آثار أقدام عملاقة عمرها 166 مليون عام تكشف عن سر الديناصورات

اكتشف علماء أرضية محجر في بريطانيا مترامية الأطراف مغطاة بآثار الديناصورات، ولا تشتهر المحاجر عادةً باختناقاتها المرورية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، ولكن هذا بالضبط ما عثر عليه العمال في أوكسفوردشاير، إنجلترا، في يناير 2025.
بدأ الأمر كيوم عمل عادي لعامل المحجر غاري جونسون، إلى أن لاحظ بعض النتوءات غير العادية في الصخور.
واتضح أن تلك النتوءات التي تبدو بريئة كانت شيئًا أكثر إثارة، وهو طريق الديناصورات السريع الذي يبلغ عمره 166 مليون عام، خريطة طريق متحجرة تركها بعض أكبر وأثقل، وربما أقل المشاة أدبًا في العصر الجوراسي.
اكتشاف غير متوقع
لم يكن غاري جونسون يبحث عن الديناصورات، بل كان يحاول أداء عمله فحسب، عندما لاحظ الأشكال الغريبة البارزة في الحجر الجيري، وبدافع الفضول وعدم اليقين من ماهيتها، اتصل بخبراء، وسرعان ما وصل فريق من علماء الحفريات للتحقيق.
وما وجدوه كان مذهلًا: مسار مترامي الأطراف من آثار أقدام متحجرة، يكشف عن موكب من الديناصورات الضخمة من عصور ما قبل التاريخ، ولم يكن هذا مجرد بضعة آثار ضالة، بل كان مسارًا متهالكًا، سلكته أنواع متعددة على مر الزمن، مما يجعله أحد أكبر وأهم آثار الديناصورات التي اكتُشفت على الإطلاق.
ماذا تخبرنا آثار أقدام الديناصورات؟
تعود آثار الأقدام إلى مزيج من الديناصورات العملاقة التي عاشت في العصر الجوراسي، بما في ذلك ديناصور سيتيوصور الذي يبلغ طوله 50 قدمًا، وديناصور ميغالوصور الذي يسحق العظام. كان السيتوسوروس، العاشب طويل العنق، العملاق اللطيف في عصره، بينما ربما كان الميغالوصور، آكل اللحوم الضخم، المعادل الجوراسي لحيوان مفترس يبحث عن وجبته التالية، أو على الأقل عن مكان في طابور غداء الديناصورات.
تُقدم هذه الآثار القديمة لمحة عن حياة الديناصورات التي جابت هذا الجزء من العالم، ويشير ترتيب الآثار إلى أن هذه الديناصورات لم تكن تتجول بلا هدف فحسب، بل ربما كانت تسافر في مجموعات، وربما حتى ترعى أو تتحرك بأنماط تشير إلى سلوك اجتماعي.
كما تشير الآثار إلى أن المشهد كان في السابق بيئة ساحلية ضحلة، حيث احتفظت الرواسب الناعمة والرطبة بكل خطوة من خطواتها لملايين السنين. يبدو الأمر كما لو أن العصر الجوراسي ترك وراءه تقريرًا متحجرًا لحركة المرور محفوظًا تمامًا.
طريق الديناصورات
بمجرد أن اتضحت أهمية الموقع، اجتمع فريق من علماء الحفريات والجيولوجيين وعمال المحاجر لحفر آثار الأقدام وتحليلها بعناية. وباستخدام تقنيات رسم الخرائط المتقدمة والنمذجة ثلاثية الأبعاد، وثّق الباحثون آثار الأقدام بالتفصيل، مما سمح لهم بإعادة بناء كيفية تحرك هذه الديناصورات، ومدى ثقلها المحتمل، وحتى مدى سرعتها في المشي.
ويُضيف تحليل هذه الآثار بُعدًا جديدًا إلى فهمنا للحياة الجوراسية، مُقدمًا أدلة إضافية على ازدهار تجمعات الديناصورات فيما يُعرف الآن بالمملكة المتحدة.