروايات فى القرن العشرين، ليس فقط لأنها تناولت موضوعات شديدة السخونة والحساسية فى كل العصور، بل أيضا للغة الأدبية الرفيعة، البالغة الخصوصية التى يستخدمها الكاتب.


تدور أحداث رواية "كسالى في الوادي الخصيب" حول عائلة تعيش في عزلة تامة، حيث يرفض أفرادها العمل أو المشاركة في الحياة الاجتماعية. يتحول المنزل إلى سجن مريح، يسكنه الكسل واللامبالاة، حتى يأتي يوم يقرر فيه أحد الأبناء تحدي هذا النمط من الحياة، مما يثير فوضى عارمة في العائلة.

 

وشخصيات قصيري في رواية "منزل الموت الأكيد" هي منبوذون ومهمشون، يعيشون في عالم مليء بالتناقضات. بين جدران منزل متداعٍ، نلتقي بنصابين وقرودات وبائعي الشمام العاطلين، وكل منهم يحمل معه قصته الخاصة ومعاناته. يقدم قصيري صورة قاتمة عن المجتمع، وكيف يدفع الناس إلى الهامش.


فيما دور أحداث رواية "شحاذون ومعتزون" حول شخصية جوهر، الأستاذ الجامعي الذي يختار طريقًا مختلفًا تمامًا عن حياته الأكاديمية. في تحول مفاجئ، يترك جوهر عالم الفلسفة ليغوص في عالم الدعارة، باحثًا عن حياة أكثر حريّة وبعيدًا عن قيود المجتمع البرجوازي. يقدم قصيري من خلال شخصية جوهر نموذجًا للإنسان الثائر الذي يرفض القيم السائدة.


ونقل هذا الإرث الأدبي الغني الكاتب والمترجم المصري محمود قاسم الذي يتميز بمسيرته الحافلة في الترجمة والنقد الأدبي، وقد نجح في نقل روح قصيري وأسلوبه السلس إلى اللغة العربية. وهو كاتب مِصري موسوعي ومُترجِم ورِوائي وناقد سينمائي وأستاذ جامعي متنوع الإسهامات في مجال الأدب والنقد والسينما والمسرح والدراما الإذاعية وأدب الأطفال.