6 ملفات خارجية «شائكة» ترسم علاقات مصر.. وقطيعة مع الدول العربية
دائمًا ما تؤثر الأزمات الخارجية التي يواجهها العالم على الشأن الداخلي لمصر، وعلى اقتصادها، وسياساتها مع الدول المجاورة، لاسيما أننا نرتبط بعلاقات مع غالبية البلدان التي يوجد بها صراعات داخلية، مثل سوريا واليمن، وغيرها.
ويرى الخبراء، أن مصر ستواجه 6 ملفات خارجية «شائكة» في عام 2017، هي الدور المصري في كل من سوريا وليبيا واليمن، والعلاقات المصرية الخليجية والعربية لاسيما بعد سحب مصر لقرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي، وتأثير ذلك على دور القاهرة في القضية الفلسطينية، وتكوين جبهة دولية لمحاربة الإرهاب، والعلاقات المصرية التركية، إضافة إلى التحركات المصرية بالولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب، ثم العلاقات المصرية الإسرائيلية، وأخيرًا ملف مصر والدول الإفريقية.
الملفات السابقة تمثل تحديًا رئيسًيا لـ«سامح شكري»، وزير الخارجية، والذي عليه دراستها جيدًا لاسيما أنها ستكون محور عمله خلال العام الجديد، بل إنه سيكون في مهمة رسمية لمواجهة هذه التحديات، والسؤال المطروح الآن: ماذا يقول الخبراء عن هذه الملفات الخارجية «الشائكة».
في البداية.. يرى السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن أهم التحديات التي ستواجه مصر خارجيًا في 2017، هي القضية الفلسطينية؛ لا سيما بعد قرار مجلس الأمن الأخير بإدانة المستوطنات الإسرائيلية وعدم شرعيتها، ونظرة الرئيس الأمريكي الجديد لحل القضية الفلسطينية، وهناك تحد آخر وهو حل النزاع في سوريا، خاصة بعد النجاحات التي حققتها الحكومة السورية على الأرض، والتي تجعل من الضروري عودة المقعد السوري في جامعة الدول العربية.
وأضاف «بيومي»، أنه توجد هناك الأزمة اليمنية، وهناك التحدي الأكبر وهو الأزمة الليبية، وهي أهم الأزمات التي سوف تواجه مصر، لأن ليبيا على الحدود معنا، وبالتالي هي تمثل عمقًا استراتيجيًا للأمن القومي المصري، وكذلك جنوب السودان الذي أصبح يمثل تحديًا كبيرا للقاهرة خلال الفترة القادمة.
وأكد «بيومي» أن ما يحدث في المنطقة العربية يحتاج جهودًا دبلوماسية مصرية كبيرة، لكي يتم ضبط إيقاع الأمور، وعلى المستوى العالمي هناك تحدي الإرهاب، وضرورة إيجاد جبهة دولية لمواجهته، وهو أمر يمثل تحديًا كبيرًا للدبلوماسية المصرية، لاسيما بعد أن ثبت عدم القدرة على الاستغناء عن دور القاهرة في هذا المجال.
وعن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية في ظل الإدارة الجديدة، قال «بيومي»، إن البدايات كانت جيدة، لاسيما بعد المجاملة المتبادلة التي حدثت بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ودونالد ترامب، رغم أن سياسات واشنطن لا يحددها الرئيس وحده، وبالتالي المقدمات جيدة، لكن تطبيقها على الأرض يتطلب الانتظار بعض الوقت.
وعن التحديات التي ستواجهها مصر في العلاقات مع إفريقيا، قال إن «القارة السمراء» تنظر لمصر بكل تقدير واحترام، وبالتالي أتوقع أن يقوم الرئيس بإعادة الدور المصري في إفريقيا من خلال زياراته الخارجية، مؤكدا أنه غير متفائل بالعلاقات المصرية الإثيوبية.
