نحو تحالف دولي "4"
ويستأنف برزينسكي عرض جرائم لرجل الأبيض ضد العالم الإسلامي قائلًا:
في الماضي القريب في أفغانستان بين عامي 1979 و1989 قام الاتحاد السوفيتي بقتل حوالي مليون أفغاني مدني، وبعد ذلك بعشرين عاما قامت أمريكا بقتل ستة وعشرين ألف أفغاني في حربها التي دامت 15 عامًا في أفغانستان، وفي العراق قتلت أمريكا وحلفاؤها مائة وخمسة وستين ألف مدني في حربها خلال الثلاثة عشر عامًا الماضية، والخلاف بين تقدير عدد من قتلهم المستعمر الأوروبي، ومن قتلتهم أمريكا وحلفاؤها في العراق وأفغانستان قد يكون مرده التقدم التكنولوجي الذي نتج عن استعمال أكثر كفاءة للقوة والتحول في الجو العالمي، ومن الصادم كذلك بالنسبة لهذه الفظائع سرعة نسيان الغرب لها، ففي عالمنا الحالي في عصر ما بعد الاستعمار يبرز فكرا تاريخيا جديدا، وهو سخط شديد على الغرب وتاريخه الاستعماري في الدول الإسلامية وما وراءها يفسر تبريرًا لشعور هذه المستعمرات السابق بالحرمان وضياع الكرامة، أبرزها الشاعر السنغالي دافيد ديوب في قصيدته "الخفافيش".
وفي ضوء كل هذه الجرائم فإن أمام أمريكا طريق مؤلم طويل نحو تصالح محدود مع العالم الإسلامي، ونفس الشيء بالنسبة لروسيا والصين، وبالنسبة لأمريكا سيحتاج الأمر صبرًا وإصرارًا لخلق علاقة تعاونية مع شركاء جدد خصوصًا روسيا والصين، وكذلك مجهودًا مشتركًا مع دول إسلامية راسخة مثل تركيا وإيران ومصر، وكذلك السعودية إذا استطاعت فصل سياستها الخارجية عن التطرف الوهابي، وبذلك يمكن إنشاء إطار أوسع لاستقرار إقليمي، أما حلفاؤنا الأوربيون الذين كانوا مسيطرين في هذه المنطقة فمازل يمكنهم المساعدة في هذا الخصوص.
إن انسحابًا كاملًا لأمريكا من العالم الإسلامي الذي ينادي به الأمريكيون الانعزاليون قد يسبب حروبًا جديدة مثل حرب بين إسرائيل وإيران أو بين السعودية وإيران أو تدخلًا مصريًا على نطاق واسع في ليبيا، وقد تؤدي مثل هذه الحروب إلى مشكلة أعمق من انعدام الثقة في دور أمريكا في الاستقرار العالمي وبطريقة مختلفة، ولكن لا يمكن التنبؤ بنتائجها فإن روسيا والصين قد يكونان المستفيد الجيوسياسي الأول من مثل هذا التطور، حتى ولو كان النظام العالمى نفسه قد يصبح الضحية الجيوسياسية الأولى لمثل هذه السياسة. وأخيرا وليس آخرا ففى مثل هذه الظروف فإن أوروبا منقسمة وخائفة قد ترى دولها الحالية تبحث عن قوى تحميها وتتنافس فيما بينها لخلق ترتيبات منفصلة مع القوى الثلاث العظمى أمريكا وروسيا والصين.
في الماضي القريب في أفغانستان بين عامي 1979 و1989 قام الاتحاد السوفيتي بقتل حوالي مليون أفغاني مدني، وبعد ذلك بعشرين عاما قامت أمريكا بقتل ستة وعشرين ألف أفغاني في حربها التي دامت 15 عامًا في أفغانستان، وفي العراق قتلت أمريكا وحلفاؤها مائة وخمسة وستين ألف مدني في حربها خلال الثلاثة عشر عامًا الماضية، والخلاف بين تقدير عدد من قتلهم المستعمر الأوروبي، ومن قتلتهم أمريكا وحلفاؤها في العراق وأفغانستان قد يكون مرده التقدم التكنولوجي الذي نتج عن استعمال أكثر كفاءة للقوة والتحول في الجو العالمي، ومن الصادم كذلك بالنسبة لهذه الفظائع سرعة نسيان الغرب لها، ففي عالمنا الحالي في عصر ما بعد الاستعمار يبرز فكرا تاريخيا جديدا، وهو سخط شديد على الغرب وتاريخه الاستعماري في الدول الإسلامية وما وراءها يفسر تبريرًا لشعور هذه المستعمرات السابق بالحرمان وضياع الكرامة، أبرزها الشاعر السنغالي دافيد ديوب في قصيدته "الخفافيش".
وفي ضوء كل هذه الجرائم فإن أمام أمريكا طريق مؤلم طويل نحو تصالح محدود مع العالم الإسلامي، ونفس الشيء بالنسبة لروسيا والصين، وبالنسبة لأمريكا سيحتاج الأمر صبرًا وإصرارًا لخلق علاقة تعاونية مع شركاء جدد خصوصًا روسيا والصين، وكذلك مجهودًا مشتركًا مع دول إسلامية راسخة مثل تركيا وإيران ومصر، وكذلك السعودية إذا استطاعت فصل سياستها الخارجية عن التطرف الوهابي، وبذلك يمكن إنشاء إطار أوسع لاستقرار إقليمي، أما حلفاؤنا الأوربيون الذين كانوا مسيطرين في هذه المنطقة فمازل يمكنهم المساعدة في هذا الخصوص.
إن انسحابًا كاملًا لأمريكا من العالم الإسلامي الذي ينادي به الأمريكيون الانعزاليون قد يسبب حروبًا جديدة مثل حرب بين إسرائيل وإيران أو بين السعودية وإيران أو تدخلًا مصريًا على نطاق واسع في ليبيا، وقد تؤدي مثل هذه الحروب إلى مشكلة أعمق من انعدام الثقة في دور أمريكا في الاستقرار العالمي وبطريقة مختلفة، ولكن لا يمكن التنبؤ بنتائجها فإن روسيا والصين قد يكونان المستفيد الجيوسياسي الأول من مثل هذا التطور، حتى ولو كان النظام العالمى نفسه قد يصبح الضحية الجيوسياسية الأولى لمثل هذه السياسة. وأخيرا وليس آخرا ففى مثل هذه الظروف فإن أوروبا منقسمة وخائفة قد ترى دولها الحالية تبحث عن قوى تحميها وتتنافس فيما بينها لخلق ترتيبات منفصلة مع القوى الثلاث العظمى أمريكا وروسيا والصين.