رئيس التحرير
خالد مهران

الدكتور حاتم غازي يكتب: الرجفان الأذيني .. مرض مبارك أم مرض مصر؟

النبأ

الرفرفة الأذينية (الرجفان الأذيني) هي عبارة عن اضطراب في معدل وسرعة ضربات القلب ناشئة عن تولد بؤر كهربية عديدة متمردة على البؤرة الأساسية المسئولة عن تنظيم ضربات القلب. حيث تقوم هذه البؤر بتحفيز انقباض القلب ولكن بمعدلات أعلى وطريقة غير منضبطة وغير منتظمة، مما يجعل القلب ينقبض بشكل أسرع وغير منضبط وهذا يؤدى إلى هبوط و ضعف في القلب.

مشكلة الذبذبة الأذينية أنها تؤدى إلى شبه ركود للدم ، مما يتسبب في حدوث جلطات داخل تجويف القلب وتمر مع سريان الدم إلى الأعضاء الحيوية بالجسم مثل شريان العين فتسبب فقدان البصر أو شريان الكلى مما يؤدى إلى الفشل الكلوي . أما اخطر مضاعفات الراجفان الأذيني أنها تؤدى إلى الإصابة بالسكتة الدماغية التي تصيب الإنسان بالشلل مما يؤدى إلى خروج مبكر من سوق العمل وعدم القدرة على الإنتاج وتحول الشخص من طاقة منتجة في المجتمع إلى عالة على أهله وذويه.

ومن أشهر المرضى المصابين بالرجفان الأذينى الرئيس الأسبق حسنى مبارك ولكن يبدو ان المرض قد انتقل منه ليصيب مصر كلها تطبيقا لما قاله سيادته في خطابه الأخير (انا او الفوضى). ولكن سيادته فات عليه ان مصر في أواخر عهده كانت قد أصيب بالمرض وأصابها الركود في جميع شرايينها ورغم ان سيادته كان يتم علاجه ولكن مصر كانت تعالج بالمسكنات او كانت لا تعالج من الأساس وكان المرض كامنا فى خبايا الوطن حيث كانت كل القوى تتصارع فى الخفاء ما بين الحرس القديم متمثلا فى رجال الرئيس القدامى والحرس الجديد فى رجال الوريث ومجموعات المصالح المختلفة التي استشرت وتفحلت وأصبحت تحقق مصالحها ولو على حساب الوطن.

أدى هذا إلى انفلات الوضع بمجرد خروج الرئيس مبارك من السلطة حيث اختفت البؤرة الأساسية المنظمة لقلب الوطن فانفلتت جميع البؤر المتصارعة وأعلنت عن نفسها صراحة وأصبحت الصراعات علنية مما انعكس على مصر فأصبحت مصر تعيش فى حالة ذبذبة شديدة وأنهك جسدها الذى شاخ فى أواخر عهد مبارك وساءت الأمور اكثر حيث تمكنت من مصر بؤرة سرطانية خبيثة هى الإخوان (غير المسلمين) مثلت الانفلات فى أسوأ صوره وعادت بمصر إلى العصور الجاهلية وأصيبت مصر بالجلطات اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وفقد التجانس تماما بين العناصر الفاعلة فى المجتمع مما ادى الى طفح المصالح الشخصية والأخلاق السيئة وساد العنف والفساد فى المجتمع. حتى وصل الوضع الى هبوط حاد بالقلب المصرى وانخفاض ضغط الدم السياسي والإقتصادى المصري الى اقل درجاته حتى شارفت مصر على الموت وصارت الدول تتصارع على نقل أعضائها بعد الموت المنتظر ومخططات التقسيم كما حدث فى الدول المجاورة. 

ولكن الله دائما يحفظ مصر وكما يقال دائما ان مصر تمرض ولكنها لا تموت. كيف؟
فى المقالة القادمة بإذن الله.