تعليم الجيزة تجرى استطلاع رأى لأولياء الأمور والطلاب حول مقترح نظام البكالوريا

أطلق سعيد عطية، وكيل أول وزارة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة، أولى جلسات الحوار المجتمعي الموسعًة حول "نظام البكالوريا المصرية"، وذلك بحضور نخبة من القيادات التعليمية، والخبراء الأكاديميين، وأعضاء مجلس النواب، ومديري الإدارات التعليمية، وطلاب المرحلة الإعدادية، وأولياء الأمور، والمهتمين بالشأن التعليمي.

بدأت أولى فعاليات جلسة الحوار بعرض فيديو تسجيلى يتضمن استطلاع رأى الطلاب وأولياء الأمور حول مقترح البكالوريا، وجاءت الغالبية العظمى أكثر من 95% من الآراء مؤيدة لنظام البكالوريا.

شارك بالحضور بأولى الجلسات الحوار المجتمعى للبكابوريا الحضور والمشاركون في الحوار المجتمعى سعيد عطية، وكيل أول وزارة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة، وريحاب عريق، وكيل المديرية، الدكتورة إيمان هريدي، عميد كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة،  الدكتور طارق سمير، عميد كلية التربية النوعية بجامعة القاهرة.

أعضاء لجنة التعليم بمجلس النواب

كما حضر عدد من أعضاء لجنة التعليم بمجلس النواب، النائب حسام المندوه الحسيني، النائب محمد رشاد البرتقالي، النائب طارق الطويل، النائبة صبورة السيد، هذا بخلاف مديرو الإدارات التعليمية، والوكلاء، وطلاب المرحلة الإعدادية، وأولياء الأمور، والمهتمون بالشأن التعليمي.

وأكد سعيد عطية، وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالجيزة "إن التعليم في مصر اليوم يشهد لحظةً فاصلةً بين ماضٍ كان يعتمد على التلقين، ومستقبلٍ يُرسّخ لقيم الإبداع والابتكار. 

وأشار إلى أن نظام الثانوية العامة التقليدي في مصر على مدار عقودٍ طويلةٍ أشبه باختبارٍ لمرةٍ واحدةٍ، حيث كان الطالب يواجه مستقبله بناءً على امتحانٍ واحدٍ يحدد مصيره، دون منح الفرصة الحقيقية لتطوير مهاراته أو تحسين أدائه عبر مراحل متعددة. اليوم، مع "البكالوريا المصرية"، نحن نُعيد صياغة التعليم ليصبح أكثر عدالةً وإنصافًا، وأقرب إلى الأنظمة التعليمية المتقدمة عالميًا."

وأكد عطية أن "نظام التعليم الجديد لا يهدف فقط إلى تخفيف العبء عن الطلاب وأولياء الأمور، بل يُقدّم لهم نظامًا تعليميًا أكثر مرونة، يُتيح لهم فرصًا متكررة لتحسين مستواهم الأكاديمي، بدلًا من الاعتماد على الفرصة الواحدة التي كانت تتحكم في مستقبلهم.

وأشار “عطية” إلى إننا نؤسس اليوم لجيلٍ جديدٍ من الطلاب، ليس مجرد متلقٍ للمعلومة، بل مفكر، ومبتكر، وقادر على المنافسة محليًا ودوليًا، مما يضع مصر في مصاف الدول المتقدمة تعليميًا."

واستكمل: "البكالوريا المصرية ليست مجرد تغييرٍ في آلية الامتحانات، بل هي إعادة هيكلةٍ شاملةٍ للمنظومة التعليمية، حيث تمنح الطلاب حرية اختيار المسار الذي يتناسب مع قدراتهم وطموحاتهم المستقبلية، وتوفر لهم تعليمًا أكثر تكاملًا، يُدمج بين العلوم والمهارات العملية، ويُتيح لهم التخصص في مجالات تواكب احتياجات سوق العمل الحديث. هذا النظام سيخلق بيئةً تعليميةً تُحفّز الطلاب على البحث والتفكير النقدي، بدلًا من أساليب الحفظ والتلقين التي كانت تُرهق العقول دون فائدةٍ حقيقية."

