«العاصمة الجديدة» بين الحقيقة والخيال.. وخبراء: «مشروع فاشل»
بعد أن أصبحت القاهرة بلدا لا يطاق، مزدحما، متكدسا بالناس والوزارات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، بات من الضروري البحث عن بدائل أخرى، وتغيير الوجهة الحضارية لدولة بحجم مصر.
وخلال انعقاد المؤتمر الاقتصادي، أعلن رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب، نية الدولة المصرية لإنشاء عاصمة إدارية جديدة، على طريق القاهرة-السويس، نظرا لما آلت إليه الأوضاع في القاهرة، من اختناق ووضع متكدس.
فكرة السادات
محاولة تأسيس عاصمة إدارية لم تكن فكرة وليدة اللحظة، حيث تعود إلى عهد الرئيس السابق، محمد أنور السادات، الذي خطط لإنشاء مدينة إدارية تحمل اسمه، لحل مشكلة الازدحام بالعاصمة، وبالفعل بدأ السادات في نقل بعض الوزارات إلى مدينته، بتكلفة بلغت وقتها 25 مليون جنيه، لكن انتهت الفكرة بالفشل حيث لم يكن لها أي ناتج اقتصادي.
فيما حاول الرئيس محمد حسني مبارك، وضع خطة لنقل مربع بعض الوزارات من منطقة القاهرة، إلا أن الخطة فشلت ولم تنفذ.
«النبأ الوطني» أخذ آراء بعض الخبراء والاستشاريين حول إمكانية تأسيس عاصمة إدارية خارج القاهرة، وهل الإعلان عنها وهم أم حلم حقيقي سيتحول إلى مجرد محاولة لم تكتمل بعد كسابقيها؟.
تقليد سخيف
وصف المهندس ممدوح حمزة، الإعلان عن تأسيس عاصمة إدارية خارج منطقة القاهرة بأنه «تقليد سخيف» لدولة الإمارات.
وقال «حمزة» في تصريحات لـ«النبأ الوطني»:« إنه لا داعي لإنشاء مدينة كبرى بها أماكن ترفيهية، ونحن من الممكن أن نبني 50 أو 60 مبنى لاحتواء هذه الوزارات في أي مكان».
وأضاف:«أسخف ما في المؤتمر هو الإعلان عن مدينة ناطحات السحاب، في الوقت الذي تغرق فيه البلاد في الظلام والمجاري»، مشيرا إلى أن اختيار منطقة على البحر الأحمر قريبة من الحدود اختيار خاطئ وكارثي، مما يضعها أمام دويّ المدافع في حال وقوع أي حرب، الأمر الذي يؤدي إلى انهيارها في الحال.
فيما قال الدكتور صالح عبدالخالق، الخبير المصرفي، إن«الأولى من الدولة أن تستثمر في العشوائيات ومشاكلها، وفي مشاريع مثل تحلية المياه وأزمة الكهرباء»، مضيفا: «المكان الذي من المفترض تأسيس المدينة فيه، محاصر بمناطق عسكرية وقريب من محور قناة السويس وسيناء».
وتوقع «عبدالخالق» في تصريحات لـ«النبأ الوطني» أن المشروع سيفشل، في ظل وجود إدارة ونظام فاشلين، يتاجران بـ«سذاجة» الشعب، مؤكدا أن الإعلان عن مدينة إدارية جديدة، أضحك
علينا الوفود الأجنبية، وأنه «إذا كانت الدولة تتخذ خطوات حقيقية لذلك، فإن الفساد المستشري سيحوله إلى وهم».
حلم العمر
من جانبه أكد الدكتور فخري الفقي، الخبير الاقتصادي، أن إنشاء العاصمة الإدارية«حلم العمر» لكل المصريين، وأنه في بالغ الأهمية، لكي تخف وطأة الازدحام بالقاهرة، وتكون مناسبة لوجهة مصر أمام العالم.
وقال «الفقي» لـ«النبأ الوطني»: إن«الدولة أحسنتْ الاختيار للموقع، حيث إنه موقع استراتيجي ولوجيستي في نفس الوقت»،مشيرا إلى أن انخفاض أسعار الأراضي بالقاهرة سينخفض إلى نسب تترواح بين 15 و20%.
ولفت«الفقي» إلى أنه يجب تسهيل عملية نقل المواطنين إلى العاصمة الجديدة، وإنشاء شبكة مواصلات مريحة، حتى لا يتكرر الخطأ الذي وقع فيه الرئيس السادات سابقا عندما شرع في تنفيذ هذه الفكرة.