رئيس التحرير
خالد مهران

نظرية جديدة: الاكتئاب خطة استراتيجية لعلاج مشاكل النفس البشرية!

النبأ


يعاني الكثير من الناس الاكتئاب، وتقول الإحصائيات أن حوالي 5% من سكان يعانون من أعراض الاكتئاب المعتدل، وهو ما يعود إلى الاسباب الاقتصادية وضغوط العمل.

والتفسير التقليدي للاكتئاب أنه خلل في التوازن الكيميائي في الرأس يمكن تصحيحه من خلال مزيج من الأدوية والتحولات السلوكية.

ولكن ظهر بحث علمي جديد يشير إلى أن الاكتئاب قد يكون استراتيجية سلوكية محددة يقوم الإنسان بتطويرها، بغرض التكيف مع الوضع الحالي، قبل حل المشكلة التي تواجه الإنسان.

وضع تلك الفكرة لأول مرة خبير علم النفس التطوري بول أندروز والطبيب النفسي J. أندرسون طومسون، تحت اسم "فرضية الاجترار التحليلي"، وذلك في مقال منشور في مجلة علم النفس الأمريكية بعام 2009.

والتي ترى أن الاكتئاب ما هو إلى وسيلة تتبعها النفس البشرية من أجل حل المشكلة، حيث خلال الشعور بالاكتئاب تقوم الرأس بتحليل المشكلة وعلاجها.

حيث يصحب الاكتئاب في العادة زيادة النشاط التحليلي في الدماغ خاصة أثناء النوم، كما أن من أعراض الاكتئاب الرئيسية هو انعدام التلذذ، وعدم القدرة على الفرح من الأنشطة العادية، ووفقًا لهذه النظرية، فذلك الشعور هو تعطيل الأنشطة الطبيعية بشكل مؤقت لمعالجة المشكلة.

وهو ما يمكن أن يفسر سبب أن الغالبية العظمى من نوبات اكتئاب تحدث بعد أحداث جسام مثل الموت أو نهاية العلاقة العاطفية، كما يصاحبه في الغالب قلق وتوتر، وهو ما يشير إلى قيام الدماغ بالتفكير والتحليل في المشكلة، واليقظة المفرطة التي تؤدي للقلق، من أجل علاج المشكلة وعدم تكرارها.

وتفتح تلك النظرية الجديدة الباب أمام الباحثين لعلاج مشكلة الاكتئاب بشكل مختلف، ليس فقط من خلال علاج الأعراض، التي تعتبر وفق تلك النظرية علاج في حد ذاتها، حيث أنها تكون بداية الحل للمشكلة، ولكن من خلال البحث عن سبب الاكتئاب نفسه وعلاجه بشكل مباشر.

وحتى مع علاج مضادات الاكتئاب التقليدية، وفاعليتها، فإن الحياة المتغيرة بالنسبة للبعض، تجعل من الضروري البحث عن أنواع علاج مختلفة للاكتئاب.