رئيس التحرير
خالد مهران

مأساة بارما.. من منصات التتويج إلى غياهب الدرجة الرابعة

بارما
بارما

منهم من الاشارة إلى اسم المدينة . في عام 1990 صعد بارما لأول مرة في تاريخه إلى السيري آ تحت قيادة مدربه التاريخي نيفيو سكالا بعد رحلة معاناة مترنحاً في درجات الكرة الايطالية المختلفة لينطلق الفريق بعد ذلك مدوناً تاريخاً رائعا فى سجلات الكالتشيو، وليصبح أحد كبار ايطاليا في فترة هي الأفضل تقريباً في تاريخ الدوري الايطالي .

ولم ينتظر عشاق النادي كثيراً من أجل معانقة الالقاب بعد ذلك حيث حقق الفريق لقبه الأول بين الكبار في موسم 1991-1992 عندما أحرز كأس ايطاليا وهو ما تكرر مرتين بعد ذلك في عامي 1999 و 2002 .

كما توج الفريق بلقب بطولة أوروبا لأبطال الكؤوس في عام 1993 وكأس السوبر الأوروبي في نفس العام ليحقق انجازاً فريداً في فترة زمنية قياسية بعد صعوده إلى دوري الأضواء وهو ما عجز عن تكراره تقريباً أي نادي آخر في العصر الحديث .

ألقاب "الجيالوبلو" لم تتوقف عند هذا الحد .. فبعد فشلهم في الحفاظ على اللقب الأوروبي في عام 94، حقق الفريق لقب كأس الاتحاد الاوروبي في عام 1995 متغلباً على العملاق يوفينتوس بمجموع المباراتين في الدور النهائي حيث حقق بارما الفوز ذهاباً بهدف نظيف أحرزه لاعبه وأحد أبرز نجومه طوال تاريخه دينو باجيو وتعادل الفريقين في مباراة الاياب بهدف لمثله وسجل باجيو هدف بارما أيضاً،وقدم موسماً خرافياً في الدوري الايطالي "1996-1997" وحل في المركز الثاني خلف البطل يوفينتوس بفارق نقطتين فقط .

ثم عاد الفريق إلى منصات التتويج مجدداً في عام 1999 بعد أن حقق بطولة كأس الاتحاد الاوروبي بتغلبه على مارسيليا الفرنسي بثلاثية نظيفة في مباراة لا تنسى خاصة وأنها كانت آخر ألقاب الفريق أوروبياً .

تاريخ كبير ملئ بالانجازات لن تمحوه الأزمة المالية الراهنة حتى ولو أجبرت النادي العريق على الهبوط وبداية السلم من أدنى درجاته، كما أنها لن تمحو أسماء النجوم التي سطعت في سماء ملعب اينيو تارديني معقل الفريق .. لن تمحو أنه شهد البداية الحقيقية للمدرب الحالي لريال مدريد الاسبانى كارلو أنشيلوتي والذي بدأ مسيرته الاحترافية مع كرة القدم مرتدياً قميص بارما، لن ينسى أحد أهداف النجم الكولومبي فاوتينو اسبريلا ولا صلابة المدافع البرتغالي فيرناندو كوتو ولا تألق النجم الايطالي جيان فرانكو زولا، لن يمحي الافلاس تاريخ ثنائي الدفاع الافضل فابيو كانافارو وليليان تورام، ولن يكن بمقدور العابثين بمقدرات كرة القدم الايطالية وهم يستمتعون بمشاهدة النادي العريق وهو يهوي إلى أسفل الدرجات أن ينكروا حقيقة أن أفضل حارس مرمى في تاريخ ايطاليا جيان لويجي بوفون قد مر من هنا