رئيس التحرير
خالد مهران

بهي العيسوي لـ"لنبأ" : استقلت من المجلس الاستشاري للسيسي لأنه بلا دور ومشروع «القناة» زي «توشكي»


وزير الري الحالي لا يفقه شيئا ولا يستطيع حل أزمة السد و«إحنا أغبياء»

ليس لنا توجه سياسي محدد.. والخارجية لا تحسن اختيار سفرائها

انتقد الخبير المائي، الدكتور البهي عيسوي، المجلس الاستشاري للرئيس، عبد الفتاح السيسي؛ لعدم وجود خبراء يمكنهم المشاركة في حل أزمة سد النهضة الإثيوبي.

وأوضح في حوار مع «النبأ» أن وزير الري الحالي، الدكتور حسام مغازي لا يمتلك القدرات التي تؤهله لقيادة هذا الملف.

كما شن عيسوي هجوما شديدا على وزارة الخارجية، والسفير المصري في أديس أبابا.

أسباب هذا الهجوم، وتوقعات سيناريوهات انتهاء أزمة السد الإثيوبي، والبدائل التي يمكن لمصر اللجوء إليها عند الضرورة، كلها قضايا كانت محور اهتمامنا مع الخبير الدكتور البهي عيسوي في سياق الحوار. فإلى التفاصيل:

ما مدى تأثير بناء سد النهضة على مصر؟

لن يكون له تأثير إذا تم بناؤه على 8 أو 10 سنوات، لكن إذا تم بناؤه على 4 سنوات فقط فسيكون له تأثير كبير؛ لأنه سيمنع وصول المياه لمصر في هذه الفترة.

وأين ستذهب هذه الكمية الضخمة من المياه؟

إثيوبيا تريد توليد الكهرباء؛ لذا فالمياه ستعود للتدفق مرة أخرى رغما عنهم، وستصل إلى مصر، ولا بديل لأديس أبابا عن ذلك حتى تستطيع توليد طاقة كهربائية وتشغيل التوربينات.

وما المشكلة إذن؟

المشكلة أنه إن تم ملء الخزانات في 4 سنوات فلن تستطيع مصر أن تحصل على حصتها من المياه كاملة، ولن يمكننا الاكتفاء بـ 25 مليار متر مكعب من المياه، التي ستصل إلينا حتى تنتهي إثيوبيا من ملء خزانات السد، فنحن 90 مليون نسمة.

وهل تحصل مصر على حصتها الكاملة من المياه من النيل الأزرق وحده والذي يمر بإثيوبيا؟

مصر تحصل على 15% من مياه النيل الأبيض بجنوب السودان، وهو نهر يحتوي على كثير من المستنقعات، في حين يصل إلينا 85% من حصتنا عن طريق النيل الأزرق، والذي تصلنا مياهه  من هضبة الحبشة، وللعلم فإن حوض نهر النيل يستوعب 1650 مليار متر مكعب فقط، تأخذ منهم مصر 55.5 مليار متر مكعب؛ لذا لابد من إنشاء مجرى مائي، وشق قناة جديدة حتى نستطيع أن نجلب المزيد من المياه في حوض النهر؛ لأن إثيوبيا ليست بحاجة إلى مياه.

وما طبيعة المباحثات الجارية مع الجانب الإثيوبي إذن؟

لا أريد الحديث عن هذا الأمر، بعد أن تقدمت باستقالتي من المجلس الاستشاري للرئيس، لكن هذا لا يمنع أن أقول إن وزير الري الحالي لا يصلح؛ لأنه أستاذ جامعي لا يفقه شيئا في الري، ولا يصلح لحل الأزمة، أو إجراء مباحثات مع الجانب الإثيوبي، وشعرت بالفزع عندما قال إن هناك مياها جوفية في نهر النيل؛ لأن المتواجد على ضفاف النيل رشح مياه وليس مياها جوفية، فهو لا يعرف الفارق بين الرشح وبين المياه الجوفية، والجانب الإثيوبي لديه 650 مليار متر مكعب من المياه، ويستصلح أرضه، أما نحن فأغبياء وليس لدينا الخبرة حتى نستطيع طرح البدائل على الجانب الإثيوبي والوقوف بجوارهم.

وما دور المجلس الاستشاري للرئيس عبد الفتاح السيسي ولماذا استقلت منه؟

ليس له دور، وهذا سبب استقالتي، فمصر بها كفاءات لكن الدولة لا تهتم بهم، والمجلس الاستشاري لا يوجد به كفاءات من المتخصصين في حل أزمة سد النهضة، وليس لهم علاقة بالري وهناك تخصصات معينة لابد من اللجوء لها لحل الأزمة.

