تركيا تحظى بـ«مشروع القرن» الروسي
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عقب لقائه نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، عن تخلي روسيا عن مشروع «السيل الجنوبي» لنقل الغاز الروسي إلى جنوب ووسط أوروبا.
وأكدت مصادر أن بوتين أكد في أثناء زيارته لتركيا في الأول من الشهر الجاري: «أن هذا القرار اتخذه بنفسه»، محملا الأوروبيين المسؤولية عن قراره؛ لوضعهم عقبات كثيرة أمام هذا المشروع، وضغطهم على بلغاريا، وهي من بلدان الترانزيت في المشروع؛ لوقف مد الأنابيب عبر أراضيها.
وبحسب بوتين، فإن بلغاريا سوف تخسر 400 مليون دولار سنويا، كان يمكن أن تحصل عليها مقابل ترانزيت الغاز عبر «ساوث ستريم».
ويرى خبراء روس أن التخلي عن «السيل الجنوبي» يكبد روسيا خسائر مالية مباشرة، حيث أُنفق على المشروع مليارات عدة من الدولارات، كما أن المصانع الروسية كانت تراهن على كسب نحو 1,8 مليار يورو جراء إنتاج الأنابيب اللازمة لهذا المسار، ونتيجة لتصدير 63 مليار متر مكعب من الغاز الروسي سنوياً عبر هذا الخط، كانت روسيا تُخطط للحصول على عوائد بأكثر من 25 مليار دولار.
ولكن خبراء روس آخرون يعتقدون أن ما أنفقته شركة «غاز بروم»، بالإضافة إلى المعدات والأنابيب التي جرى تصنيعها، يمكن استخدامها في بناء المسار الجديد للغاز عبر تركيا، فالروس يراهنون على نقل كمية الغاز نفسها التي كانت مخصصة لــ«السيل الجنوبي» بواسطة خط الأنابيب الجديد لنقل الغاز عبر البحر الأسود باتجاه تركيا، منها 14 مليار متر مكعب سوف تبقى في تركيا، فيما تذهب الكمية المتبقية باتجاه اليونان.
إن انتقال روسيا من «ساوث ستريم» إلى «ستريم عثماني» قد يمنح تركيا فرصة للتحول مستقبلا الى أكبر وسيط لبيع الغاز الطبيعي الروسي، وإلى مركز في مجال الطاقة، حيث سيمر الغاز عبرها إلى الاتحاد الأوروبي من روسيا وأذربيجان، وربما من إيران في المستقبل.