إنتبه.. الاكتئاب يفقدك ذاكرتك
هل مازلت تشعر بشيء من الضبابية يجتاح عقلك؟ هل تجد صعوبة في تذكر كثير من الأشياء؟
ربما تلقي باللوم على كثرة الأعمال، والمهام أو عدم أخذ القسط الكافي من الراحة، وربما يكون هذا صحيحاً، إلا أن دراسة حديثة أوضحت أن الاكتئاب يمكن أن يقلل من قدرات الذاكرة بنسبة حوالي 12%.
ولكي تدرك مقدار هذا الرقم، تخيل أنك تنسى أكثر من واحد من بين كل عشر معلومات تريد أن تتذكرها، وتتباين هذه المعلومات بين كلمة مرور حاسوبك إلى طلبات مديرك في العمل، والمكان الذي وضعت فيه مفاتيح السيارة أثناء دخولك المنزل، ويعد هذا الرقم كبيراً جداً قياساً على كم المعلومات التي تتلقاها يومياً، ويمكن لك استرجاعها في وقت آخر.
ولكن ما السبب وراء هذا التأثير؟
افترض مثلاً أنك تنوي دخول سوبر ماركت لشراء بعض الاحتياجات الخاصة مثل البيض واللبن والجبنة، فما يحدث أنك تظل تردد هذه الأشياء طول الطريق وأثناء دخولك السوبر ماركت، وتستمر في تكرارها حتى، ولو في عقلك فقط، (بيض ولبن وجبنة. بيض ولبن وجبنة..)، ولأن عقلك هذا ممتلئ بكثير من الأفكار الاكتئابية، والتي تشغل بالك، مثل (أنا لا أستطيع أن أفعل أي شيء أبداً، ليس لي أي وضع اجتماعي مناسب)، فتقفز هذه الأفكار إلى عقلك أثناء ترديدك للأشياء التي جئت لتشتريها، فتشتت انتباهك ويتنهي بك الحال واقفاً حيرانَ.
وبالرغم من ذلك ولحسن الحظ فإن هذه التأثيرات على الذاكرة تزول تماماً مع زوال الاكتئاب وعلاجه، حيث إن الأشخاص الذين عولجوا من الاكتئاب كان لديهم نفس القدر من القدرة على التذكر مثل الذين لم يصابوا به مطلقاً، مما يفتح الباب واسعاً أمام الأمل في استعادة تلك الذاكرة المفقودة في حالة التشبث بالطريقة المناسبة للعلاج.
ومن هنا تأتي أهمية حديثك مع طبيبك في حالة أن لاحظت أي علامات تدل على الاكتئاب بدأت تظهر عليك، ومن الجدير بالذكر أن أعراض الاكتئاب لا تشمل الحزن الدائم فقط، بل تتسع أيضاً إلى الشعور بالتعب والانهماك في العمل والنوم لفترات طويلة، وفقدان الرغبة في ممارسة الجنس، فإذا بدأت تشعر بأيها فسارع إلى الطبيب، فأضرار الاكتئاب كثيرة ومتنوعة، وليس تدهور الذاكرة إلا واحداً من عواقبها.