الحب والجنس أيهما يسبق الآخر؟!
يعتقد بعض الشباب بالخطأ، أن الحب والجنس لا يجتمعان في قلب واحد، فهو يرى
أن الحب عاطفة نبيلة، والجنس غاية متوحشة، لا يصح أن يجتمعا في القلب البريء،
ولكن الواقع أن "الجنس" حينما يرتدي الثوب الشرعي، هو أحد مظاهر التعبير
عن الحب الصادق.
وفي المقابل فالبعض الآخر يرى أن الانجذاب العاطفي
للفتاة، لا يرتبط بالشكل الانثوي الذي يغريه لممارسة الجنس معها بعد الزواج، بل
على العكس قد ينفر منها، ويختفي الحب أيضًا، ولكن العكس تمامًا هو ما يجب أن يكون.
فالحياة الزوجية في الواقع ليست جنسية على الإطلاق، بل
هي تحتاج إلى درجة كبيرة من التوافق النفسي والمادي والروحي، والذي يؤدي بدوره إلى
علاقة حميمية كاملة.
بل إن الباحثين في العلاقة الجنسية بين الزوجين يرون أن
المودة والرحمة التي تنشأ بين الزوجين، يمكن أن تفضي بالضرورة إلى مزيد من المتعة
في الجنس، حيث أن العلاقة العاطفية تولد الرغبة القوية من الطرفين لإشباع الآخر
جنسيًا فتزيد المتعة في المحصلة النهائية.
وتؤثر بعض التخيلات الجنسية الخاطئة بالشباب والتي يمرون بها في فترة
المراهقة في الوصول لتوقعات غير صحيحة حول العلاقة الجنسية الأفضل والأكثر متعة
بين الرجال والنساء.
حيث أن الكيمياء الحقيقية في العلاقة بين الرجل والمرأة تنطلق شرارتها من
التفاهم العاطفي، ويعتمد هذا التفاهم في الغالب على روح الإنسان ومواقفه وطباعه
التي لا تتغير مع مرور الأيام، على عكس الشرارة الجنسية التي تنبع من مواصفات
جسدية تتغير كثيرًا مع الوقت.
وفي دراسة أمريكية، قامت بها الطبيبة النفسية بيث مونتميرو
استطلعت خلالها آراء 100 شاب وفتاة حول العلاقة بين الحب والمتعة الجنسية، وأيهما
يسبق الآخر، أكد 80 % من المبحوثين من الجنسين أن وجود الحب هو عنصر لازم وضروري في
الزواج والعلاقات الجنسية طويلة الأمد.
وهو ما يمكن تفسيره بأن الطرفين يريدان خلال العلاقة الجنسية التصرف بأريحية، والتعبير عن مشاعرهم المكبوتة بشكل أكبر، وهو ما يحتاج لنوع من الثقة والأمان وهو ما لا يتوافر إلا في وجود عاطفة حب قوية بين الشريكين.