بالصور.. «الأوقاف» تتسبب فى تشريد 700 أسرة بالغربية بعد هدم منازلهم
تسود حالة من الغضب والاستياء بين أهالى حوض دايرة الناحية بقرية القرشية التابعة لمركز السنطة فى محافظة الغربية، بسبب هدم منازلهم وتعنت المسئولين فى هيئة الأوقاف ضدهم، وإصرارهم على طرحها فى المزاد ورفض بيعها بطريقة الاستبدال.
وأكد
محمود القاضى، من أهالى المنطقة، أن مساحة حوض الدايرة 8 أفدنة يقيم عليها 700 أسرة،
وتوارثوها عن أبائهم وأجدادهم، وكانوا يزرعونها مقابل دفع الإيجار لهيئة الأوقاف، وبمرور
السنوات خصصتها الحكومة أراض كردون مبانى، وهناك منازل متواجدة على تلك الأرض منذ
20 سنة، وأخرى منذ 10 سنوات، وعندما أراد الأهالى القائمين عليها استبدالها رفضت هيئة
الأوقاف، بدعوى أنها ترغب فى بيعها بالمزاد.
وأشار
إلى أن الأهالى وضعوا كل ما يملكون فى بناء المنازل، ولن يخرجوا منها إلا جثث فليس
لهم مكن آخر يأويهم، وطرح الأرض فى المزاد سيحصل عليها رجال أعمال ومستثمرين فى العقارات،
موضحا أن الأهالى عندما فوجئوا بحملات إزالة تهدم المنازل افترشوا الأرض تحت عجلات
اللوادر ما جعلها تتراجع عن هدم باقى المنازل.
وأضاف
أحمد ماهر، أحد قاطنى المنطقة 22 سنة، بسبب ظروف عائلته الصعبة وضيق اليد ترك التعليم
فى المرحلة الإعدادية، وعمل سائق بالأجر وأيضا شقيقه الأكبر، قائلا: «أنا وأخويا شغالين
وشقيانين منذ صغرنا اتحرمنا من التعليم واللعب من صغرنا، علشان نقدر نبنى بيت يأوينا،
وبعد ما دفعنا تحويشة العمر فيه النهاردة الحكومة عاوزه تهدمه».
وقالت
رباب السيد، ربة منزل، إن نجلها متغرب من 6 سنوات، ودفع كل ما يملك فى بناء منزل يقيم
فيه مع أسرته، مشيرة إلى أن «المسئولين ضيعوا شقى غربته على الأرض وتحت عجلات اللوادر،
مضيفة عدم وجود مكان آخر يقيمون فيه، وأنهم طلبوا من هيئة الأوقاف شراء الأرض بالاستبدال
لكنها رفضت رغبة فى بيعها».
وأضافت:
«احنا مش بنقول إنها بتاعتنا وعاوزين نشتريها ليه يحكموا علينا بالتشرد، وسايبين الناس
اللى مستحوذه على فدادين».
وأردفت
قائلة: «الميت بيوفروا له تربة يستر فيها، واحنا أحياء نستحق الستر والإيواء ليه بيهدوا
بيوتنا اللى دفعنا فيها شقى عمرنا كله، وبنتحايل علي المسئولين علشان يبعوا لنا واحنا
نشرى مش راضيين».
وأوضحت
حنان عبد الله، بائعة خضروات بقولها: «احنا ناس غلابة القرش بنجيبه بالعافية، ودفعنا
تحويشة العمر فى شراء الأرض، مؤكدة أنهم 3 أسر، وتم بناء المنزل بالتقسيط والاستدانة،
وليس لهم منزل أخر يقيمون فيه، فلم يعد غير الشارع للإقامة فيه».
ومن
جانبه، قال المحاسب محمد بدراوى عوض، عضو مجلس النواب عن دائرة السنطة، إنه سيتقدم
بطلب إحاطة لوزير الأوقاف، حال انعقاد المجلس، بسبب الطلب المقدم من أهالي قرية القرشية
وميت يزيد، الخاص بأراضي الأوقاف، بشأن هدم المباني المقام عليها الآن.
وأضاف
بدراوى أن هناك طلب تسوية من أهالي القرشية بمركز السنطة، خاصًا بالعديد من المباني
والإنشاءات على أراضي الأوقاف منذ أكثر من 60 عاما، وطلب الأهالي شراء تلك المساحات
إلا أن وزارة الأوقاف رفضت وطردتهم بالقوة الجبرية.