رئيس التحرير
خالد مهران

الحلم يبدأ بفكرة.. "العاصمة الإدارية" طريق مصر نحو الازدهار


ما تحتاجة مصر الآن ليست الكلمات الرنانة والمشاعر المرهفة بقدر ما تحتاج إلى عمل شاق وجهد مستديم على طول الطريق؛ لنجاح مؤتمرها الاقتصادي التى بدأت بالفعل فاعلياته أمس الجمعة، وكان من ضمن جملة الاعلانات عن المشروعات "العاصمة الإدارية الجديدة" والتى أطلقها وزير الاسكان مصطفى مدبولى خلال كلمته بمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي.

وهي مشروع تنموي جديد يهدف الى خلق بيئة عمل متكاملة، حديثة عالية الجودة ذات بنية اساسية وتشرف على انشائها الشركة التى أشرفت على بناء برج "خليفة بدبي"،وتمول العاصمة الإدارية الجديدة من المستثمرين الخليجيين الذين يتطلعون بشدة لمساندة الحكومة المصرية فى تحفيز النمو
الاقتصادى.

طرحت الفكرة منذ سنوات نتيجة لتكدس سكان محافظة القاهرة؛ مما ادي الى زيادة نسبة التلوث فى العاصمة وتحولها الى عاصمة ادارية بحته بعد أن كانت فى اربعينيات القرن اجمل مدن العالم.


وتم مناقشة المشروع في العديد من المناسبات؛ لكن واجه تنفيذه العديد من المعوقات " لوجيستية، وبيروقراطية، ومالية".

ليأتى وزير الاسكان، مصطفى مدبولى ليكشف لنا عن المشروع الضخم خلال اليوم الأول من مؤتمر "دعم وتنمية مصر" المنعقد بشرم الشيخ، وعن أبرز معالم العاصمة الإدارية الجديدة، التى ستعمل على جذب رؤوس الأموال والشركات العالمية للتواجد بالمكان، كما تعمل على إتاحة الفرصة لتفريغ القاهرة من التكدس الناتج عن حركة العاملين بالوزارات والجهات الحكومية، وستصبح القاهرة العاصمة التراثية والثقافية والتاريخية مقصدًا سياحيًا.

كما بين "مدبولي" أنه يتم حاليًا التخطيط لعاصمة إدارية جديدة لمصر بخبرات دولية، مؤكدًا أن المشروع سيتم تنفيذه بأيادٍ مصرية خالصة، وسيكون له الفضل في جذب المزيد والكثير من الاستثمارات العربية،  والأجنبية،  والمحلية، منوهًا إلى أن هذه العاصمة الإدارية الجديدة ستضيف للشكل الحضاري للقاهرة.

وأشار مدبولي أن عدد سكان إقليم القاهرة الكبرى سيتضاعف عدد سكانها خلال 40 عامًا، مشيرًا إلى أنه بحلول 2030 سيشكل 40% من سكان مصر الطبقة المتوسطة، مؤكدًا أن المخطط يشمل إصلاح المليون فدان ومشروع قناة السويس، وإنشاء عدد من المدن الجديدة، بالإضافة إلى مدينة توشكى، ولذلك عمدت مصر لبناء عاصمة إدارية جديدة.


وتقع العاصمة الإدارية، بين القاهرة القديمة وطريق السويس، نظرًا لأن التوسعات كانت في اتجاه الشرق، واختيار هذا الموقع لما تشهده قناة السويس من عمليات تطوير غير مسبوقة بعدد من المشروعات العملاقة، كما تقع على بعد 45 كيلو من وسط القاهرة و80 كيلو من السويس و55 كيلو من
خليج السويس، والتخطيط ركز على أن تكون العاصمة الجديدة في بؤرة النشاط الاقتصادي وتكلفة المرحلة الأولي من العاصمة الادارية الجديدة تبلغ 45 مليار دولار فهذا المشروع يهدف للارتقاء بحياة المواطنين المصريين.

موقع العاصمة الجديدة بالتفصيل

المنطقة المحصورة بين طريقى القاهرة- السويس، والقاهرة-  العين السخنة، شرق الطريق الدائرى الإقليمى مباشرة، أى بعد القاهرة الجديدة ومشروع مدينتى ومدينة المستقبل، ويبعد الموقع المقترح حوالى 60كم عن مدن السويس، والعين السخنة، وبذلك ستخدم هذه العاصمة الإدارية وتتكامل مع
التنمية التى ستنشأ مع تنمية محور قناة السويس "البؤرة الجنوبية لمشروع محور قناة السويس.

ويتم ربط العاصمة الإدارية الجديدة بشبكة مواصلات على أعلى مستوى، ضمن خطة الدولة لتطوير وسائل النقل الجماعي، وخدمة التجمعات العمرانية الجديدة الموجودة شرق القاهرة، حيث سيتم
ربطها بالمترو مروراً بطريق القاهرة - السويس، و بالقطار المكهرب الذى سيخدم مدن شرق القاهرة، مروراً بطريق القاهرة-  الإسماعيلية.


وفي وقت سابق أشار الدكتور عاصم الجزار رئيس هيئة التخطيط العمراني إلى أن هناك اهتماماً بأن تصبح العاصمة الإدارية الجديدة بيئة استثمار جيدة، تحتوى على البنية الأساسية، والخدمات المطلوبة، بالإضافة إلى شبكة إتصالات، خاصة بعد أن أصبحت القاهرة تعانى من التكدس، والزحام المرورى، وصعوبة الاتصال، كما أن هذه المدينة تستوعب 7 مليون نسمة على مساحة 700 متر مربع والتى تمتد بالفعل من القاهرة حتى مدينة السويس.

أهمية العاصمة الجديدة لمصر

توفر العاصمة الجديدة المتسع لتواجد الوزارات المختلفة، ومجلس الوزراء، بالإضافة إلي حي دبلوماسي
للسفارات، ومقار للشركات والمؤسسات الدولية الكبرى، ومراكز للمال والأعمال، ومناطق للمعارض، ومنطقة سكنية، ومجمعات تكنولوجية، وعدد من الجامعات والفنادق الكبرى.

فى حالة إقامة هذه العاصمة، فإن الوزارات المصرية سيتم نقلها إلى المدينة الجديدة لتقليل الإحتقان
المزمن فى القاهرة التى يقطنها 18 مليون نسمة.