بالمستندات.. 9 ملايين جنيه «فاتورة» وزير السياحة وضيوفه في الأقصر
لم يعد في معظم دول العالم ما يعرف بأن تتحمل الحكومة تكاليف استضافة أي حدث أو مؤتمر دولي أو إقليمي.. فمثل هذه الأحداث باتت تتم برعاية شركات أو مؤسسات تتحمل هي تكاليف استضافة الوفود بداية من حجز تذاكر الطيران، مرورا بالإقامة والزيارات والهدايا إلى آخره.
لكن يبدو أن وزارة السياحة في عهد الوزير يحيى راشد تعاني بشدة من أزمة رعاة، والدليل هو ما حصلت عليه "النبأ" من مستندات بشأن تكاليف استضافة القمة العالمية الخامسة لسياحة المدن والدورة الرابعة بعد المئة للمجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية.
ورغم أن المبالغ المطلوب سدادها من قبل الوزارة وهيئة تنشيط السياحة ليست بالمرعبة وتساوي تقريبا سعر لاعب كرة قدم بالدوري المصري، حوالي 9 ملايين و200 ألف جنيه، إلا أنه بقليل من التفكير من قبل معالي الوزير كان يمكن توفير هذا المبلغ لما هو أدعى وأهم لو تمكن من الحصول على رعاة حتى لو كانت شركة جبنة او مسحوق غسيل.
فقد أرسلت وزارة السياحة خطابا رسميا لرئيس هيئة تنشيط السياحة من أجل توفير مبلغ 9 ملايين و200 ألف جنيه من أجل استضافة الوفود المشاركة في الدورة رقم 104 للمجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية والقمة العالمية الخامسة لسياحة المدن في الفترة من 30 أكتوبر إلى 2 نوفمبر (4 أيام و3 ليال) في فندق سونستا سانت جورج بالأقصر، هذا بخلاف مبلغ 14.701.28 دولار قيمة بدلات السفر الخاصة بالوفد الرسمي التابع لمنظمة السياحة العالمية.
ومن المنتظر أن يشارك في الفعاليتين 450 فردا من مختلف أنحاء العالم على رأسهم 20 متحدثا وخبيرا سياحيا.
وزارة يحيى راشد لأنها لم تجد من يرعى احتفالاتها فقد طلبت من هيئة تنشيط السياحة تحمل قيمة تذاكر الطيران الدولي والداخلي للوفد الرسمي التابع لمنظمة السياحة العالمية بجانب المتحدثين الرسميين، الخبراء الدوليين، المترجمين، الصحفيين الأجانب المشاركين في فعاليات المجلس التنفيذي وقمة سياحة المدن لنحو 80 فردا من خلال مكاتب الهيئة في الخارج وإدارة السياحة الخارجية.
وتبلغ قيمة ما تتحمله الهيئة مبلغ 14 ألفا و701 دولار، بالإضافة لتحمل أتعاب المترجمين الدوليين والمحليين بإجمالي مبلغ 11 ألفا و566 دولارا والذين يتم اختيارهم عن طريق المنظمة بإجمالي 15 مترجما يتم تسديدها للمنظمة، وكذلك رسوم شحن المعدات والمستلزمات الخاصة بالمجلس التنفيذي ومؤتمر سياحة المدن بحد أقصى 100 كجم، على أن يقوم المكتب السياحي بباريس والمشرف على إسبانيا "مقر منظمة السياحة العالمية" بسداد تلك المبالغ للمنظمة ولشركة الطيران التي تقوم بشحن المعدات الخاصة بالمجلس التنفيذي ومؤتمر قمة سياحة المدن من خلال إدارة السياحة الخارجية.
وطلب في المذكرة من هيئة تنشيط السياحة أن تتحمل قيمة الإقامة شاملة الإفطار والمشروبات لعدد 100 فرد وطلب مخاطبة المجلس الأعلى للآثار للحصول على تصريح زيارة مجاني بالأقصر خلال الفترة من 30 أكتوبر لـ 3 نوفمبر 2016 لعدد 400 فرد وكذلك إقامة حفل عشاء ختامي بمعبد حتشبسوت يوم 1 نوفمبر وفي حالة عدم الحصول على تصريح مجاني تتحمل الهيئة قيمة رسوم الزيارة من خلال شركة ترافكو للسياحة المنظمة لفعاليات المؤتمر.
