ليس فقط النجوم.. انسحابات المؤلفين والمخرجين المفاجئة تهدد موسم دراما رمضان 2025
ناقد فنى: انسحاب المؤلف أو المخرج بشكل مفاجئ قد يؤثر على المنتج النهائى للمسلسل
ناقد فنى: ازدحام الموسم الرمضانى سيجعل تأثير تلك الانسحابات يمر مرور الكرام
ناقد: الانسحابات المفاجئة لمخرج أو مؤلف المسلسل تُفقد العمل الترابط
المؤلف وائل حمدى: انسحاب المؤلف أو أى طرف من عمل درامى نتيجة ضغط مسألة سخيفة بشكل عام
مؤلف: فى حالة كان الممثل هو العقل المُفكر لأعماله مثل الفنان أحمد مكى لن يؤثر انسحاب المؤلف أو المخرج
المخرج أحمد الجندى: لا نستطيع تعميم أمور بعينها ينسحب على إثرها مخرج المسلسل لاختلاف طبيعة الأعمال
بين انسحابات مفاجئة واعتذارات، من المؤلفين والمخرجين وحتى الممثلين، تتأرجح مشاريع دراما رمضان 2025، رغم أن بعض المسلسلات قطعت شوطًا لا بأس به في كتابة أو تصوير حلقاتها، إلا أن الخلافات الفنية -حسبما برر بعض المعتذرين- هي السر وراء الانسحاب.
تكرار الانسحابات المفاجئة خصوصًا من المخرجين والمؤلفين -على غير العادة- في أكثر من مشروع درامي، أثار جدلًا واسعًا ليس في الوسط الفني، ولكن لدى الجمهور -أيضًا- الذي استغرب ذلك التصرف، في ظل عدم وجود براح من الوقت يسمح باحتواء الأمر بشكل لا يؤثر على الأعمال، ما أثار تساؤلات بشأن مدى تأثير تلك الانسحابات على درما رمضان 2025؟
انسحاب كُتَّاب
15 يناير الجاري، فاجأ السيناريست محمد رجاء متابعيه عبر حسابه على «فيسبوك»، باعتذاره عن استكمال كتابة مسلسل ظلم المصطبة بطولة ريهام عبدالغفور وتأليف أحمد فوزي صالح، المقرر عرضه في رمضان 2025، بعد كتابته الحلقات الـ6 الأولى منه.
وأرجع «رجاء» سبب اعتذاره إلى اختلاف وجهات النظر في الرؤية الفنية، بعد محاولات عدة منه للتغلب عليها، ورغم الانسحاب تمنى «كل التوفيق والنجاح لفريق الإنتاج الذي يبذل قصارى جهده وللمخرج الكبير هاني خليفة» -حسب وصفه.
2 يناير الجاري، فاجأ المؤلف هاني سرحان، الجمهور باعتذاره عن استكمال كتابة سيناريو مسلسل «الغاوي» بطولة الفنان أحمد مكي، وذلك دون إبداء أية أسباب.
ولم يمر سوى 3 أيام، وأعلن مخرج المسلسل ماندو العدل، عبر حسابه على «فيسبوك»، عن أن المؤلفين محمود زهران وطارق الكاشف، يستكملان كتابة باقي حلقات المسلسل.
وتداول بعض المواقع أن خلاف وقع بين «سرحان» و«مكي»، بعدما طلب الأخير تعديلات على بعض المشاهد، ما اعتبره المؤلف تدخلًا في عمله، واضطر إلى الاعتذار عن العمل.
ويشارك «مكي» بطولة مسلسل «الغاوي»، مجموعة من النجوم أبرزهم عائشة بن أحمد، وعمرو عبدالجليل وأحمد بدير وولاء الشريف وغيرهم.
مسألة سخيفة
انسحاب المؤلف أو أي طرف من عمل درامي نتيجة ضغط مسألة «سخيفة» بشكل عام، ولكن ليس بالضرورة أن تكون نتيجته سلبية، بل بالعكس اضطرار أطراف المسلسل إلى العمل معًا رغم اختلاف وجهات النظر الفنية سيكون أكثر ضررًا من الانسحاب الذي ربما يكون تصرف إيجابي، خصوصًا لو كان انسحابًا مدروسًا وكل الأطراف اتفقت على تغليب مصلحة العمل، حينها لن يشعر المُتفرج بوجود مشكلة، حسبما يؤكد المؤلف وائل حمدي في حديثه مع «النبأ الوطني».
