رئيس التحرير
خالد مهران

«زيكا» والرأس الصغيرة والطفح الجلدي.. أحدث صيحة فى عالم الفيروسات

زيكا
زيكا

«زيكا» فيروس ظهر للمرة الأولى في أوغندا عام 1947، ولم يكن متواجدًا خارج حدود القارة الإفريقية حتى عام 2007، ولكن يبدو أنه امتد إلى جنوب المحيط الهادئ.

قال الدكتور حاتم غازي، استشاري أمراض القلب والصدر، إن الفيروس ينتقل عن طريق نوع من البعوض يحمل حمى الضنك والحمى الصفراء، مشيرًا إلى أن هذا البعوض قد ينقل الإصابة من شخص مصاب إلى آخرين عبر «اللسع». والفيروس مصدره البعوض.

وأكد «غازي» أن هذا الفيروس يمثل خطورة بالغة على النساء الحوامل؛ إذ يُمكن أن يولد الطفل برأس صغير أو تشوّه في الرأس، مما يسبب أضرارًا عصبية حادة وانخفاض تطور قدرة التفكير والذكاء. 

وأضاف، يمكن أن يسبب فيروس «زيكا» الحمى والطفح الجلدي، وآلام المفاصل، والتهاب الملتحمة، مشيرًا إلى تقرير جمعية الأمراض المعدية الأميركية التي تفيد بأنَّ «1 من كل 5 أشخاص مصابين بالفيروس تظهر لديهم هذه الأعراض، في حين أنَّ الغالبية العظمى لا تظهر عليها أية عوارض على الإطلاق» و«نادرًا ما يسبب هذا الفيروس تعقيدات كبرى، ولم يكن يعتبر أنه مرض معدٍ حادّ حتى الآن». 

ولفت استشاري أمراض القلب إلى وجود حالات نادرة ارتبط فيها «زيكا» مع متلازمة «غيلان باريه»، أي اضطراب المناعة الذاتية الذي يمكن أن يسبّب شللًا جزئيًا أو كاملًا في بعض الأحيان.

وأوضح أن فترة الحضانة (المدة منذ التعرض وحتى ظهور الأعراض) لفيروس زيكا غير واضحة، ولكنها تمتد على الأرجح لعدة أيام. وتشبه أعراضه أعراض العدوى بالفيروسات الأخرى المنقولة بالمفصليات، وتشمل الحمى والطفح الجلدي والتهاب الملتحمة والألم العضلي وآلام المفاصل والتوعك والصداع. 

وأكد «غازي» أن البعوض وأماكن تكاثره عاملًا مهمًا من عوامل خطر العدوى بفيروس زيكا، مشيرًا إلى سبل الوقاية منه التي تعتمد على تقليص أعداد البعوض عن طريق الحد من مصادره (إزالة أماكن تكاثره وتعديلها) والحد من تعرض الناس للبعوض. ويمكن تحقيق ذلك باستخدام طاردات الحشرات؛ واستخدام الملابس (تحبذ الألوان الفاتحة) التي تغطي أكبر قدر ممكن من الجسم؛ واستخدام الحواجز المادية مثل الحواجز السلكية، وإغلاق الأبواب والشبابيك؛ واستخدام الناموسيات عند النوم. 

وشدد على ضرورة  تفريغ الأوعية التي قد تحتوي على الماء مثل الدلاء وأواني الزهور وأطر السيارات، أو تنظف أو تغطى، من أجل إزالة الأماكن التي يمكن للبعوض أن يتكاثر فيها، كما أوصى بإيلاء عناية خاصة للأشخاص الذي قد يكونون غير قادرين على حماية أنفسهم بالقدر الكافي، ومساعدتهم، مثل صغار الأطفال والمرضى وكبار السن، مضيفًا أنه يجب أثناء الفاشيات، أن تنصح السلطات الصحية برش المبيدات الحشرية. 

وأوصى بضرورة استخدام المبيدات الحشرية التي يوصي بها مخطط تقييم مبيدات الهوام كمبيد لليرقات أيضًا، من أجل معالجة حاويات المياه الكبيرة نسبيًا، كما نصح المسافرين اتخاذ التدابير الوقائية الأساسية الموضحة أعلاه من أجل حماية أنفسهم من لسع البعوض.

وأوضح «غازي» أن مرض فيروس زيكا خفيفًا نسبيًا ولا يتطلب علاجًا محددًا، وأوصى المصابين بفيروس زيكا أن يحصلوا على قسط كبير من الراحة، وأن يشربوا كميات كافية من السوائل، وأن يعالجوا الألم والحمى باستخدام الأدوية الشائعة. وفي حال تفاقم الأعراض يتعين عليهم التماس الرعاية والمشورة الطبية، مشيرًا أنه لا يوجد حاليًا لقاح مضاد لهذا المرض.

وأكد أنه عادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتستمر لمدة تتراوح ما بين يومين و7 أيام. وأثناء الفاشيات الواسعة النطاق التي حدثت في بولينيزيا الفرنسية والبرازيل في عام 2013 وعام 2015 بالترتيب، أشارت السلطات الصحية الوطنية إلى احتمال وجود مضاعفات عصبية ومناعية ذاتية لمرض فيروس زيكا. 

وأشار إلى ملاحظة السلطات الصحية في البرازيل مؤخرًا والتي تفيد بزيادة معدلات العدوى بفيروس زيكا بين عامة الناس وزيادة في عدد الأطفال المصابين بصغر الرأس عند الميلاد في شمال شرق البرازيل، مضيفًا أن الوكالات التي تعكف على تحري فاشيات فيروس زيكا هي مجموعة متنامية من البيانات التي تشير إلى الصلة بين فيروس زيكا وصغر الرأس. ومع ذلك، فيلزم إجراء المزيد من التحريات كي نفهم الصلة بين صغر رأس المواليد وفيروس زيكا. كما يجري بحث الأسباب المحتملة الأخرى.