شيركو حبيب يكتب: بارزاني وكوباني وجهود حماية وحدة الأمة
تعتبر زيارة مظلوم كوباني القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية إلى أربيل، واستقبال الزعيم مسعود بارزاني له، حدثًا مهمًا في تاريخ القضية الكردية يحمل دلالة هامة على مساع واضحة تستهدف وحدة البيت الكردي وحل النزاعات والمشاكل بين أبناء الشعب الواحد.
منذ البداية؛ حاول الزعيم بارزاني التقريب بين الكورد السوريين ليكون لهم صوت وموقف موحد يعزز ثقلهم ومؤسساتهم ويسهم في تأكيد حقوقهم القومية التاريخية، وهو الهدف الأصيل والأسمى للبارزاني في العراق أيضا، والذي ما دام أعلن عنه في كافة المناسبات، وهو وحدة الصف والإبقاء على قضية الكورد حية لا تغلبها تقلبات الزمن وحسابات السياسة الإقليمية والدولية.
وقد كشفت زيارة الجنرال كوباني للزعيم بارزاني؛ عن الحقيقة التي تم الترويج لها بشكل خاطئ، وبطبيعة الحال؛ فإن الزيارة والاستقبال جعلا بعض الأطراف في مواقف صعبة، بينما أسعدت غالبية الشعب الكردي، الذين ناقشوا بوضوح نقاط القوة في اللقاء الذي عقده الكورد، ولم لا؛ وقد غابت عنه الحسابات الأحادية لصالح الحديث عن مستقبل أفضل للكورد كافة.
كثف الزعيم بارزاني؛ جهوده دائما من أجل تنظيم البيت الكردي على كافة المستويات، وجهوده دائما ما تشمل الكورد جميعا بغض النظر عن العرق والدين، فالفكرة قومية بالأساس، ونبل وتاريخ أصحابها ممتد إلى سيرة الزعيم الخالد ملا مصطفى بارزاني، الذى احترمه وقدر رؤيته كل القادة دعاة القومية وأولهم الزعيم القومي العربي المصري الراحل جمال عبد الناصر، فجهود مسعود بارزاني تنبع من شعوره بالمسؤولية القومية والوطنية، وهي عنوان كل فعل صادر عن الحزب الديمقراطي بالضرورة.
وترحيب بارزاني بشخص وشخصية كوباني، يدل على اهتمامه الحقيقي بوصول الأمة الكردية والكردستانيين إلى شاطئ السلام والنصر، مما يثبت أنه كمرجع وقائد يشعر بآلام أمته في كافة الأرجاء ويحاول حل مشاكلها، كما يؤكد على أن العقل المتفرد هو المكان الوحيد لحل الأزمات بخبرة ومهارة وكاريزما بارزاني.
من المهم لجميع الأطراف أن تأخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار وتحل المشاكل والصراعات بالحوار والتفاهم، خاصة وأن المنطقة تمر بظروف حساسة يجب عند التعامل معها مراعاة مصالح كوردستان، وعلى بعض الأحزاب السياسية الكردية أن تتبنى نفس خطة الجنرال كوباني، لا أن تكون سببًا لمعارضة إرادة كردستان وفرض نفسها على الإقليم والمواطنين بقوة السلاح وتنسى نضالها.
إن الكورد أمة خلقت لتبقى في خدمة السلام والأمن والاستقرار ونشر التسامح والحوار، وقدمت رموزا تاريخية في خدمة حقوق شعوب المنطقة كافة بدءا من ظهور صلاح الدين الأيوبي وحتى الآن، ولا يليق بعالم حر يدعو إلى حق تقرير المصير للشعوب إلا الاعتراف بالحقوق الكاملة للكورد، كما لا يليق بالمتعقلين من أهل السياسة داخل البيت الكوردي إلا العمل في ذات السياق والاتجاه لأجل حماية هذه الحقوق، وعدم نسيان القضية الأسمى أو التفريط فيها، وليقف التاريخ وحده شاهدا على كل عمل.