رئيس التحرير
خالد مهران

من وحي "عام الشباب".. 10 نصائح للمرأة في عامِها

أحمد صبحى عبد العزيز
أحمد صبحى عبد العزيز

في واحدة من النوادر الشعبية المعروفة يُحكى أنَّ أحد المساجد في حي شعبي اجتمع فيه بعد صلاة العصر إمام المسجد بأهل المنطقة؛ ليلقي عليهم موعظة إيمانية، كانت الموعظة تدمع لها العين ويخشع لها القلب، وكانت السكينة تتخلل بين المصلين، لم يقطع هذه الحالة سوى صوت أجشّ جاء من خارج المسجد لجزّار ضخم الجثة بدت عليه علامات الشر والغلظة، وربما البلاهة أيضاً، بدت من سؤاله حين قال: "فيه حد مسلم هنا؟!".

 

لسُمعة هذا الجزار الطيبة في عالم الإجرام والمجرمين، لم يرد أحد من الجلوس، فأعاد السؤال بشكل أكثر غلظة، حتى ردَّ عليه رجل غريب عن المنطقة لا يعرف الجزار ولا الجزار يعرفه، فاصطحبه ورحل، طلب الجزار من الرجل المساعدة في عملية الذبح، حتى أتوا لمرحلة السلخ، وهنا احتاج الجزار لعدد أكبر، فعاد إلى المسجد ونادى مجدداً: "فيه حد مسلم هنا؟!".

 

إلا أن هذه المرة كان يحمل سكيناً تتقاطر من عليه الدماء، ارتعد كل المصلين، وأشاروا جميعهم إلى إمام المسجد وهربوا، فصاح الإمام "هو فيه إيه.. هو أنا عشان صليت بيكم ركعتين هبقى مسلم؟".

 

عندما قرأت على إحدى صفحات الفيسبوك أن السيسي قرر أن يكون هذا العام عاماً للمرأة؛ ليكون خلفاً لخير سلف "عام الشباب"، أرسلت عنوان المقال لإحدى زميلاتي ذات الحس الفكاهي العالي، كان نص العنوان "بأمر السيسي 2017 عاماً للمرأة"، ردت في وقت لا يتعدى اللحظات مما يؤكد صدق وتلقائية الرد "ومين قال إن أنا امرأة!".

بدا لي هذا الموقف شبيهاً بشدة للندرة سابقة الذكر وبدا ملهماً أيضاً، دعونا نحن الشباب نلقي لكم بعض تجاربنا مع عام الشباب من باب التهيئة النفسية في صورة 10 نصائح للمرأة في عام المرأة:

1- إذا كنتِ من حَمَلة الماجستير والدكتوراه ولم تحصلي بعد على وظيفة، فلا داعي لحمل الأكفان ولا كتابة اللافتات بخطوط منمقة، فكل ذلك سيتم تمزيقه أثناء فض التظاهرة، خلاصةً لا داعي للتظاهر السلمي، فالحكومة كما أنها لا تعرف الحب هي أيضاً لا تعرف السلمية، وربما لا تعرف الماجستير!

 

2- في حال ضاقت بكِ السبل، وأخذتِ بنصيحة رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب واضطررت للعمل كسائقة "توك توك" أو العمل على "نصبة شاي"، وصادفك أمين شرطة يرفض دفع الحساب، فرجاءً دعيه يعبر.. دعيه يمر، فلو استحق هذا العام اسماً آخر لكان "عام الحالات الفردية".

 

3- هنا تبدو فرصتكم الاستثمارية أفضل بكثير من فرصتنا، مما يدعوكم للتفكير في الأمر بجدية، قال عمرو أديب في أحد لقاءاته: "الشباب لازم يتحرك، يجيبوا بضاعة ويوزعوها، أو كل واحد ياخد غويشة من أمه يجيب بيها بضاعة ويبيعها".

في تلك الحالة أنتم لديكم "غويشتكم" الخاصة فلا داعي للاقتراض، الأمر جد مغرٍ.

 

4- في حال قررتم الهروب، أرجوكم لا تهربوا عبر البحر فوق مركب صيد لا يستطيع حمل سوى 50 كيلو سمك بلطي؛ لأنه في حال اكتشاف الأمر سيهرع خفر السواحل لإلقاء القبض عليكم، أما إذا اضطررتم وداهمكم خفر السواحل فأغرقوا المركب، حينها سيعود خفر السواحل بدعوى عدم صدور الأوامر بالإنقاذ.

 

5- إذا كنتِ صاحبة رأي، أرجوكِ احتفظي به لنفسك.

 

6- في حال وقَّع شخص ما على عقد بيع مدينة الرحاب لجزر القمر، فلا تأخذي الأمر على محمل الجدية، ولا تذهبي لنقابة الصحفيين.

 

7- لو كان لديك أي اهتمامات اجتماعية، سواء كنتِ مهتمة بالاتحادات أو الأنشطة الطلابية، فابحثي عن خطة بديلة، كالمشاركة في أنشطة طلاب تحيا مصر أو حزب مستقبل وطن.

 

8- بمناسبة الخطة البديلة، لماذا لم تفكري في التجنيد من قبل؟!

 

9- في حال كنتِ طالبة طب أو هندسة، فلا تفكري في السفر قبل 10 سنوات على الأقل أو عليك ادخار ما يكفي لدفع تكاليف تعليمك الحكومي أو دفع 20٪ من قيمة عقد العمل.

 

10- في حال كنتِ لاعبة رياضية مشهورة، أنصحك بعمل حركة بميت جون -على حد تعبير تامر أمين- وإخراس كل الألسنة بالتبرع لصندوق تحيا مصر في أقرب فرصة.

 

في النهاية.. خالص تمنيات شباب مصر الناجين للمرأة المصرية في عامها الأول.

نقلًا عن موقع هافنغتون بوست عربي