السيد القصير يكتب: “بلد الأمن والأمان.. دلالات جولة السيسي وماكرون في القاهرة التاريخية”

تُبرز جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في شوارع القاهرة التاريخية عدة دلالات سياسية، تاريخية، ثقافية، واقتصادية مهمة.
تُظهر الجولة الرئاسية مدى تقارب مصر مع فرنسا العضو في حلف الناتو وأكبر دول الاتحاد الأوروبي بعد انسحاب بريطانيا كرسالة صريحة وواضحة على رفض المشروع الأمريكي الساعي لتصفية القضية الفلسطينية نهائيًا من خلال تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
كما تظهر هذه الجولة الروابط التاريخية المشتركة بين مصر وفرنسا، حيث شملت الجولة التمشية في مناطق الحسين، خان الخليلي، والأزهر، وهي أحياء شعبية مزدحمة تُعد دليلًا واضحًا على مدى الأمان والاستقرار الموجود في الشارع المصري، ما يلفت أنظار العالم إلى ذلك بعيدًا عن المتغيرات الإقليمية المحيطة.
وسلطت الجولة الرئاسية الضوء على التراث الثقافي الغني لمصر، وتهدف إلى تعزيز التفاهم والتقارب بين الشعبين من خلال اختيار أصناف الطعام من قلب المطبخ المصري وزيارة المعالم التاريخية، مثل خان الخليلي كونه الواجهة السياحية الأشهر في القاهرة، وكذلك مطعم ومقهى “نجيب محفوظ” الحائز على جائزة نوبل في الأدب، وفي ذلك إحياء للتراث والثقافة في هذه المناطق، خاصة وأن مصر وفرنسا تربطهما علاقات ثقافية وتاريخية عميقة.
واللافت للنظر والإعجاب الشديد هو زيارة الرئيس الفرنسي المتحف المصري الكبير قبل افتتاحه، والترويج له سياحيًا من قبل رئيس بلد متحف اللوفر، وهي خطوة تعكس الروابط الثقافية والتراثية بين البلدين.
ويؤكد مشهد التفاف المواطنين حول الرئيسين وحرصهم على التقاط الصور التذكارية معهما في منطقة خان الخليلي على حب الشعب وولائه لرئيسه بشكل لافت للإعجاب، كما يجسد هذا المشهد عظمة مصر وتمتعها بالأمن والأمان والاستقرار رغم محيطها الإقليمي المشتعل.
إن هذه الزيارة وما سيتبعها من فعاليات على المستويين الرئاسي والشعبي هي نقطة دعم وتأكيد على الدور المحوري لمصر في القضية الفلسطينية، والرفض التام لخطة التهجير القسري للشعب الفلسطيني الشقيق، والإيمان بأن مصر دولة محورية في المنطقة