رئيس التحرير
خالد مهران

«أزهري»: الرسول أول من وضع ميثاق دولى لـ«حقوق الإنسان» بعد الهجرة

صور أرشيفية
صور أرشيفية

قال الدكتور محمود راغب، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، إن السنة الأولى من هجرة الرسول، صلى الله عليه وسلم، للمدينة كانت سنة تأسيس الدولة المسلمة، ووضع نواتها الأولى في المدينة المنورة، وهي سنة بناء المجتمع المسلم المتميز على أساس العقيدة.


وأضاف أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، بدأ بأعمال مهمة بالنسبة للدولة وللمجتمع المسلم بصفة عامة، فقد بنى المساجد، وعمل على تقوبة الروابط بين أفراد الجماعة المسلمة، فآخى بين المهاجرين والأنصار، وفيها رفع الآذان للنداء للصلاة، وإعلان شعار الإسلام، وكتب وثيقة أو دستور ينظم العلاقة بين المجتمع المدني بغض النظر عن دينه أو نسبه.


وتابع:«كانت هذه الوثيقة باتفاق جميع سكان المدينة بما فيهم اليهود، وبهذا وضع الرسول، صلى الله عليه وسلم، أول ميثاق دولى لحقوق الإنسان، وكيفية المواطنة بين مختلف الأديان في الدولة الواحدة.


وأضاف «راغب»، أن دور المرأة كان واضحًا في هجرة النبي من مكة للمدينة، وهذا دليل على أهمية مشاركة المرأة في النهوض بالمجتمع الإسلامى، فقد لمعت في سماء الهجرة أسماء كثيرة كان لها فضل كبير، مثل عائشة بنت أبي بكر الصديق، رضي الله عنهما، التي حفظت لنا القصة ووعتها وبلغتها للأمة، وأختها أسماء ذات النطاقين، التي ساهمت في إمداد الرسول، صلى الله عليه وسلم، وصاحبه في الغار بالماء والغذاء، وكيف تحملت الأذى في سبيل الله.


وتابع: كما روى ابن إسحاق وابن كثير في السيرة النبوية أنها قالت:«لما خرج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، رضي الله عنه، أتانا نفر من قريش، فيهم أبو جهل بن هشام، فوقفوا على باب أبي بكر، فخرجت إليهم فقالوا: أين أبوك يا بنت أبي بكر؟ قالت: قلت: لا أدري والله أين أبي؟، قالت: فرفع أبو جهل يده، وكان فاحشاً خبيثاً فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي قالت: ثم انصرفوا».


فهذا درس من «أسماء»، رضي الله عنها، تعلمه لنساء المسلمين جيلاً بعد جيل، وكيف تخفي أسرار المسلمين عن الأعداء، وكيف تقف صامدة أمام قوى البغي والظلم؟.