الوزارة وهيئة تنشيط السياحة عجزتا حتى عن توفير الرعاية اللازمة من شركات الاتصالات أو الكمبيوتر لتأسيس مكاتب سكرتارية المؤتمر ومكاتب التسجيل بما فيها من أجهزة كمبيوتر محمول وماكينات التصوير والطباعة.
في النهاية اضطرت وزارة يحيى راشد للعمل كمكتب إحياء حفلات وريجيسير وتوفير المكاتب والكراسي وتجهيز حفل الافتتاح بفندق سونستا وتجهيز حفل عشاء بمعبد حتشبسوت شامل المسرح وأجهزة الصوت والإضاءة والشاشات ودورات المياه المتنقلة وحجرات الفنانين وفرش الأرضيات من خلال الإدارة الهندسية، بجانب تجهيز هدايا لتوزيعها على المشتركين في المؤتمر من شنط ودبابيس وكابات وهدايا عينية أخرى.
من جانبه، قال "هشام الدميري" رئيس هيئة تنشيط السياحة إن مصر نجحت في استضافة الاجتماع الدوري رقم 104 للمجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية والقمة العالمية الخامسة لسياحة المدن خلال الفترة من 30 أكتوبر وحتي 2 نوفمبر 2016 بمدينة الاقصر، مشيرًا إلى أنه مجهود كبير وتعاون وثيق بين وزارتي السياحة والخارجية ومنظمة السياحة العالمية التابعة للأممم المتحدة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"النبأ" أن العديد من الدول الأعضاء بالمنظمة تنافست الحصول على شرف استضافة الحدثين الدوليين الكبيرين أو أحدهما، مشيرًا إلى أن المنظمة الدولية حرصت على دعم مصر في جهودها لاستعادة الحركة السياحية وتحسين الصورة الذهنية فتقرر عقدها بالأقصر.
وذكر الدميري أن عددا من وزراء السياحة الأعضاء وأهم الشخصيات السياحية الدولية وأكثر من 20 خبيرا سياحيا عالميا شاركوا كمتحدثين فضلا عن شخصيات عامة ومشاهير ووسائل إعلام دولية ومحلية.
وأضاف الدميري أن الحدث يعتبر فرصة جيدة لتسليط الضوء على أهم المقاصد السياحية الثقافية في مصر، والتي تأثرت بشدة عقب الأحداث التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة.
وتابع: كما يعد المؤتمر فرصة للترويج لنمط سياحي متميز وإنفاق عال وهو سياحة المؤتمرات التي تسعى الدول السياحية الكبرى لجذبه لما له من عائد مرتفع.
وأوضح الدميري أنه سوف يقام العديد من الفعاليات أثناء المؤتمر لإبراز تنوع المنتج السياحي وثراء المخزون الثقافي المصري، مشيرًا إلى أن المشاركين سيقومون بجولة سياحية لزيارة أهم المعالم السياحية والأثرية بمدينة الأقصر.
وأشار إلى أنه تم توجيه الدعوة إلى الأوركسترا الالماني الشهير "كراما ريتا"، الذي يقوده أشهر عازفي الفيولت في العالم لتقديم أحد إبداعاته الفنية أثناء المؤتمر مع إعداد فيلم مدته 20 دقيقة عن مدن القاهرة والأقصر والأسكندرية، وإعداد فيلم وثائقي عن زيارته لمصر التي تحمل الاحتفال بمرور 20 عاما على تأسيس الأوكسترا و70 عام على ميلاده.
وأشاد "الدميري " بالتعاون الكبير مع محافظة الأقصر لإظهار المدينة في أبهى صورها، مشيرا إلى أنه رصد جزءا من ميزانية المؤتمر لتجميل وإعادة ترميم ورفع كفاءة المدينة ومرافقها، كما أشاد بقطاع الأعمال السياحي للفنادق والشركات لما قدموه من دعم بغرف فندقية للمشاركين في المؤتمر.
جدير بالذكر أن هيئة تنشيط السياحة وفرت كافة الإمكانيات لإنجاح المؤتمر، وإخراجه بصورة تليق بمكانة مصر السياحية حيث تعد فرصة عظيمة تعول عليها الهيئة في تحسين الصورة الذهنية للمقصد السياحي المصري.