بالصور.. جولة ميدانية لـ«النبأ» تكشف لغز بناء «سور ضخم» حول «العاصمة الإدارية»
يُعد مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، واحدًا من أهم المشروعات التي تُنفذ حاليًا، وتعلق عليه القيادة السياسية «آمالًا كبيرة»، وأُعلن عنه رسميًا في مؤتمر «دعم وتنمية الاقتصاد المصري»، يوم 13 مارس 2015.
وستكون العاصمة الإدارية الجديدة - طبقًا للمعلومات المتاحة عنها - مقرًا للإدارات الحكومية، والوزارات الرئيسية، وكذلك السفارات الأجنبية، ومن المقرر نقل 18 وزارة من ضمنها الإسكان، والصحة، والتربية والتعليم، والتعليم العالى، التموين، الإنتاج الحربى، العدل، والأوقاف، ومجلس النواب، ورئاسة الوزراء، إلى هذه المنطقة.
وبدأت شركة «CSCEC» الصينية، استلام العمل منذ 28 يوم تقريبًا لإنشاء هذه المقرات، كما سيتم العمل على إنشاء مركز المؤتمرات، ومدينة المعارض، والحى الحكومى والحى السكنى والمدينة الطبية والمدينة الرياضية والحديقة المركزية والمدينة الذكية.
وأجرت «النبأ» زيارة لـ«العاصمة الإدارية الجديدة» التي تبعد 60 كم من «العين السخنة»، و60 كم من محافظة السويس، ومن الملاحظ إنشاء «سور كبير» يُحيط بـ«العاصمة الإدارية» من جميع الاتجاهات، وبه «أبراج مراقبة»، تشبه تلك الأبراج الموجودة في المنشآت العسكرية.
وأصبح «سور العاصمة الإدارية الجديدة» حكاية مثيرة على «لسان» المواطنين، والمارة من الطريق المطل على العاصمة الإدارية.
وأبدى العديد من المختصين في مجال الهندسة المدنية، والمواطنين، استغرابهم من إنشاء هذا «السور»، بالرغم من أن كل مبنى داخل العاصمة الإدارية محاط بـ«سور خاص» به، وله بوابة خاصة، لاسيما أن هذا الأمر سيكلف الدولة ملايين الجنيهات.
ويبلغ طول السور 7 أمتار، على مساحة 168 ألف فدان، ويوجد أكثر من 15 بوابة كمدخل لـ«العاصمة الإدارية»، وتشبه العاصمة الإدارية بهذا السور «السجن الكبير»، والذي إذا أغلقت أبوابه، ولا يستطيع أحد الدخول إليه، أو الخروج منه؛ وهناك ملاحظتين على بناء هذا السور، الأول: يعتبر إهدارًا للمال العام، ثانيًا: هل المغزى حماية الدولة من الشعب داخل العاصمة «وقت اللزوم»؟
والسور مبني على مساحة 27 كم من طريق «القاهرة - السخنة».
وعند أي مدخل لـ«العاصمة للعاصمة الإدارية» تجد جنديين كتأمين للمدخل، ويسمحان بدخول العمال وسيارات النقل والمهندسين، كما يوجد «صدادات» لمنع سير السيارات في طريق قبل النفق المؤدي للقاهرة، ويوجد للمهندسين «كرفانات» خاصة بهم للاستراحة، بينما يوجد «خيام من القماش»؛ للاستظلال بها وقت الراحة.
من جانبه، أبدى أحد المهندسين الكبار في إحدي شركات المقاولات والهندسة الكبرى في مصر، دهشته من بناء «سور العاصمة الإدارية»، بالرغم من وجود أسوار داخلية فاصلة بين كل مبنى وآخر، مشيرًا إلى أن هذا يعتبر إهدارًا للأموال.
بدوره، قال النائب مدحت الشريف، وكيل اللجنة الاقتصادية بـ«مجلس النواب»، إنه لا يستطيع أن يتحدث عن الهدف من بناء سور حول العاصمة الإدارية، أو ينتقد هذا الأمر قبل عرض الأمر بمجلس النواب، والحديث مع المهندس مصطفي مدبولي، وزير الإسكان، ورؤية السور على أرض الواقع، ومعرفة تكلفته، والاطلاع على التقارير الخاصة به.
وشكك داكر عبد اللاه، عضو اتحاد «مقاولي التشييد والبناء»، في بناء سور حول العاصمة الإدارية، بالرغم من اطلاعه على الصور.
وقال «عبد اللاه»: «استحالة أن يتم بناء سور مثل هذا حول العاصمة الإدارية».
يُذكر أن محمد عبد المقصود، رئيس جهاز العاصمة الإدارية الجديدة، نفى ما تردد بشأن بناء سور ضخم حول العاصمة الجديدة.
وقال «عبد المقصود»، في تصريحات صحفية، «دا كلام فارغ.. العاصمة الإدارية على مساحة ١٨٠ ألف فدان، مين المجنون الذي يتصور أنه يمكن بناء سور حول هذه المساحة الضخمة».
وأوضح «عبد المقصود»، أن السور قد يكون في منطقة بقلب العاصمة، أو حول محطة للكهرباء أو المياه، أو حول منشأة ما.