الإتفاق النووي لم يغير سياسة إيران في المنطقة
قالت صحيفة "ناشيونال إنترست" الأمريكية إن الاتفاق النووي أو ما يطلق عليه اتفاق 5+1، الذي أبرم بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا، في يوليو 2015، لم يحدث أي تغيير يذكر في السياسة الخارجية الإيرانية.
وتشير الصحيفة إلى أنه وبدلاً من استغلال الفرصة لتقديم نفسها مرة أخرى في المجتمع الدولي واصلت إيران زرع حالة عدم الاستقرار في المنطقة، إذ ما زالت القوات السورية تتلقى الدعم من إيران ولا تزال المليشيات العراقية تحصل على أوامرها من طهران التي لم تنته عن استخدام الجماعات الشيعية من الخليج إلى البحر الأحمر في سعيها من أجل بسط نفوذها لتصل في نهاية المطاف إلى حدود الإمبراطورية الفارسية القديمة.
وقد أخذت مجموعة من المليشيات والأحزاب الموالية لإيران على عاتقها مسؤولية الحرب بالوكالة، مثل حزب الله في لبنان ومليشيات التيار الصدري في العراق، إذ إن المعركة تتجاوز قدرة القوات الحكومية الإيرانية.
أما في اليمن والبحرين اليوم، فإن الجماعات المسلحة الممولة من طهران، قد تم تمويلها وتدريبها على تحدي الحكومات العربية.
وتوضح الصحيفة أنه ومنذ توقيع اتفاق إيران، ظل السلام بعيد المنال بشكل ملحوظ، رغم كل الأساليب المنمقة القادمة من العواصم الغربية حول حقبة جديدة من العلاقات مع إيران، في الوقت الذي تشعر فيه دول الخليج بحالة من اللامبالاة من الجانب الغربي تجاه التهديد المتنامي لسلطتهم.
ونشرت الصحيفة قائلة:
"الأنشطة الشائنة التي تمارسها إيران في سوريا عن طريق حلفائها من الروس وحزب الله وغيرهم واستهدافهم للمعارضة المعتدلة أدى إلى تضييق الخيارات لدى الغرب وتركهم أمام خيار مروع بين المتطرفين الإسلاميين والأسد."
وانتقدت الصحيفة التقاعس الغربي عن أداء دورهم كقوة فاعلة في إنهاء الصراع في سوريا، مبينة أن الدول لغربية تميل إلى كفة الإذعان لطموحات إيران بدلاً من التحرك السريع، كما فعل المجتمع لغربي في أزمة الكويت عام 1990، الذي اعتبرته الصحيفة الحل الأمثل لإعادة الاستقرار في المنطقة.