رئيس التحرير
خالد مهران

كتاب جديد يفجر أزمة دخول المرأة للكنيسة أثناء «الدورة الشهرية».. تقرير

تواضروس وقيادات الكنيسة
تواضروس وقيادات الكنيسة - أرشيفية


تشهد الكنيسة أزمة عاصفة؛ بسبب كتاب «المرأة فى المسيحية»، للأنبا «بفنوتيوس»، مطران سمالوط للأقباط الأرثوذكس؛ خاصة بعد تعرض الكتاب لعدد من القضايا التي تمثل أساسيات في الدين المسيحي، مثل العلاقات الزوجية، والتناول والصوم.



وأباح الأنبا «بفنوتيوس»، في كتابه، تناول المرأة الدورة الشهرية؛ باعتبارها عملية فسيولوجية طبيعية خلقها الله مثل باقى إفرازات الجسم ومنها العرق أو اللعاب أو الدموع، مؤكدًا أن هناك فارقًا كبيرًا بالطبع بين أقوال الأباء وتعاليمهم أو رسائلهم والقوانين الكنسية التي أقرتها المجامع الكنسية، وأن هذه الأقوال ليست ملزمة للكنيسة، كما أنها قابلة للنقد أو حتى الرفض؛ لأنه ربما تكون هذه الآراء تخص أمورًا لها وقتها ولها ظروفها غير موجودة الآن.



كما تناول فى كتابه المطالبة بالاستفادة من المادة الثالثة فى الدستور التى أعطت المسيحيين حق الاحتكام إلى شريعتهم، من خلال إقرار حق التبنى للمسيحيين، خاصة أن مصر وقعت اتفاقية دولية فى عام 1990، تتعلق بحماية حقوق الطفل من خلال بنوداً خاصة بـ«التبني»، كما أن هناك دولاً إسلامية، مثل العراق وسوريا والأردن، لديها قانون خاص بالتبني، بشرط أن يكون هذا الأمر لطفل معروف النسب حتى لا يدّعى البعض أن هدف المسيحيين من التبنى هو تنصير الأطفال.



قضية تناول المرأة أثناء فترة «الحيض»، ليست بجديدة على الكنيسة، وظلت لفترات طويلة تثير جدلًا، خاصة مع وجود كتب تحرم هذا الأمر، مثل كتب الأنبا «بيشوي» مطران كفر الشيخ والبراري.



وأيد «التيار العلماني» بالكنيسة، ما جاء في الكتاب، خاصة الجزء الخاص بتناول المرأة أثناء فترة الحيض، معتبرين أن هذا الأمر يعد إنجازًا للمرأة وتحديًا للأصولية وطيور الظلام، كما أنه يعد عودة لدور المطران الإصلاحى المستنير.



ورفض «أغاثون»، أسقف مطرانية مغاغة والعدوة بالمنيا، ورئيس رابطة خريجي الكلية الإكليريكية، ما جاء هذا الكتاب، مطالبًا البابا تواضروس الثانى، والمجمع المقدس بإيقاف طباعته.



وأضاف «أغاثون»، أن المطالبة بدخول المرأة الحائض أو النفساء إلى الكنيسة وتمكينها من التناول «بدعة» حديثة فى الكنيسة، ومخالفة للإيمان والعقيدة، موضحا أن الله حرم على النساء دخول الكنيسة وهن حائضات، كما ورد فى القوانين التى وضعها المجمع الإكليريكي العام المقدس فى عهد البابا كيرلس الثالث عام 1239، مؤكدا أنه يعتزم إعداد كتاب للرد على كافة الأمور المخالفة لإيمان وعقيدة الكنيسة.



ويقول مينا أسعد كامل، مدرس «اللاهوت الدفاعي»، بمعهد الكتاب المقدس، إن الغرض الرئيسي من تسمية الكتاب باسم «المرأة في المسيحية» هو نقل وهمي للحوار من ساحة طقوس وعقيدة الكنيسة إلى ساحة وهمية لحقوق المرأة؛ لإعطاء إيحاء أن الكتاب لا يكسر طقسًا وتقليدًا ولكن يعيد للمرأة حقوقا مسلوبة، مضيفًا أن عنوان الكتاب خادع، وليس له علاقة بالمرأة فى المسيحية، واصفا إياه بأنه «كارثة علمية».



وأضاف «أسعد» فى تصريح خاص لـ«النبأ»، أنه يكن كل احترام وتقدير لصاحب الكتاب ولا يهاجمه شخصيًا، ولكنه يواجه فكرًا خاطئًا، منوها إلى أن هناك العديد من المراجع تؤكد عدم تناول المرأة أثناء الحيض منذ 2000 عام.



وأوضح أن الأنبا «بفنوتيوس»، يقدم بعض العقائد الأخرى المأخوذة من الكنائس الغربية والشرقية، وكلها مخالفة للعقيدة الكنسية الأرثوذكسية.



واستكمل:«الكتاب قدم بعض الآراء المتفق عليها مثل تحريم الإجهاض، حتى لو كان الطفل مشوهًا»، كاشفا أن الكتاب يوجد به نسبة تتجاوز الـ80% مأخوذ من الإنترنت، وأنه نقل من أحد المواقع التى تهاجم الكتب المسيحية.



وأشار«أسعد»، إلى أن التيار العلمانى، يشجع أي فكر يخالف العقيدة المسيحية، ما دفعه إلى تأييد ما جاء فى كتاب الأنبا، لافتًا إلى أنه سيقدم للمجمع المقدس رسائل بعض الكهنة التي تحتوي على ردود واعتراضات على ما بالكتاب من مخالفات.