واستبعد مساعد وزير الخارجية الأسبق، حدوث أي تحسن في العلاقات المصرية التركية في ظل وجود رجب طيب أردوغان، الذي يحلم بـ«الإمبراطورية العثمانية»، ومصر نفسها «تغمض عينها وتفتحها» ولا تجد أردوغان في السلطة، حتى تعود تركيا دولة شقيقة، وهذا ينطبق على إيران أيضًا.
وعن العلاقات المصرية العربية في 2017، في ظل الأزمة الحالية بين القاهرة ودول الخليج، قال «بيومي»، إن مصر دولة لا يجرؤ أحد على الاستغناء عنها، وبالتالي الصبر مطلوب في هذا الملف.
في نفس السياق، قال الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير في السياسة الخارجية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن أهم التحديات التي ستواجه مصر في 2017 هو إقناع دول العالم باستقلالية مصر، واستعادتها لهيبتها الدولية، مؤكدا أن التحديات التي تواجهها القاهرة في الداخل، أكثر بكثير من نظيرتها في الخارج، وعلى رأسها مشكلة الإرهاب، لاسيما بعد تحذير الولايات المتحدة الأمريكية لرعاياها من السفر لمصر والأردن.
وأضاف «اللاوندي»، أن الإرهاب والإسلاموفوبيا، يمثلان تحديًا كبيرًا لمصر، خاصة في ظل وجود الإخوان والسلفيين، وبالتالي التحدي الأكبر هو إقناع العالم بالرؤية المصرية بمفهوم الإرهاب والتي ترى أنه لا وطن له ولا دين ولا عنوان، ويمثل آفة عالمية ومن ثم يجب أن تكون مكافحته عالمية، والقاهرة في هذا الملف، تقف على مسافة واحدة من الجميع.
وعن العلاقات العربية المصرية في 2017، يرى «اللاوندي» أن كل المؤشرات تؤكد أن مصر لن تعتمد مرة أخرى الدول العربية، لذلك سحبت القاهرة قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي، ولم تخش من أي دولة عربية، وبالتالي أتوقع أن تكون العلاقات بين مصر والدول العربية سيئة للغاية، باستثناء سلطنة عمان والإمارات وربما البحرين.
وتابع:«من الممكن أن تكون هناك علاقات جيدة لمصر في 2017 مع إيران، ردًا على الزيارات التي نظمها المسئولون السعوديون لموقع بناء سد النهضة بإثيوبيا.
وبشأن الملف السوري، قال الخبير السياسي، إن مصر سيكون لها دور أكبر في سوريا في 2017، لاسيما في ظل الحديث عن وجود علاقات خفية بين الدولتين، وأن كل الدول بما فيها المملكة العربية السعودية أصبحت تعترف بضرورة أن يكون الأسد جزءًا من الحل، وهذا يمثل تراجعًا في موقف هذه الدول التي كانت تصر على رحيل الأسد.
وعن الأزمة الليبية، قال «اللاوندي»، إن مصر تهتم بليبيا من جانبين، الجانب الأول أنها دولة عربية، وثانيا هي دولة حدودية مع مصر، وداعش أكد أنه سيجعل من ليبيا وكرًا جديدًا لتحركاته، وبالتالي مصر ستضع عينيها على ليبيا الفترة القادمة، لاسيما وأن الخطر الأكبر يأتي منها.
وتوقع «اللاوندي» أن تكون العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية جيدة جدا في 2017، لأن «ترامب» يريد إقامة سياسة خارجية مغايرة لسياسة الرئيس أوباما وهيلاري كلينتون والديمقراطيين.
وعن العلاقات المصرية التركية في 2017، يرى الخبير السياسي أن عودة العلاقات يتوقف على استجابة «أردوغان» للطلب المصري المتكرر، والخاص بعدم التدخل في الشئون الداخلية لمصر.
وأشار إلى أن عودة العلاقات المصرية القطرية يتوقف على رحيل النظام الحاكم في قطر، في نفس الوقت، ستكون العلاقات المصرية الإفريقية جيدة في العام الجديد.