رئيس التحرير
خالد مهران

حملة لمقاطعة اللحوم المهندسة وراثيا


تقوم المصانع الزراعية الضخمة بحقن الحيوانات السليمة بكميات هائلة من المضادات الحيوية؛ لزيادة إنتاجها بسرعة ودون تكاليف إضافية، لكن هذه العملية تؤدي إلى نشوء جراثيم خارقة تشكل تهديدًا خطيرًا على الغذاء والصحة.

فرضت العديد من الدول الأوروبية قوانينًا تحد من الاستخدام المفرط لمضادات الالتهاب على الدواجن والماشية، والآن يتفاوض وزراء الاتحاد الأوروبي على تعميم هذه القوانين في أنحاء القارة الأوروبية، والرأفة بالحيوان والحفاظ على صحة غذائنا أمر لا يحتاج إلى تفكير؛ لدرجة أن مطاعم ماكدونالدز أعلنت عن وقف بيعها للدجاج المحقون ببعض أنواع المضادات الحيوية في الولايات المتحدة.

لكن اللوبي المؤيد للصناعات الزراعية والدوائية يمارس ضغوطًا هائلة لوقف قوانين الاتحاد الأوروبي الجديدة.
سيجتمع وزراء الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين، والعديد منهم لم يحسموا أمرهم بعد؛ لذا تدعو حملة "آفاز" إلى تبنى عريضة مليونية لمنع الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية على الماشية والدواجن، وستقوم آفاز بتسليمها لكل منهم.

أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرات جدية بأن هذه الجراثيم الخارقة ستجعل مضادات الالتهاب عديمة الجدوى في مكافحة الأمراض المعدية كالسل أو الالتهاب الرئوي، الطب الحديث في معظمه يعتمد على أدوية الالتهابات خلال العمليات الجراحية وفي علاج العديد من الأمراض الخطيرة الأخرى كالسرطان.

يقدّر تقرير رئيسي أنه بحلول عام 2050 سيموت 10 ملايين شخص في العام الواحد، ما لم يتوقف سوء استخدام المضادات الحيوية. تم حظر استعمال مضادات الالتهاب على الماشية في كل من الدنمارك والسويد والنرويج وهولندا، وهذا يثبت أنه من الممكن إنتاج اللحوم دون الإفراط في استخدام المضادات الحيوية.

لكن مع وجود لحوم بجراثيم خارقة تسافر عبر الحدود من خلال عمليات الاستيراد والتصدير، فنحن في حاجة إلى تعميم هذه القوانين في المزيد من الدول، ستشكل قوانين الاتحاد الأوروبي الجديدة خطوة هائلة في اتجاه حماية غذائنا وصحتنا. إلا أن الخبراء أكدوا بأن الوزراء لا يشعرون بالضغط الشعبي الكافي كي يتحركوا، فلقد ساهم الملايين من أعضاء "آفاز" في حماية الحيتان، والدجاج المستخدم في المصانع الزراعية، وغيرها من الحيوانات.