ويضيف، أن لكل عمل ظروف مختلفة عن الآخر ربما تؤدي إلى اعتذار أحد أطرافه، ويُرجع حدوث خلل من عدمه إلى الطريقة التي تم الانسحاب بها، وأنه في حال كان المؤلف رسم خريطة واضحة للعمل، سيستكمل من يأتي بعده العمل وفقًا لها، وعليه لن يحدث خلل للمسلسل.
وبحسب «حمدي»، إن رؤية المخرج لموضوع العمل، ستلعب دورًا مهمًا في هذه الحالة، وبناءً عليه يكون بمثابة الكاتب الرئيسي للمسلسل، وبالتالي يستطيع أن يجعل الروح واحدة في جميع الحلقات.
من الوارد، أن تكون تدخلات النجم سببًا في انسحاب المؤلف أو المُخرج، خصوصًا عندما يكون هو صاحب المشروع الأول، وهو من اتفق عليه مع المنتج بمواصفات معينة، وبناءً عليه تم اختيار الكاتب والمخرج، ففي هذه الحالة عند حدوث أي خلاف لن ينسحب النجم ولكن ربما المؤلف أو المخرج، ولكن انسحاب النجم يكون عندما يكون المشروع بدأ مع الكاتب والمخرج والمنتج وتم ترشيح أبطال العمل والممثلين، وفقًا لـ«حمدي».
ويختتم وائل حمدي، حديثه في هذا الشأن، موضحًا أنه على الرغم من عدم قدرتنا على الجزم بنوع التأثير الذي قد يُحدثه انسحاب المؤلف أو حتى المُخرج، إلا أن هناك حالة واحدة نستطيع أن نجزم خلالها أن العمل لن يتأثر من الأساس، وهي أن يكون الممثل هو العقل المُفكر لأعماله، مثل الفنان أحمد مكي، وبالتالي استبدال المؤلف أو حتى المخرج لن يتأثر العمل ويظل مطبوع بالطابع الخاص بـ«مكي».
اختلاف فني
وفي 14 يناير الجاري، شهد الموسم انسحابًا آخر ولكن بطله هذه المرة مخرج، بعدما أعلن المخرج وائل فرج اعتذاره عن استكمال إخراج مسلسل «شهادة معاملة أطفال»، بطولة الفنان محمد هنيدي.
ودوَّن «فرج»، عبر حسابه على موقع التواصل التواصل الاجتماعي فيسبوك، منشورًا كشف خلاله أن اختلاف وجهات النظر الفنية السبب وراء اعتذاره، قائلًا: «أعلن عن اعتذاري عن استكمال إخراج مسلسلي شهادة معاملة أطفال، وبالرغم من اختلاف وجهات النظر الفنية؛ إلا إني فعلًا استمتعت بالعمل مع الفنان محمد هنيدي اللي حبيته جدًا عالمستوى الشخصي».
ومسلسل «شهادة معاملة أطفال» تأليف محمد سليمان، ويشارك هنيدي في بطولته، جيهان خليل وصبري فواز وسما إبراهيم، ونهى عابدين، وآخرون.
دون كتالوج
لا يوجد كتالوج بعينه، يسير عليه المُخرج أو أي طرف من أطراف العمل في حال اضطر للانسحاب، بمعنى أنه طبيعة الأعمال المختلفة هي التي تحكم في النهاية، ومدى المُتفق عليه بين أطراف المسلسل بدءًا من المخرج والممثل ومرورًا بالمؤلف، وانتهاءً بالمُنتج، حسبما يرى المخرج أحمد الجندي.
وتصديقًا لذلك، فإن مسلسل «حكاية بنت اسمها ذات»، أحد أهم الأعمال الدراما خلال الـ14 عامًا الماضية، تشارك في إخراجه المخرجة كاملة أبو ذكري والتي أخرجت الـ20 حلقة الأولى، في حين تولى المخرج خيري بشارة الحلقات الـ10 الأخيرة، بسبب ضيق الوقت حينها، ورغم ذلك لم يحدث أي خلل بالعمل ولا لوحظ أي اختلاف بين الحلقات وتلك، كما يُشير المؤلف وائل حمدي.
نجوم يعتذرون
رغم اعتياد الجمهور على أن الاعتذارات تأتي دائما من الممثلين، إلا أن تعددها في موسم دراما رمضان 2025، أثار جدلًا.
