دراسة: الفيس بوك يرصد ويعالج حالات الاكتئاب و"الشيزوفرينيا"
أصبح الفيس بوك، عالمًا كبيرًا من الواقع الافتراضي، ويمكنك من خلاله
التعبير عن كثير من مشاعر الغضب والفرح والحزن والاحباط وغيرها، لكنه يوضح أيضًا
كثيرا من المشاكل النفسية، وفقًا لبعض خبراء الطب النفسي.
يقول الباحثون من جامعة كامبريدج وجامعة ستانفورد
البريطانيتين في دراسة عن ما يفعله الناس على شبكات التواصل الاجتماعي، إن دراسة
ما يفعله الناس على الفيس بوك، تكون أكثر فعالية من دراسة سلوكهم في الحياة الواقعية.
هذا لأن الناس - خاصة المراهقين – الكثير من المؤشرات
السلوكية الخاصة بهم يغلب عليها الطابع العاطفي، وهو غير متاح في الواقع بشكل
كبير، كما يتوافر على الفيس بوك.
وقال كبير الباحثين في مجلة لانسيت للطب النفسي الدكتور بيكي
انكستر "يحظى الفيس بوك بشعبية كبيرة، ويمكن أن يقدم لنا ثروة كبيرة من البيانات
لتحسين معرفتنا باضطرابات الصحة العقلية مثل الاكتئاب وانفصام الشخصية".
حيث يقوم بتوصيلنا بالكثير من الشباب المشردين، والمهاجرين، ومن الذين يعانون من
مشاكل الصحة العقلية، وكبار السن، ويقدم لنا صورة دقيقة عن حالتهم النفسية، من
خلال تعليقاتهم وما ينشرونه على صفحاتهم الشخصية.
ويعتقد الباحثون أن الإشارات الخفية في الصور والمنشورات
تنبئ كثيرًا بسلوك الشخص وأمراضه النفسية.
وقال المؤلف المشارك الدكتور ميشال كوسينكي المعلومات المنشورة
في الفيس بوك أكثر سهولة في تحليلها من واقع الحياة.
وقد كشفت الدراسات السابقة مدى قوة وتأثير وسائل الإعلام
الاجتماعي في الولايات المتحدة، في ترك المشاعر السلبية والتي تبدو بدون تجميل عن
الواقع الحقيقي، وهو ما يمكن أن يؤثر على المزاج والحالة النفسية العامة.
بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يستخدم الفيس بوك كعلاج لكثير من المشكلات
الاجتماعية، ليس فقط لعرضها أو الكشف عنها، حيث قال الدكتور انكستر:
"علاقات الفيس بوك الاجتماعية تساعد بعض من يعاني من انخفاض احترام الذات
والمعزولين اجتماعيًا، في التواصل الاجتماعي، والتخلص من أعراض الاكتئاب والتفكير
في الانتحار، خاصة لدى المراهقين والشباب الصغار.