بالارقام .. مشاكل دفاع تشيلسي تتمثل في فابريغاس وماتيتش
كان من المفترض أن يتعظ تشيلسي من أسوأ بداية دفاعية له منذ العام 1971 خصوصا بعد العرض الكارثي أمام كريستال بالاس، إلا أن الأداء العام في المباراة الأخيرة أمام إيفرتون (1-3) يشير إلى أن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو لم يقدم أي حلول لمشاكل فريقه.
وتلقى خط دفاع الفريق المكون من القائد جون تيري وغاري كاهيل وكيرت زوما وبرانيسلاف إيفانوفيتش وسيزار أزبيليكويتا حصة وافرة من الإنتقادات بعد أداء مخيب للآمال في المباريات الأربع الأولى بالدوري الإنجليزي الممتاز، والحقيقة تقول أن لاعبي وسط الإرتكاز سيسك فابريغاس ونيمانيا ماتيتش يستحقان جزءا أكبر من هذه الإنتقادات.
أشار الكاتب في صحيفة (ديلي ميل) كيران جيل في تقرير له على موقع الصحيفة الإلكتروني، إلى أن السبب الرئيسي في ظهور الخط الخلفي لتشيلسي بهذه الصورة الهزيلة يعود إلى عدم توفر الحماية اللازمة من لاعبي الإرتكاز، وهو ما أدى لتعرض مرمى الفريق الأزرق لمجموعة كبيرة من الفرص "المفتوحة" السانحة للتسجيل.
الأرقام تدعم نظرية جيل، حيث تشير إحصائيات موقع (أوبتا) المتخصص إلى أن تشلسي منح للخصوم 13 فرصة واضحة للتسجيل في المباريات الأربعة الأولى، ونعني هنا بالفرصة الواضحة الإنفراد بالمرمى أو النقلات السريعة نحو منطقة الجزاء دون مقاومة تذكر.
ومن أجل المنافسة على اللقب، يتوجب على أي فريق أن لا ينمح خصومه فرصا كهذه، والدليل أن المتصدر بالعلامة الكاملة مانشستر سيتي لم يتعرض لفرصة واضحة واحدة في المباريات الأربع الاولى قبل مباراته الأخيرة أمام كريستال بالاس.
وذكرت تقارير صحفية انجليزية أن مورينيو عمل جاهدا في فترة التوقف الأسبوع الماضي بسبب برنامج مباريات المنتخبات الدولية، من أجل حل مشاكل فريقه الدفاعية، وأضافت التقارير أن جميع لاعبي تشلسي الموجودين في التمارين خضعوا لتمارين دفاعية سواء كانوا مدافعين أو مهاجمين، لكن ذلك لم يثمر عن شيء حتى الآن.
أمام كريستال بالاس في الجولة الرابعة، تعرض مورينيو لخساراته الثانية فقط في المباراة رقم 100 على ملعب "ستامفورد بريدج"، وأمام إيفرتون، تلقفت شباك الفريق هدفين أو أكثر للمرة الخامسة على التوالي هذا الموسم.
يلعب تشيلسي بطريقة 4-2-3-1، وهي نفس الطريقة التي فاز بها تشلسي بلقب الدوري المحلي الموسم الماضي، تعتمد الطريقة بشكل كبير على ثنائي وسط الميدان حيث يقوم فابريغاس بجمع الكرات من دفاع فريقه وينقلها بإتقان نحو ايدن هازارد وزملائه في المواقع الأمامية أو يتقدم أكثر للمساهمة في صناعة الألعاب، تاركا مهمة التغطية الدفاعية لزميله العملاق ماتيتش.
المتابع لأداء فابريغاس منذ أن كان لاعبا في أرسنال، يلاحظ أن المهام الدفاعية هي نقطة ضعفه، وهو الأمر الذي اكتشفه مدرب برشلونة السابق بيب غوارديولا ليشركه في مراكز أمامية، لكن مورينيو أراد تجربة حظه مع الدولي الإسباني كلاعب ارتكاز، نجح في خطته الموسم الماضي، وسقط سقوطا ذريعا في المباريات الأولى هذا الموسم.
أرقام فابريغاس تتهاوى، فهو الذي سجل 3 أهداف وصنع 18 في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، وهذا الموسم يبلغ رصيده في هاتين الناحيتين صفر حتى الآن.
خلق فابريغاس الموسم الماضي 95 فرصة سانحة للتسجيل بمعدل فرصة واحدة كل 30.4 دقيقة، وفي المباريات الأربع الأولى هذا الموسم، خلق اللاعب الإسباني ما معدله فرصة واحدة كل 90 دقيقة.
ومن الناحية الدفاعية، ارتفع معدل الأخطاء المرتكبة من قبل فابريغاس (1.8 خطا في المباراة الواحدة هذا الموسم مقابل 0.9 خطأ الموسم الماضي).
أما ماتيتش فانخفض معدل تدخلاته الناجحة في استخلاص الكرة (2.5 في المباراة الواحدة هذا الموسم مقابل 3.6 الموسم الماضي)، وزاد معد ارتكابه للأخطاء بمعدل1.5 خطأ عن الموسم المنقضي.
انخفاض مستوى أداء فابريغاس وماتيتش يؤثر سلبا على الخط الخلفي الذي يصبح مكشوفا أمام المهاجمين، ولا يوجد في الفريق من يمكنه تعويض غيابهما، النيجيري جون أوبي ميكيل لعب مباراة إيفرتون ما أفسح المجال لفابريغاس للتقدم أكثر نحو الأمام دون أن يفلح، والبرازيلي راميريز ليس معتادا على الأدوار الدفاعية البحتة، ويبقى الرهان على الشاب روبن لوفتوس تشيك في إمكانية تشكيل خطورة على موقع الإثنين رغم علاقته المتردية مع مورينيو، أو الزج بزوما نحو وسط الملعب رغم أنه لا يتمتع بأي مزايا هجومية.