تعرف على أسباب إصابة أسماك السلمون بـ«الاكتئاب»

الجميع يعتقد أنها مشاكل تقتصر على الجنس البشري فقط، إلا أن هناك ثمة مفارقة بدأت تفرض نفسها بقوة الآن، إذ أصبحت تصاب أسماك من نوع السلمون بحالة غريبة، إذ تتوقف عن النمو وتطفو إلى سطح الماء، فتبدو وكأنها نافقة، وعرفت دراسة هذه الظاهرة بـ "الاكتئاب".

أعدت آية سيد، دكتور بالهيئة العامة للثروة السمكية، دراسة عن ظاهرة الانسحاب أو الاكتئاب التي تصيب أسماك السلمون، وخاصة الموجودة داخل المزارع السمكية " fish farmin". 

وفي بحث لفريق من العلماء من النرويج، والدانمارك، وهولندا، دُرست الأدلة التي يمكن أن تفسر ظاهرة "الانسحاب" drop out لأسماك السلمون ومزارع الأسماك الأخرى، ونشر البحث في مجلة "الجمعية الملكية المفتوحة للعلوم" The journal Royal Society Open Science، ووصف الفريق نتائج الدراسة حول كيمياء الدماغ من عينات مأخوذة من سمك السلمون من المزارع السمكية، ما قد يساهم في تحسين الثروة السمكية.

ووجد الباحثون أن كمية الكورتيزول عالية، فضلا عن ارتفاع في معدلات تنشيط السيروتونين elevated brain serotonergic activation في سمك السلمون المنسحب، ما يشير إلى أنها أصبحت هزيلة؛ بسبب التعرض المفرط للمؤثرات وعوامل الضغط الأخرى، ما أدى إلى تحولها وبشكل جدي لحالة من الاكتئاب، لدرجة أنها أصبحت غير قادرة على الاستجابة إلى مصادر جديدة للإجهاد.

ولفتت الدراسة إلى أن أسباب ارتفاع تنشيط نظام السيروتونين لم تحدد بالضبط، إلا أن التسلسل الاجتماعي في هذه البيئة الجديدة، بالإضافة إلى عملية تدجين سلالات سمك السلمون الأطلسي المستخدمة في تربية الأحياء المائية السريعة والمكثفة هي من الأسباب الهامة.

فضلا عن البيئة المستعملة، حيث تتنافس الأسماك مع سلسلة من الضغوطات التي لا تحدث في الطبيعة، على سبيل المثال، تحصين الأسماك بعد فترة وجيزة من عملية smoltification، وهي ممارسة شائعة في تربية الأحياء المائية، حيث تنقل الأسمال الفتية من المياه العذبة إلى المياه المالحة.

ويأمل الباحثون أن يساعد عملهم هذا، العلماء وخبراء تربية الأحياء المائية للتوصل الى سبل للارتقاء بنوعية الحياة لدى أسماك المزارع؛ لإنتاج محاصيل أفضل، كما أن هذا البحث يمكن أن يساعد العلماء أيضا على فهم دور كيمياء الدماغ في حالات الاكتئاب بشكل أفضل.