وهل هناك أطروحات لحل الأزمة؟

نعم فمن الممكن تصغير حجم السد الذي يبنى إلى حوالي ثلاثة أو أربعة كيلومترات، ويتم تضييق  السد وحوضه، وسيكفي ذلك لمدهم بنفس حجم الكهرباء التي يريدونها.

لماذا تهدأ المباحثات مع الجانب الإثيوبي في فترة ثم تعود من جديد؟

مصر ليس لديها سياسة واضحة وثابتة تجاه هذا الملف، ولابد أن تكون علاقة مصر بإثيوبيا جيدة؛ خاصة أن العيب على مصر، فالسفير المصري بإثيوبيا لا يعرف مهندسي الري الإثيوبيين، ويتكلم مثل إبراهيم عبد العاطي بتاع الكفتة والمركز المصري في أديس أبابا مهمل والمصريون يتعاملون مع الإثيوبين بتعال شديد وللأسف الدولة ليست مهتمة بمن يمثل مصر.

أين دور وزارة الخارجية المصرية؟

لما تبقى الخارجية تعرف تختار سفرائها بالخارج تبقى تحل الأزمات في كل الدول وليس فقط في إثيوبيا فقط.

هل يمكن اللجوء للحل العسكري إذا لم يتم حل أزمة سد النهضة بالمباحثات؟

أنا على ثقة من أن الأزمة سيتم حلها لأن إثيوبيا بها مياه كثيرة، ويستطيعون توليد الكهرباء من أماكن متعددة، والمياه التي تصلنا من هناك مثل القرش الذي يعطى للشحات، فنحن نأخذ 55 مليار متر مكعب، من 650 مليار متر مكعب في إثيوبيا وهذا لا يمثل لهم شيئا.

وكيف يمكن حل الأزمة مع إثيوبيا؟

لابد ان يكون هناك تبادل طيب في العلاقات، مع الاهتمام بهم، ولابد من إعادة النظر في الأشخاص الذين يمثلون مصر، ويتفاوضون مع الجانب الإثيوبي، مع إعادة النظر في كثير من الشخصيات في الخارجية، فالقضية أنه لا يوجد توفيق في اختيار الشخصيات التي تمثل مصر، ومثل ما وفقنا في اختيار من يعيدون طابا، كما يجب أن نختار وزيرا يفهم في الري، وليس مجرد أستاذ جامعي.

ما البدائل أمام مصر لحل الأزمة إذا تفاقمت؟

الحل هو اختيار مصدر آخر للمياه، وهو موجود في نهر الكونغو الذي يهدر الكثير من المياه في المحيط، وفي جنوب إفريقيا الناس مرضى بالملاريا والإيدز بسبب كثرة المياه التي تحولت لمستنقعات، فإذا قللنا من نسبة هذه المياه؛ فسنحمي الكثيرين منهم من الأمراض، ونحل مشكلة الرعاة في السودان، ونصلح حال تشاد والكونغو، ومشروع النهر العظيم الذي أنشأه القذافي في ليبيا وجفت منه المياه سيعود للحياة؛ لأن المياه ستمر فيه، وأنا كجيولوجي أتحدث من وجهة نظر علمية.

تعليقك على مشروع قناة السويس؟

هناك مشروعات سياسية أكثر منها اقتصادية، وكل اللي حصل أنه وفر 3 ساعات بالنسبة للسفن المارة بالقناة، ولكن عمق القناة ضئيل لا يتعدى 22 مترا، وكان على السيسي أن ينفذ المشاريع على ضفاف القناة فقط، كمشاريع تنموية، إذا كان معاه فلوس، أو يوجد مستثمرون لهذه المشاريع، إذ أن المشروع ليس له أبعاد اقتصادية، وزي مشروع توشكي.

ما رأيك في وضع مصر الاقتصادي والسياسي حاليا؟

الوضع السياسي سيئ جدا؛ بسبب الإرهاب الذي يحدث حاليا، ولابد أن يكون هناك حزم أقوى ضدهم وأخذ محاكمات سريعة وتنفيذ أسرع للأحكام وعدم المماطلة، ومن الناحية الاقتصادية فالأوضاع سيئة أيضا والأسعار مرتفعة جداً والمواطن الفقير لا يستطيع توفيق داخله مع الأسعار. ونحن نحاول النهوض الاقتصادي لا ننكر ذلك ونحن في مصيبة ارتفاع الدولار.