طبيب شهير يتسبب في وفاة طفل أثناء إجراء عملية جراحية له بـ"معهد القلب"
لم يكن يتخيل «عمرو»، وهو يحمل طفله الذى لم يبلغ من العمر إلا عاما ونصف، أنه يقوده إلى نهايته، بل ظل يحلم أنه يحمله إلى الحياة، بعد أن يجرى عملية فى القلب، سوف تنقذه من العيب الخلقى الذى ولد به، وأن عملية توسيع صمامات قلبه سوف تجعله طفلا طبيعيا مثل باقى الأطفال، ولكنها كانت نهايته ليس بسبب العيب الخلقى بل من خلال خطأ طبى للطبيب الذى يجرى العملية.
كانت البداية عندما حضر إلى قسم شرطة العجوزة، عمرو عبد الحكيم، 39 عاما، عامل، ومقيم بالجيزة، يتهم فيه شخصا يدعى حسن الصاوى، طبيب، ورئيس قسم القلب بمستشفى معهد القلب بالعجوزة، بالتسبب فى وفاة نجله «كريم»، بعد خطأ أثناء إجرائه عملية جراحية له، لتوسيع صمامات القلب، مما أدى إلى وفاته.
وروى الأب فى المحضر تفاصيل قصة وفاة نجله، قائلا: "بعد سنوات من الزواج، أراد الله أن يملأ قلبى بالفرحة، من خلال قدوم نجلى "كريم"، إلى الحياة، الذى تحول معه المنزل إلى فرح دائم، بعد أن أصغى على جميع من فى البيت البهجة، وخلال عام كامل كان كل ركن فى المنزل مليء بالسعادة، وفى العام التالى لقدوم نجلى، كانت الصدمة عندما اكتشفت أن نجلى الصغير يعانى من انسداد فى شرايين القلب بسبب عيب خلقى ولد به".
وتابع: “تركت كل شيء فى حياتى، وحملته بين ذراعى، وذهبت به إلى مستشفى معهد القلب بالعجوزة، وبعد كشف الأطباء، أخبرونى أنه يحتاج إلى إجراء عملية جراحية، لتوسيع صمامات القلب، فقدت أعصابى وسقطت الدموع من عينى، لعلمى بخطورة العمليات الجراحية فى القلب، إلا أننى وجدت طبيبا يطمئننى، أن العملية سهلة ولا تحتاج إلى الخوف، فهى آمنة جدًا، وكان هذا أول تعارف مع الطبيب حسن الصاوى، والذى علمت أنه رئيس قسم جراحة القلب بالمستشفى، واتفقنا على إجراء العملية، وتوجهت إلى الخزينة، ودفعت المبلغ المالى المطلوب لإجراء العملية”.
واستكمل "عمر": "وبعد دخول طفلى إلى غرفة العمليات، وقفت أمام باب الحجرة، ألهج بالدعاء بأن يخرج نجلى سالمًا، وبعد مرور الوقت خرج الطبيب وهو يبتسم، ويطمأنى على نجاح العملية، ونقله إلى العناية المركزة، وانتظرت أمام باب العناية، حتى يستيقظ طفلى الصغير، وبعد 10 أيام من الانتظار، وجدت الأطباء يهروعون إلى الغرفة المتواجد بها نجلى، وعندما سألت عن الأمر علمت أنه أصيب بنزيف داخلى فى المخ، وأخبرنى طبيب آخر أن خطأ فى إجراء العملية الجراحية أدى به إلى ذلك، وبعد عدة محاولات فشلوا فى إنقاذه، وفارق الحياة، وأخذ معه كل ضحكة جميلة ولحظة سعادة".
واختتم الأب: "وحتى يهدأ طفلى الصغيره فى قبره، لابد أن يأتى له حقه، ولذلك فقد جئت إلى قسم الشرطة لتحرير محضر ضد هذا الطبيب، اتهمه فيه بالتسبب فى وفاة نجلى، أثناء إجرائه العملية الجراحية".
تم تحرير المحضر رقم 4806 إدارى العجوزة، وتم إخطار النيابة التى تولت التحقيق.