دراسة تكشف عن طريقة مدهشة لإقناع الصغار بتناول الخضراوات

قد يكون الأطفال الصغار أكثر ميلًا لتناول الخضراوات إذا تناولت أمهاتهم الخضراوات خلال المراحل الأخيرة من الحمل، كما تشير دراسة جديدة.
ووجدت دراسة أجرتها جامعة دورهام أن الأطفال حديثي الولادة يستجيبون بشكل إيجابي لروائح الأطعمة التي واجهوها في الرحم.
ودرس الباحثون تعابير الوجه لأطفال يبلغون من العمر ثلاثة أسابيع والذين تناولت أمهاتهم بانتظام الكرنب أو الجزر أثناء الحمل.
وتفاعل الأطفال الذين تناولت أمهاتهم كبسولات الجزر بشكل إيجابي مع رائحة الجزر، بينما أظهر أولئك الذين تعرضوا للكرنب في الرحم استجابة إيجابية لرائحة الكرنب.
تعليق على نتائج الدراسة
تشير نتائج الدراسة إلى أن التعرض المبكر للنكهات قد يؤثر على تفضيلات الطفل الغذائية اللاحقة، مما قد يجعل من السهل إدخال الخضروات الصحية في نظامهم الغذائي.
ويقول الخبراء إن تحليل تعبيرات وجوه الأطفال يشير إلى أنهم يبدو أنهم يتفاعلون بشكل أكثر إيجابية تجاه رائحة الأطعمة التي تناولتها أمهاتهم خلال الأشهر الأخيرة من الحمل.
ومن المحتمل أن يعني هذا أننا يمكن أن نشجع الأطفال على التفاعل بشكل أكثر إيجابية تجاه الخضروات الخضراء، على سبيل المثال، من خلال تعريضهم لهذه الأطعمة أثناء الحمل.
فهناك ميلًا لدى الأطفال الفطام إلى إعطاء أطعمة أكثر حلاوة، مثل الجزر المهروس أو الكمثرى أو الموز، ولكن الأطفال المعرضين للخضروات المرّة قد يطورون ذوقًا لها إذا تناولتها الأم أثناء الحمل، وإذا أكلت الأم الخضراوات المرّة والصحية، فقد يؤدي ذلك إلى جعل أطفالها يحبونها ويقبلونها لاحقًا.
وتابعت هذه الدراسة التي أجريت على 32 طفلًا ورقة بحثية صدرت عام 2022 أظهرت فيها عمليات مسح بالموجات فوق الصوتية رباعية الأبعاد أن الأجنة تبتسم عندما تتناول أمهاتهم الجزر وتتجهم عندما تتعرض للكرنب.
في الدراسة الأخيرة، تم إعطاء الأطفال فقط مسحات من الجزر أو الكرنب للشم، ولكن لم يتم وضع أي شيء في أفواههم لأنهم كانوا صغارًا جدًا بحيث لا يمكن تعريضهم للنكهات.
ثم قام العلماء بتحليل الفيديو لمراقبة ردود أفعال الأطفال وقارنوا هذه التفاعلات بتلك التي شوهدت قبل ولادتهم لفهم آثار التعرض المتكرر للنكهة في الثلث الأخير من الحمل.
وجد فريق البحث أنه من فترة الجنين إلى الولادة، كان هناك تواتر متزايد في استجابات "الوجه الضاحك" وانخفاض في تواتر استجابات "الوجه الباكي" للرائحة التي اختبرها الأطفال قبل الولادة.
وأظهر البحث أن الأجنة لا تستطيع فقط استشعار وتمييز النكهات المختلفة في الرحم، بل تبدأ أيضًا في التعلم وتكوين ذاكرة لبعض النكهات إذا تعرضت لها بشكل متكرر.
ويُظهر هذا أن عملية تطوير تفضيلات الطعام تبدأ في وقت أبكر بكثير مما كنا نعتقد، مباشرة من الرحم.
ومن خلال تقديم هذه النكهات في وقت مبكر، قد نتمكن من تشكيل عادات الأكل الصحية لدى الأطفال منذ البداية.