وقال "إن الانتقال إلى هذا النظام الجديد ليس تحديًا بسيطًا، لكنه ضرورةٌ وطنيةٌ لضمان أن أبناءنا يحصلون على تعليمٍ يليق بمستقبلهم، ويُمكّنهم من المنافسة في عصرٍ بات يعتمد على المهارات والإبداع، وليس على مجرد الشهادات. ولذلك، فإننا نؤكد أن "البكالوريا المصرية" ليست مجرد تطويرٍ لمنظومة الثانوية العامة، بل هي خطوةٌ جريئةٌ نحو بناء تعليمٍ حديثٍ، يُعدّ الطالب للحياة الجامعية والمهنية بكفاءةٍ واحترافية."

ووجه عطية الدعوة لجميع الأطراف المعنية، من معلمين، وأولياء أمور، وطلاب، إلى دعم هذا التحول الجذري، والوعي بأهميته، لأن نجاح هذا النظام يعتمد على تعاون الجميع في تنفيذه، وتعزيز ثقافة التعلم القائم على الفهم والاستيعاب والتطبيق. إننا لا نُغيّر مجرد نظامٍ تعليمي، بل نصنع جيلًا جديدًا قادرًا على قيادة المستقبل."

مخرجات الحوار المجتمعي حول "البكالوريا المصرية"

أكد المشاركون أن النظام الجديد يُعدّ خطوة ضرورية نحو تطوير التعليم المصري، ويضمن عدالة التقييم، وتكافؤ الفرص بين جميع الطلاب.

كما تمت مناقشة التحديات المحتملة في تطبيق النظام، وسبل دعم الطلاب والمعلمين خلال هذه المرحلة الانتقالية.

وطرح أولياء الأمور والطلاب العديد من التساؤلات حول كيفية التقييم، وإمكانية تحسين الدرجات، وآليات الاختيار بين المسارات الأكاديمية المختلفة.
 أكدت القيادات التعليمية أن الوزارة تعمل على توفير كل السُبل اللازمة لإنجاح النظام، وضمان انتقال سلس وعادل لجميع الطلاب.

كما قالت ريحاب عريق، وكيل المديرية: "نحن نؤسس لنظام تعليمي أكثر تطورًا وإنصافًا، يمنح الطلاب فرصةً حقيقيةً لاكتشاف قدراتهم، بدلًا من حصرهم في قوالب تعليمية محدودة."

أضافت الدكتورة إيمان هريدي، عميد كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة "التعليم لا يُقاس بعدد الدرجات، بل بمدى قدرة الطالب على التفكير وحل المشكلات. "البكالوريا المصرية" خطوةٌ نحو تحقيق هذا الهدف."

وأشار الدكتور طارق سمير، عميد كلية التربية النوعية بجامعة القاهرة: "هذا النظام الجديد يُعزز من مهارات الطلاب في البحث والتحليل، ويمنحهم فرصًا أكاديمية ومهنية أوسع."

وأضاف النائب حسام المندوه الحسيني، "نحن أمام مشروع تعليمي يضع مصر على المسار الصحيح نحو نظام تعليمي دولي متكامل."

وأوضح النائب محمد رشاد البرتقالي، "البكالوريا المصرية تُعدّ ثورةً في تطوير التعليم، وتمنح الطالب فرصًا أكبر للتحكم في مستقبله الدراسي."

وقال النائب طارق الطويل أن مقترح البكالوريا "إنها خطوة ضرورية نحو بناء نظام تعليمي أكثر شمولًا واستدامة."

وأكدت النائبة صبورة السيد "تحقيق تعليم عالمي يبدأ بإصلاح جذري للمنظومة الحالية، وهو ما تسعى إليه "البكالوريا المصرية"."

رسالة ختامية من وكيل الوزارة

وختم: "اليوم، نرسم ملامح جديدة لمستقبل التعليم المصري، ونؤسس لنظامٍ يواكب تطورات العصر، ويضع طلابنا في قلب المنافسة العالمية. "البكالوريا المصرية" ليست مجرد إصلاحٍ تعليمي، بل هي رؤيةٌ تُحقّق العدالة في التقييم، وتضمن لكل طالبٍ فرصةً عادلةً في اختيار مساره الأكاديمي. إننا أمام لحظةٍ حاسمة، والمسؤولية تقع على عاتق الجميع لإنجاح هذا المشروع الطموح، وضمان تحقيق تعليمٍ يليق بأبناء مصر."

وتؤكد مديرية التربية والتعليم بالجيزة التزامها الكامل بمتابعة تنفيذ "البكالوريا المصرية"، واستمرار الحوار المجتمعي مع جميع الأطراف المعنية لضمان تحقيق أعلى معايير الجودة التعليمية.