رئيس التحرير
خالد مهران

علاقة جسر " الملك سلمان " بأزمة سد النهضة

الملك سلمان والرئيس
الملك سلمان والرئيس السيسي


الزنط : لا يوجد علاقة بين الجسر والسد الإثيوبي

عبد الحفيظ : إسرائيل تستطيع منع بناء الجسر إذا رأت أنه يمثل خطر على أمنها القومي

شراقي : الدولة العبرية اللاعب الرئيسي في مشروع السد وتسعى للحصول على مياه النيل



ربط الكثيرون بين إقامة جسر بري يربط بين المملكة العربية السعودية  ومصر وبين أزمة سد النهضة، حيث تحدث البعض عن أن هذا الجسر هو محاولة من مصر والمملكة للضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات في موضوع أزمة سد النهضة الإثيوبي، باعتبار أن إسرائيل هي التي تتحكم في هذا الموضوع، وفي يدها حل هذه الأزمة مع اثيوبيا، وهذا ما يؤكده ما قاله النائب توفيق عكاشة قبل اسقاط عضويته من مجلس النواب، عندما برر مقابلة للسفير الإسرائيلي بالتوسط لديه لحل مشكلة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا.

والسؤال هو : هل هناك علاقة بالفعل بين جسر الملك سلمان وأزمة سد النهضة الإثيوبي، وهل هذا الجسر مجرد ورقة ضغط على إسرائيل في هذا الإتجاه، وبالتالي لن يتم غقامة هذا الجسر؟ .
 
عن هذا الموضوع يقول الدكتور سعد الزنط المحلل السياسي أن هذا الجسر سوف يغير الوضع الجيواستراتيجي في المنطقة، لأن الجزيرتين في مضيق مهم جدا وحساس ، بالاضافة الى ان المنطقة الحرة التي ينوون اقامتها في سيناء، هل هذا المشروع يختلف عن المشروع الذي رفضه مبارك في 2005.

مؤكدا أن الامر يتطلب التزام السعودية باتفاقية كامب ديفيد فيما يتعلق بهاتين الجزيرتين، وهذا ما أكد عليه عادل الجبير وزير الخارجية السعودي.

واضاف أنه من الواضح أن السعودية تتحرك في هذا الموضوع بتعليمات من بريطانيا وأمريكا، وانهم يحاولون إدخال السعودية لكي تصبح شوكة في ظهر مصر،  وهناك محاولات من هذه الدول للعب بالسعودية، مرة في اليمن، ومرة في التحالف الإسلامي السنى، ومرة في تعطيل مشروع القوة العربية المشتركة.

ولفت الزنط إلى أن الجزيرتين ملك السعودية من الناحية الفنية والقانونية، لكنهما سياسيا وتاريخيا وعسكريا ملك مصر، لكن الفيصل هو الجانب الفني والقانوني.

وعن ربط البعض مشروع الجسر بموضوع سد النهضة أكد الزنط أنه لا علاقة بين أزمة سد النهضة ومشروع الجسر، مستبعدا وجود أي دور لإسرائيل في موضوع سد النهضة، موضحا أن مشكلة سد النهضة الأن في نقطيتين مهمتين، الأولى تتعلق بملئ جسم السد، والثانية تتعلق بعامل الأمان.
 
أما أحمد عبد الحفيظ القيادي الناصري فقال أن الجسر شئ جيد، لأنه يصب في اتجاه التكامل بين الدول العربية وتنميتها، مؤكدا أنه في حالة اتمامه سيكون نقلة كبيرة جدا في مسار العلاقات العربية العربية لاسيما العربية الخليجية، مؤكدا على أن اسرائيل سوف تقوم بمنع اقامة الجسر اذا شعرت أنه في غير صالحها، معتقدا أن هذا الجسر لا يمس أمن إسرائيل، وسيمنع قيام اي مواجهة عسكرية مع اسرائيل في المدى المنظور، لاسيما وأن إسرائيل اصبحت أمنة لمدة خمسن عاما على الاقل بسبب ما يحدث من صراعات في العالم العربي.

وأوضح عبد الحفيظ على أن هذا الجسر سوف يؤدي إلى تمدد الدور السعودي في العالم العربي والمنطقة، ووجودها في نقطة مواجهة مع إسرائيل يمنحها قوة إضافية.

وعن علاقة هذا الجسر بسد النهضة قال عبد الحفيظ أنه يستبعد ذلك من وجهة نظره، مشيرا إلى أن هذا الموضوع حساس ولا يعلم تفاصيله إلا الدولة ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدا أن اسرائيل ليس في حاجة إلى ضغط، فهي تستطيع منع انشاء الجسر من البداية إذا رأت أنه يمثل خطرا على أمنها القومي.
 
في سياق متصل يقول الدكتور عباس شراقي استاذ الجيولوجيا والخبير في الشأن الإفريقي في معهد الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، أن هناك تواجد كبير لإسرائيل في اثيوبيا، مشيرا إلى أن هناك طابق كامل في وزارة الموارد المائية الإثيوبية تباع لإسرائيل، مؤكدا على أن إسرائيل لها دور مهم لكنه غير معلن في موضوع أزمة سد النهضة.

وأشار إلى أنها تحاول الضغط على مصر من خلال السد من أجل توصيل مياه النيل اليها، لافتا إلى أن حل أزمة سد النهضة في يد أمريكا وإسرائيل، موضحا أنه على مصر التحرك أكثر داخل القرن الإفريقي من أجل الدفاع عن مصالحها هناك، وألا تنتظر أي دور لإسرائيل أو امريكا لحل هذه الأزمة، لاسيما وأن العلاقات المصرية الأمريكية ليست على ما يرام منذ ثورة 30 يونيو، مؤكدا على مقولة أن إسرائيل هي الطريق للوصول إلى قلب الولايات المتحدة الأمريكية.