ففي 12 يناير الجاري، اعتذرت زينة عن تقديم بطولة مسلسل «مشتهي»؛ لانشغالها بأعمال فنية آخرى الفترة المقبلة، وتم ترشيح درة لتقديم بطولة المسلسل بدلا منها، ومن المُقرر عرض المسلسل عبر إحدى المنصات الرقمية بشهر رمضان.
وسبقها في ذلك الفنان أشرف عبدالباقي، والذي أكد قرار اعتذاره عن المشاركة في مسلسل «فهد البطل»، في 28 أكتوبر الماضي، في حوارٍ مُتلفز عبر برنامج عرب وود، قال خلاله: "التقيت بأحمد العوضي والمخرج والمؤلف وقعدنا اتكلمنا، مسلسل تحفة، وأحمد العوضي يعني صراحة النجاحات اللي حققها في السنين اللي فاتت في الأعمال اللي عملها كلها بتحسب له، وكلها بتقول إنه نجم كبير، وكنت أتمنى أني أبقى موجود معاه بس محصلش نصيب مش عشان خلاف مادي ولا حاجة، أو طلبت حاجات في دور ممكن الدور ده يأثر على باقية العمل فحبيت أني أبقى متفرج".
قرار اعتذار «عبدالباقي» كان متوقعا، لاسيَّما وأنه سبقه تردد كبير في مسألة المشاركة بالعمل من عدمه، بعدما أعلن انضمامه للعمل ثم اعتذر، وتراجع مرة أخرى عن اعتذاره في 19 سبتمبر الماضي، قبل أن يقرر نهائيًا الاعتذار عن المشاركة.
وفي 13 أكتوبر الماضي، قررت الفنانة منى ذكي انسحابها من مسلسل «ناقص ضلع»، والذي كان مُقرر أن تنافس به بموسم رمضان 2025، وعللت للشركة المنتجة انسحابها بانشغالها التام في تصوير فيلم «الست»، الذي يحكي السيرة الذايتة لكوكب الشرق أم كلثوم.
وذهبت بطولة مسلسل «ناقص ضلع» إلى الفنانة نيللي كريم، ويشاركها مجموعة من النجوم على رأسهم روبي، وجيهان الشماشرجي، وكندة علوش، وحاتم صلاح، وعلى قاسم وعلى صبحي، العمل تأليف مهاب طارق، وإخراج محمد شاكر خضير.
تأثير سلبي
اعتذار المخرج أو المؤلف عن استكمال العمل بشكل مُفاجئ، من شأنه التأثير على المُنتج النهائي بشكل أو بآخر، حسبما يرى الناقد الفني محمود مهدي.
ويدلل «مهدي» على ذلك، بمسلسل المشوار بطولة محمد رمضان والذي عُرض خلال رمضان 2022، والذي حدث به بعض التغييرات على مستوى الإخراج أثرت بشكل سلبي على المنتج النهائي، افتقد النسق القوي ولم يسطع لفت انتباه الجهور.
ويعتقد، ازدحام الموسم الرمضاني سيجعل تأثيرات تلك الاعتذرات والانسحابات تمر مرور الكرام، ولن يُلاحظ الجمهور أي خلل في الأعمال، خصوصًا وأن أسبابها غير موحدة، مؤكدًا أن اعتذار النجوم عن المشاركة في بعض المسلسلات لانشغالهم بأعمال أخرى ظاهرة صحية، لأنها تُفسح المجال لآخرين للعمل.
بعض الأعمال تم تغيير مخرجيها أكثر من مرة وخرجت بصورة جيدة، إلا أن تلك المسألة مستبعدة بشكل كبير خلال الموسم الرمضاني، نظرًا لارتباط صناع العمل بجدول معين، وبالتالي ضيق الوقت لا يسمح للمخرج أو السيناريست بوضع رؤية جديدة للعمل، حسب «مهدي».
ويختتم الناقد الفني محمود مهدي، حديثه في هذا الشأن، مؤكدًا أنه بنسبة كبيرة سوف تتأثر المسلسلات التي استبدلت مؤلفيها في هذا التوقيت قُبيل رمضان بفترة قليلة، ما يجعلها تفتقد لنُسق قوي، مُتمنيًا أن تخرج جميع الأعمال هذا الموسم بصورة جيدة.